أمضى 70 عاماً في العمل الصحفي

تشييع محمد حسنين هيكل في القاهرة

القاهرة – المنارة

شُيّع الأربعاء 17 فبراير 2016 الكــــاتــــب الصــــحــفـــي المصري محمد حسنين هيكل من مسجد الحسين (وسط القاهرة) إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة شرقي العاصمة المصرية، وشارك في التشييع العديد من الشخصيات، وأبرزها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والأمين العام السابق عمرو موسى، ومصطفى الفقي مدير مكتب الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ومحافظ القاهرة جلال السعيد، ونقيب الصحفيين يحيى قلاش، ووزير الثقافة حلمي النمنم.

وكانت حالة الكاتب المصري شهدت تدهوراً ملحوظاً في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من حياته، وخضع لعلاج في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بماء في الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً.

ونعت كل من الرئاسة المصرية ونقابة الصحفيين بمصر والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي والرئاسة الفلسطينية حسنين هيكل، الذي توفي عن عمر ناهز 93 عاماً بعد صراع مع المرض، ويعد الراحل من أبرز الصحفيين المصريين والعرب.

ووصفت الرئاسة المصرية حسنين هيكل بأنه كان (عَلَماً صحفياً قديراً، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية، التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية)، ونعته نقابة الصحفيين قائلة في بيان إنه (أعطى للإنسانية وللأمة العربية ولمصر جهده وفكره وصلابة موقفه وريادته الفذة في مهنة الصحافة وفي الكتابة الصحفية).

عمل هيكل، الذي ينحدر من إحدى قرى محافظة القليوبية (شمالي القاهرة)، في الصحافة منذ عام 1942، ورأس تحرير عدد من الصحف والمجلات المصرية من أبرزها (آخر ساعة)، و(الأهرام)، واستمر في رئاسة تحرير الأخيرة 17 عاماً.

وعُين الراحل وزيراً للإعلام عام 1970، كما أضيفت له وزارة الخارجية أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي آنذاك محمود رياض.

وصدرت لهيكل عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ والشهادة، ومن أبرز كتبه وأكثرها مبيعا (خريف الغضب) و(مدافع آية الله).

وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان حسنين هيكل صديقاً مقرباً لملوك ورؤساء، أبرزهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وملك الأردن الراحل عبد الله الأول، وأول رئيس للجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بلة، وآخر شاه في إيران محمد رضا بهلوي، وزعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني، كما كان صديقاً للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران.

ولهيكل مقالات لا تحصى في وسائل اعلام عديدة، وكتب في السياسة والتاريخ بالعربية والإنجليزية، وتناولت كتب هيكل ومقالاته التاريخ المصري المعاصر منذ الإطاحة بالملك فاروق في يوليو 1952 الى حين سقوط نظام مبارك في فبراير 2011.

ومن أبرز كتبه (سقوط نظام: لماذا كانت ثورة 1952 لازمة؟) و(أكتوبر 73 السلاح والسياسة) عن السياسة المصرية أثناء حرب أكتوبر من العام 1973 و(اتفاق غزة أريحا أولاً، السلام المحاصر بين حقائق اللحظة وحقائق التاريخ)، وغيرها.

ومن أعماله أيضاً (خريف الغضب) الذي نشر في 31 لغة، و(عودة آية الله)، و(الطريق إلى رمضان)، و(أوهام القوة والنصر)، و(أبو الهول والقوميسير).

كذلك، نشرت له مجموعة (حرب الثلاثين سنة) من أربعة أجزاء عن الصراع العربي الإسرائيلي، و(المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل) من ثلاثة أجزاء.

وقد حظي محمد حسنين هيكل -المولود في 1923 بالقاهرة- بشهرة كبيرة عندما كان يتولى رئاسة تحرير صحيفة الأهرام المصرية.

وخلال تلك الفترة الممتدة من 1957 حتى 1974 ذاعت سمعته الصحيفة بحيث أصبحت تعرف بنيويورك تايمز العالم العربي، بسبب مقالته الأسبوعية التحليلية (بصراحة) التي كان يكتبها وكانت تغطي أحياناً صفحة كاملة.

وأصبح هيكل في عام 1943 -بعد تخرجه في جامعة القاهرة- محرراً في صحيفة (إجيبشيان غازيت) التي كانت تصدر بالإنجليزية.. واختاره رئيس تحرير الصحيفة لكى يشارك فى تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية فى مراحلها المتأخرة.

ثم التحق في العام التالي بمجلة (روزاليوسف) الأسبوعية، وعمل من عام 1953 وحتى عام 1956 في مجلة (آخر ساعة)، وفي عام 1957 انتقل إلى صحيفة (الأخبار) اليومية.

وأتاح العمل الصحفي لهيكل، عندما كان مراسلاً متجولاً في ما بين 1946 و1950، السفر والتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان، وإفريقيا، والشرق الأقصى حتى كوريا.

وكان هيكل على مدى سنوات صديقاً مقربا للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر. وعندما تولى عبد الناصر السلطة عين هيكل رئيس تحرير لصحيفة الأهرام.

وأدخل هيكل تحسينات كبيرة على أسلوب الصحيفة من حيث الدقة والموضوعية، مخففاً من النغمة العاطفية المثيرة التي عرفت بها.. وكان يصر على حسن الجودة في إنتاجها أيضاً.

واستعان هيكل بشباب من المتخرجين الجامعيين، ودربهم للعمل في التحقيقات الصحفية، وأسس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية.

وخلال توليه رئاسة تحرير الأهرام، شغل هيكل أيضاً منصب رئيس مجلس الإدارة في ما بين 1959 و1974.

ونجح خلال عمله في تأسيس علاقات صحفية دولية، جعلت الأهرام طرفاً في أوضاع الإعلام العالمي وتوجهاته وفي العلاقات بين عواصم العالم المتعددة.

وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتغمري، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).

وكان هيكل عضواً في اللجنة المركزية في الاتحاد الاشتراكي العربي من 1968 وحتى 1974، كما شغل منصب وزير الإرشاد القومي من أبريل وحتى أكتوبر 1970.

وظل هيكل في رئاسة تحرير الأهرام بعد وفاة عبد الناصر في 1970 حتى عام 1974، ولكنه أزيح من المنصب بعد انتقاد الصحيفة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات، وأصبح بعد ذلك صحفياً حراً.. وأدت كتاباته المنتقدة للسادات إلى اعتقاله ضمن عدد كبير من الصحفيين والسياسيين في ما عرف باعتقالات سبتمبر 1981.

وقدم هيكل منذ عام 2007 عدداً من المحاضرات في شؤون العالم في قناة الجزيرة القطرية، تحت عنوان (مع هيكل).

وألف عدداً من الكتب بالعربية والإنجليزية، من بينها (عبد الناصر: وثائق القاهرة)، و(الطريق إلى رمضان)، و(خريف الغضب) الذي انتقد فيه السادات، و(حرب الثلاثين سنة) في عدة أجزاء.

وكان هيكل متزوجاً من هدايت تيمور منذ 1955 وأنجبا ثلاثة أبناء هم علي، وهو طبيب، ورجلا الأعمال أحمد وحسن.

You may also like...

0 thoughts on “أمضى 70 عاماً في العمل الصحفي”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram