محمد بن راشد ومحمد بن زايد يتقدمان مسيرة المهرجان

مهرجان قصر الحصن 2016.. احتفاء بالتراث والتاريخ الإماراتي

أبوظبي – المنارة

تقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسيرة العزة والفخر في مشهد رائع مفعم بمشاعر الوطنية الصادقة إيذاناً بانطلاق فعاليات (مهرجان قصر الحصن 2016) بدورته الرابعة، والتي استمرت حتى 13 فبراير الماضي.

ولدى وصول سموهما والمشاركين في المسيرة إلى ساحة الاحتفال أمام قصر الحصن أدت مجاميع الفنون التراثية لوحات الحربية والعيالة مرددين عبارات الفخر والتقدير لما وصل إليه هذا الوطن الغالي من رفعة وتقدم بفضل قيادته الحكيمة، حيث شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من الشيوخ في أداء عرض العيالة تعبيراً عن اعتزاز شعب الإمارات وقيادته بسيرة الآباء والأجداد ومسيرتهم الخيرة.

وتجول أصحاب السمو الشيوخ يرافقهم كبار المسؤولين والحضور في جوانب وساحات أرض مهرجان قصر الحصن، الذي ضم خمس مناطق وفرت مجموعة واسعة ومتنوعة من الأنشطة التفاعلية وورش العمل والمعارض والأسواق التقليدية التي عرضت المشغولات اليدوية والمصوغات والأزياء القديمة والمأكولات الشعبية إلى جانب الحرف والمعروضات التراثية لكافة البيئات البحرية والبرية والزراعية والجبلية، والتي عكست ثراء وتنوع مكونات الموروث الثقافي والاجتماعي والتاريخي للإنسان الإماراتي وأنماط الحياة التي كان يعيشها على هذه الأرض الطيبة.

وتفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ركن أرشيف الذكريات -قصة وطن- وما حملته الصور المعروضة من عدة جهات حكومية وخاصة من ذكريات قديمة ونادرة لملامح من أوجه الحياة لأهالي البلاد وصور لشخصيات وطنية لعبت أدواراً مشهودة في مسيرة هذا الوطن منذ ما قبل تأسيس الدولة، إضافة إلى مراحل تطور البناء والتنمية في كافة أرجاء الوطن، حيث تمكن الزائر من استرجاع الوقائع والأحداث والذكريات من خلال مشاهدة الصور والأفلام الوثائقية القديمة.

كما زار سموه والحضور (معرض قصر الحصن) الذي يحكي قصة أبوظبي والروابط التي تجمعها بقصر الحصن باعتباره أول مبنى في جزيرة أبوظبي والشاهد على نشأتها ورحلة تطورها، وتعرف الجميع على دور الآباء الأوائل من الحكام والأهالي والسكان الذين أرسوا اللبنات الأولى في عطائهم وبذلهم وتركوا إرثاً حضارياً فريداً في الحكم والبناء والتنمية يتمتع بالعراقة والأصالة والقدرة على البقاء والتطور، محافظاً على هويته وجذوره بثوب الحداثة والمعاصرة.

وقال سعادة محمد خليفة المبارك، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: إن (قصر الحصن) يجسد مجد الوطن وماضيه العريق، ويعكس في الوقت ذاته الحاضر المشرق الذي تنعم به دولة الإمارات ومستقبلها الواعد بمزيد من الإنجازات.

وأضاف: يكتسب الحصن أهميته كأول مبنى في جزيرة أبوظبي، والذي ظل مقراً لأجيال من أسرة آل نهيان الكرام على مدى قرون عديدة.. ومنح المهرجان زواره فرصة تسليط الضوء على هذا الصرح التاريخي ومسيرة تطوره باعتباره رمز نشأة أبوظبي ومركز الحركة الثقافية فيها.. واستكشف زوار المهرجان مقومات الهوية الإماراتية وعناصر تراثها الثقافي وتعرفوا على جهود ترميم الحصن ومبنى المجمع الثقافي للمحافظة عليهما كإرث للأجيال المقبلة.

هذا وشارك في المسيرة وحضر فعاليات مهرجان قصر الحصن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وسمو الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس دائرة النقل، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين وجمع من المواطنين.

وقد فتح المهرجان مجدداً أبوابه أمام الزوار ومحبي التراث والحضارة والتاريخ الذين توافدوا بأعداد كبيرة للتعرف على جديد الدورة الرابعة التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واستمر حتى 13 فبراير الماضي.

وتضمن المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مجموعة كبيرة من العروض والفعاليات والأنشطة وورش العمل والتجارب التعليمية التفاعلية التي تعكس التراث الثقافي العريق لدولة الإمارات، حيث شهدت الدورة الرابعة توسيع مساحة المهرجان الكلية لتبلغ 47.000 متر مربع، وإضافة منطقة (قصر الحصن) الجديدة إلى جانب المناطق الأربع المعروفة البحر والصحراء وجزيرة أبوظبي والواحة.

ووفر المهرجان منصة تفاعلية جمعت عناصر الثقافة والتراث الإماراتي والمبادرات الرامية إلى استدامة هذا الصرح المعماري وإحياء دوره المحوري في الحركة الثقافية في أبوظبي.

وحظي زوار المهرجان بفرصة التعرف على عناصر التراث الثقافي المعنوي التي تم تسجيلها مؤخراً على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي المعنوي، والتي تتضمن (المجلس) و(القهوة) و(الرزفة)، بالإضافة إلى العناصر المدرجة سابقاً وهي (الصقارة) و(التغرودة) و(العيالة) و(السدو).

ونظراً لأهمية نقل القيم الثقافية والتراثية إلى جيل المستقبل، فقد انضم ما يزيد على 300 طالب وطالبة من تسع جامعات من مختلف أرجاء أبوظبي إلى برنامج (سفراء مهرجان قصر الحصن) لتوجيه الزوار وتزويدهم بالمعلومات حول فعاليات وأنشطة المهرجان.

كما تم تنظيم برنامج للزيارات المدرسية الصباحية بهدف استقطاب الآلاف من طلبة مدارس أبوظبي لزيارة قصر الحصن والمشاركة في أنشطة المهرجان.

وتمكن زوار مهرجان قصر الحصن في دورته الجديدة من التعرف على تطورات أعمال الترميم الجارية للحفاظ على (قصر الحصن)، رمز نشأة أبوظبي، والمقر السابق لأسرة آل نهيان الحاكمة، حيث يجري حالياً تنفيذ أعمال ترميم على أيدي فريق من الخبراء متعددي التخصصات، عقب إزالة المزيد من الطبقات التي أضيفت إلى جدران القصر الخارجي في ثمانينات القرن الماضي، كما يجري أيضاً تجديد مبنى (المجمع الثقافي)، بالتوازي مع ترميم (قصر الحصن).

وحظي الزوار هذا العام بجولات قادها مرشدون في أجزاء من المبنى، إلى جانب الاستمتاع بتجربة تفاعلية في الحصن صاحبها سرد شامل يؤرخ لمراحل مشروع الترميم.

وتم كذلك إعادة افتتاح أجزاء من مبنى المجمع الثقافي مجدداً للجمهور خلال فترة المهرجان، والذي ضم معارض وأنشطة تعليمية وثقافية مفتوحة للزوار، فيما استضاف مسرح قصر الحصن سلسلة من العروض الفنية والفعاليات العائلية التي ركزت على موضوعات تعكس الأهمية الثقافية للمكان، ودوره في تطور إمارة أبوظبي، ومجتمعها، كما تضمن المهرجان أيضاً عروضاً بصرية حية وفنون الأداء وورش عمل الفنون التراثية والحرف التقليدية وتجارب تعليمية وثقافية تفاعلية تحت إشراف خبراء متخصصين.

وضم مهرجان هذا العام 5 مناطق رئيسة هي منطقة البحر التي سلطت الضوء على التراث البحري للإمارات وشعبها، ومنطقة الصحراء التي تعتبر نموذجاً مصغراً عن البيئة الصحراوية والثقافة الإماراتية، ومنطقة جزيرة أبوظبي التي عرضت أسلوب الحياة في المجتمع الصغير حول قصر الحصن الذي تطور لاحقاً ليصبح مدينة حديثة وعاصمة عالمية، ومنطقة الواحة التي تهتم بالزراعة ورعاية الحدائق ومنتجات النخيل.

وقد تم إضافة (منطقة قصر الحصن) الجديدة التي كانت فرصة لاستكشاف الهندسة المعمارية الإماراتية التقليدية، وعلم الآثار، وتعرّف زوار المهرجان على الأهمية المعمارية والأثرية للحصن.. فيما استضاف (المجمع الثقافي) ورش عمل ومعارض جديدة تسرد قصة أبوظبي من خلال القطع الأثرية والوثائق والشهادات الشخصية لمواطنين ومقيمين.

كما تضمن المهرجان أيضاً مجموعة من عروض الأداء الحية الجديدة على مسرح المهرجان، على رأسها عرض (باب الخير)، وهو عرض كوميدي باللغة العربية، بمشاركة شخصيات حية تنشر البهجة بين الجمهور من جميع الأعمار، كما استضاف أيضاً (عرض السماء) الذي شهد تفاعلاً مباشراً بين الطيور من (حديقة الحيوانات بالعين) والجمهور، فيما روى عرض (السفاري الليلي) قصة رحلة صديقين في الصحراء بحثاً عن مغامرات جديدة، حيث يلتقيان في طريقهما بالعديد من الحيوانات التي تعيش في البيئة الإماراتية، ويتنقل الخط السردي للقصة ببراعة بين اللغتين العربية والإنجليزية بأسلوب فريد ومرح يحكي مغامراتهما في الصحراء.

وخلال الدورة الحالية، احتضن المجمع الثقافي ثلاثة معارض، أولها يحمل عنوان (أرشيف وذكريات: قصة وطن) الذي يجمع مختارات من مقتنيات السجلات الوطنية الرئيسة في معرض واحد، من خلال مساهمات لديوان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأرشيف الوطني وأبوظبي للإعلام وأدنوك وأدكو وتلفزيون بينونة.

وروى المعرض قصة الدولة من خلال وسائط إعلامية مختلفة، منها الصور الفوتوغرافية والصحف والأفلام، وكشف عن كيفية تسجيل هذه الوسائط الإعلامية للأحداث، وحفظها للذكريات بطرائق مختلفة.

أما المعرض الثاني فحمل عنوان (ملامح فوتوغرافية: صور من الماضي) الذي أخذ الزائر في رحلة لتحليل التفاصيل الدقيقة لخمس صور قديمة في أبوظبي، ليستكشف الحكايات الخفية في تلك الصور.. أما معرض (ذاكرة المجمع الثقافي) فركز على تأكيد دور المجمع الثقافي في المجتمع من خلال شهادات شخصية لأفراده.

وكان السوق الشعبي علامة بارزة في مهرجان قصر الحصن، وذلك لما تضمنه من مشغولات يدوية ومعروضات تراثية نقلت للأجيال الحالية مراحل تاريخية مهمة من حياة المنطقة، وضم السوق أكثر من 80 محلاً شعبياً في ثلاث مناطق للتسوّق.

واستقطب السوق عدداً كبيراً من عشاق الأصالة والعراقة، خصوصاً من الشباب الذين تعكس زيارتهم لهذا الحدث مدى حرصهم على التمسك بتراث الآباء والأجداد، ورغبتهم في استحضار ذكريات الماضي الأصيلة، من خلال مشغولات يدوية متميزة تبرز العادات والتقاليد الإماراتية.

وشكلت ورشة صناعة الفخار بالطرق التقليدية زخماً كبيراً في وسط خيمة السوق الشعبي، إذ أبدع صانع الفخار في تقديم نماذج حية لهذا الفن الرفيع من تشكيل الصلصال، خصوصاً أن المهرجان يسعى إلى الحفاظ على هذه الصناعة حتى لا تواجه مصير الاندثار.

You may also like...

0 thoughts on “محمد بن راشد ومحمد بن زايد يتقدمان مسيرة المهرجان”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram