سميرة سعيد لـ»المنارة«: لم أتوقع الضجة التي أحدثها »عايزة أعيش«

القاهرة – مصطفي محمد

رغم معاصرتها لأجيال كثيرة، إلا أنها تستطيع التأقلم مع كل جيل جديد بأغنياتها المتطورة والمعاصرة للوقت الذي نعيش فيه، ورغم غيابها المتكرر عن الساحة فحينما تعود لا بد أن تحدث ضجة فنية على الساحة الغنائية، فلقد احتل ألبومها الأخيرة (عايزة أعيش) الصدارة في الوطن العربي..

هي النجمة سميرة سعيد، التي تتحدث لـ(المنارة) عن ألبومها وكواليس التحضير له، وابنها شادي، ومشوارها الغنائي وموقفها من التمثيل، والكثير من الأشياء التي تكشفها لنا في اللقاء التالي:

❊ في البداية.. كيف استقبلت النجاح الكبير الذي حققه ألبومك الجديد (عايزة أعيش)؟

❊❊ حقيقة.. لم أتوقع هذه الضجة الكبيرة التي أحدثها الألبوم، ولكنني سعيدة للغاية بهذا النجاح، خاصة أنني تعاونت مع ملحنين وشعراء جدد وأثبتوا انفسهم، كما أن اختلاف وتنوع الأفكار الموسيقية التي قدمتها ساعدت بشكل كبير في وصول الألبوم لفئات كثيرة من الناس.

❊ وهل حفزك هذا النجاح على عدم الغياب عن الجمهور مرة أخرى؟

❊❊ لم أقصد الغياب عن الجمهور، ولكن صعوبة الأحداث السياسية التي مر بها الوطن العربي في الفترة الأخيرة لم تجعلني مهيأة نفسياً للعودة بأي أغنيات جديدة، ولكن حينما وجدت الظروف بدأت في الاستقرار عدت لجمهوري بأغنيات منفردة، وبعد ذلك بالألبوم، وبالتأكيد هذا النجاح حمسني للغاية.

❊ أغلب أغنيات ألبومك الأخير كانت توحي بالأمل والسعادة.. فهل هذا مقصود بسبب صعوبة الظروف التي مر بها الوطن العربي مؤخراً؟

❊❊ كانت الأحداث السياسية لها دور في ذلك، حيث إن الجمهور عانى مؤخراً من صعوبة الأحداث السياسية وعدم الاستقرار، كما أنني بطبعي أحب السعادة، والموضوع نفسه مرتبط بالأفكار التي تقدم لي، وعلى أساسها يتحدد موقفي من الاختيار.

❊ وهل بدأت في تصوير أغنيات من ألبومك الأخير (عايزة أعيش) بطريقة الفيديو كليب؟

❊❊ لم أبدأ فعلياً في تصوير أي أغنية، ولكنني خططت لتنفيذ ثلاث أغنيات، وسوف أبدأ في تصوير إحداها خلال الفترة المقبلة بعد الاستقرار على المخرج وأماكن التصوير، فالصورة عنصر مهم للغاية وضروري لتثبيت نجاح أي أغنية جديدة.

❊ ولماذا أنت بعيدة عن إحياء الحفلات الغنائية لجمهور الشباب مثلما يفعل عمرو دياب وتامر حسني والكثير من النجوم والنجمات؟

❊❊ لا أنكر أنني بعيدة عن جو الحفلات الغنائية، ولكنني بدأت منذ العام الماضي في المشاركة بالمهرجانات الغنائية، حيث شاركت بـ(سوق واقف) في قطر في العام الماضي وكذلك الحالي، إلى جانب مشاركتي بمهرجان الموسيقى العربية في دورته الأخيرة، فأنا لا أمانع تقديم حفلات غنائية فنجاح ما سبق من حفلاتي شجعني وأعطاني دفعة معنوية، والموضوع في النهاية متعلق بالاستقرار.

❊ بخصوص الغناء لمهرجان الموسيقى العربية في دورته الأخيرة منذ شهور قليلة.. كيف كانت الأصداء عن الحفل، خاصة أن التذاكر قد نفذت خلال فترة قصيرة للغاية؟

❊❊ سعيدة للغاية بهذه الحفلة وما حققته من نجاح، خاصة أنني كنت متخوفة للغاية، لكن الجمهور أسعدني بحضوره القوي وطريقة التقديم المميزة لمهرجان الموسيقى العربية والسمعة الطيبة التي يتمتع بها، والحمد لله نفاد تذاكر الحفل دليل على وجود جمهور يحبني ويدعمني، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور دائماً.

❊ لاحظنا في ألبومك الأخير حالات موسيقية مختلفة، حيث الأغاني التي دفعت الجمهور للجنون وأخرى درامية ورومانسية.. فما الدافع لتحقيق المعادلة الصعبة في التنوع الموسيقي؟

❊❊ أهم شيء بالنسبة لي هو الاختلاف في الألوان الموسيقية التي أقدمها، فأنا لا أحب السير على وتيرة واحدة، بل أهتم بأن تكون أعمالي متنوعة كي تصل لكل الجمهور وليس شريحة واحدة، فأنا أحب التطور في أعمالي وأسعى لتقديم أغنيات تتوافق مع أفكاري وفكر جمهوري.

❊ وما الدافع وراء اهتمامك بالغناء بأكثر من لهجة خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث قدمت أغنية (مازال) بالمغربي إلى جانب أغنياتك بالمصرية وأغنية (المظلوم) بالخليجية ولديكِ أغنية جديدة باللهجة اللبنانية؟

❊❊ لا أعارض الغناء بأي لهجة عربية، شرط وجود فكرة مميزة ومكتملة العناصر من كلمات وألحان، لاسيما أنه من الضروري أن يتنوع الفنان في الغناء بعدة لهجات، حرصاً على إرضاء جميع الأذواق والجماهير العربية، ولكن كما قلت لك الفكرة هي التي تتحكم في الأمر، فلو لم أجد فكرة مميزة ما غنيت بمختلف اللهجات، والحمد لله كل أغنية قدمتها باختلاف اللهجات حققت نجاحاً كبيراً وأصداءً إيجابية كثيرة.

❊ لكن لماذا أجلت طرح الأغنية اللبنانية من الألبوم؟

❊❊ كان من المفترض طرحها ضمن أغينات الألبوم الجديد، لكنني وجدت أنه من الأفضل كي تأخذ الأغنية حقها في الانتشار أن يتم طرحها بطريقة منفردة، لاسيما أنني حينما أغني بأي لهجة أختار كلمات مفهومة وتكون الحالة نفسها قريبة من كل الجماهير، لأن ما أقدمه ليس فقط لجمهور بعينه، بل إنه لكل الجماهير العربية.

❊ معروف عن النجاح أنه شيء صعب وعقب حدوثه تتوالى المسؤوليات على الفنان بضرورة تقديم الأفضل.. فماذا عن رؤيتك؟

❊❊ بالتأكيد النجاح شيء صعب للغاية، والأكثر صعوبة هي الاستمرارية على نفس النمط من خلال تقديم الأفضل للجمهور دائماً، ورغم كل هذا النجاح الذي حققته طيلة مشواري الفني إلا أنني أعمل بروح الهاوية وينتابني القلق قبل تقديم أي عمل فني جديد، وأعتقد أن ذلك شعور طبيعي.

❊ ولماذا لم تقدمي ديوهات غنائية رغم نجاح (يوم ورا يوم) مع الشاب مامي؟

❊❊ من المفترض أن هناك ديو يجمعني بالفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، حيث اتفقنا على المبدأ والمشاركة بعمل غنائي، لكن الموضوع متعلق بالفكرة نفسها وليس لمجرد الاشتراك مع أي فنان لتقديم ديو غنائي، فحينما غنيت أنا والشاب مامي كانت هناك فكرة مميزة إلى جانب المزج بين الموسيقى الشرقية والراي.

❊ وكيف تسير علاقتك بابنك شادي؟

❊❊ ابني هو كل حياتي، وأنا وهو قريبين من بعضنا البعض لأبعد الحدود، حيث إننا نتعامل من منطلق الصداقة، والحقيقة أنني أشتاق إليه للغاية كلما يكون بعيداً عني لظروف دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنني أسافر له في أوقات فراغي.

❊ هل ما زلت متمسكة بعدم دخول التمثيل؟

❊❊ بالطبع.. متمسكة بموقفي من التمثيل، لأنني أراه حلماً انتهى بالنسبة لي، ولم أعد أفكر فيه في الوقت الحالي، كما أنني أعمل في الفن بمزاج وأحب الغناء للغاية، وأحب أن تكون جهودي في الفترة المقبلة مكثفة تجاه أعمالي الغنائية فقط.

❊ وهل ترفضين أيضاً تقديم سيرتك الذاتية في عمل تمثيلي؟

❊❊ ضاحكة.. أعتقد أن هذا السؤال سابق لأوانه، فأنا لم أفكر في هذا الأمر من قبل، ولكن لو عرض على تقديم سيرتي الذاتية في عمل تمثيلي فلن أمانع، مع ضرورة وأهمية التمسك بتقديمها بشكل صحيح.

❊ كيف ترين المنافسة بينك وبين زميلاتك وأصدقائك على الساحة الغنائية؟

❊❊ لا أهتم بالمنافسة، لكنني أركز في تقديم أعمالي الغنائية بصدق واحترام لجمهوري من خلال أفكار مختلفة وجديدة، لاسيما أنني أحب الخير لكل الفنانين، وأكون سعيدة بأي عمل فني جديد، لأن النجاح ليس حكراً على أحد، وكل فنان له جمهوره الذي يدعمه ويقف إلى جواره.

❊ وما أكثر ما يحبطك في الحياة؟

❊❊ أكون محبطة مثل أي شخص وطني يخاف ويحب بلده والوطن العربي كله، حينما تتعرض البلاد العربية لظروف صعبة، وهذا السبب يجعلني لا أستطيع أن أغني.. وصدقني هذا إحساس نابع من القلب تجاه بلدي المغرب ومصر وكل البلدان العربية، خاصة أن الموسيقى مصدر ترفيه ورسالة لا بد أن تخرج من القلب للقلب.

❊ وفي النهاية.. هل ما زلت ترفضين الزواج؟

❊❊ في الحقيقة أنا لا أفكر فيه، لكنني أفكر فقط في ابني شادي، الذي يعتبر بالنسبة لي كل حياتي، وعلى الرغم من دراسته وتواجده في أمريكا إلا أنني أتحدث إليه يومياً، وحينما أجد الفرصة والوقت المناسب للسفر إليه أفعل ذلك، وكذلك هو.