انفعال

حمادي بلخشين – تونس

اغرورقت عيناه بالدموع حين شاهدها تتلوى بين هتافات الحاضرين.. أجهش بالبكاء حين عاين أوراقاً مالية من فئة الثلاثين ديناراً تتناثر على رأسها لتستقر بين قدميها العاريتين، وأخرى تدس بين نهديها وحمالة صدرها.. لم يستطع كبح مشاعره أكثر من ذلك، غادر الكباريه ودموعه تسبقه.. كان آذان الفجر يسمع من بعيد، استند إلى أقرب عمود كهربائي.. بيد مرتعشة أخرج علبة سجائره، أخذ واحدة دسها بين شفتين مرتجفتين من شدة التأثر، أخرج ولاعته الذهبية، احتاج إلى جهد كبير حتى وفق في تشغيلها.. انفعاله الشديد فرض عليه بذل أكثر من محاولة لوضع سيجارته في مستوى الشعلة الضئيلة التي كشفت احمرار عينيه وانتفاخهما، حين وفق أخيراً في إشعالها، وقبل أن يسحب منها نفساً، مزق سكون الليل رنين هاتفه المحمول، سحبه من جيبه:

– ألو.. ما زلت سهرانا يا ولدي؟..    – ………..

– لقد غادرت الملهى منذ دقائق..      – ………..

– لم أصدق لأول مرة أنها هي..   – ………..

– طبعاً طبعاً… بكيت طويلاً.           – ………..

– الآن فقط يمكننا الرد على كل المشككين في كون شقيقتك إغراء تسير بثبات على خطى المرحومة والدتك.

You may also like...

0 thoughts on “انفعال”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram