تجولت قبل أيام في إسطنبول، تلك المدينة الغنية بعراقتها التاريخية، وأمضيت فيها أربعة أيام برفقة صحافيين من الإمارات ودول خليجية أخرى للتعرف على حضاراتها البيزنطية والرومانية والعثمانية، فهي المدينة المحببة إلى قلوب الأباطرة والسلاطين، لذا فإنها تحظى بأناقة وعظمة المكان والجغرافيا الطبيعية والمشاهد الساحرة التي قلما تتوافر مجتمعة في مدينة أخرى.

اسطنبول – جمال المجايدة

تصوير – إسماعيل حرشاوي

ونظم لنا هذه الجولة السياحية فندق (ريتز كارلتون، إسطنبول) بالتعاون مع الخطوط الجوية التركية وشركة هيثم ترافيل Heysem Travel Agency، وشملت الوسط التاريخي لمدينة إسطنبول برفقة السيدة ياسمين يوجورمن مديرة العلاقات العامة في الفندق، والسيد آردم المرشد السياحي التركي.

وتم خلال الجولة استكشاف المدينة التاريخية وأسواقها الشرقية التي تعج بالزوار والسياح من أنحاء العالم.. وكانت تلك فرصة مثالية للتعرف إلى معالمها الأثرية، وخاصة قصر (طوب قابي سراي)، وهو مقر الحكم العثماني لمدة 500 عاماً تقريباً، ومسجد السلطان أحمد (الجامع الأزرق) ومتحف (ايا صوفيا) التاريخي.

وأمضى الوفد الإعلامي بضع ساعات في قصر طوب قابي المقام منذ أكثر من خمسمائة عام على ربوة عالية تطل على مضيق البوسفور وبحر مرمرة وخليج القرن الذهبي في مشهد خلاب، والقصر ليس مجرد قصر واحد كما قد يتبادر إلى الذهن، فهو مجموعة من المباني التي كانت تشكل مركزاً لإدارة شؤون الحكم في الإمبراطورية العثمانية ما بين القرن الخامس عشر والقرن السابع عشر، لكن أهم ما يلفت النظر هو الجناح الخاص للآثار المقدسة التي تشمل متعلقات للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين والأئمة والصحابة، جاء بها السلاطين العثمانيون بعد أن تولوا الخلافة.

ولا يتوقف تنوع معالم الجمال عند ذلك، بل يمتد ليشمل عدداً كبيراً من المتاحف، أبرزها متحف آيا صوفيا، أجمل متاحف الدنيا، كذلك متحف الآثار القديمة داخل القاعة الأولى من قصر طوب قابي، ومتحف السيراميك في مبنى جينلي كوشك، ومتحف الفن التركي الإسلامي، ومتحف السجاد التركي ومتحف الموزاييك، ومتحف كاريا، والمتحف الحربي، والمتحف البحري، إلى جانب معالم أثرية لا تخطئها العين، منها مسلة ثيودرسيوس، وسبيل أحمد الثالث، وبرج بايزيد، وبرج يلدز الذي يعد أجمل الرموز الرومانسية في المدينة الذي تم إنشاؤه في القرن الثاني عشر فوق جزيرة صغيرة عند مدخل ميناء إسطنبول.

واستمتع الوفد الإعلامي خلال الجولة بحفل غذاء تقليدي من الكباب في أحد المطاعم التركية الشهيرة في منطقة أكسراي، كما امتدت الجولة إلى أهم الأسواق بمدينة إسطنبول، وهي:

غراند بازار

يعتبر من أهم أسواق إسطنبول، حيث يوجد به آلاف المحلات ويزوره أكثر من نصف مليون شخص يومياً، ويحتوى على 18 باباً، أهمها وأكبرها باب نور العثمانية، ويحتوى على 4000 متجر لبيع التحف والمجوهرات والذهب والسجاد والملابس الجلدية.

السوق المصري

يقع خلف الجامع الجديد، وسمي بهذا الاسم لأن التجار الأتراك كانوا يجلبون بضاعتهم بشكل أساسي من مصر، وفي الوقت الراهن يعتبر مقصداً للسياح العرب، حيث يأتون إليه لشراء البهارات والتوابل والمكسرات والقهوة التركية والهدايا.

شارع الاستقلال

يقع شارع الاستقلال فى المنطقة الأوروبية بالقرب من ميدان تقسيم، ويعتبر من أشهر شوارع إسطنبول، حيث يصل عدد زواره إلى مليون شخص يومياً، بسبب احتوائه على أشهر المحلات والمطاعم والمقاهى والأماكن الأثرية والمكتبات والسينمات، ويحتوى أيضاً على السفارات الأمريكية واليونانية والفرنسية، كما به خط مترو قديم من فترة العثمانيين.

منطقة أورتاكوى

تقع فى إسطنبول الأوروبية في مقاطعة بشكتاش أورتاكوى، وتعني (القرية الصغيرة)، وتحتوي على الحمام التركي المبني من قبل المعماري سنان، وقصر تشيران المبنى بأمر السلطان عبد العزيز، وتعتبر منطقة أورتاكوى وشوارعها إحدى أشهر أماكن التسلية والتسوق، ويمكن للزوار أن يبدؤوا يومهم بزيارة ortakoy Pazar، ويعتبر من أبرز معالمها وأكثرها شهرة ومسجد أرتاكوى الشهير على البوسفور.

منطقة كادي كوى

أو(منطقة القاضي) تقع في إسطنبول الآسيوية، وتمثل كادي كوى أفضل أماكن المتعة والجمال وأماكن الاستجمام والترفية والهدوء، نظراً لما تمتلكه من مقومات سياحية وطبيعية تجذب السياح من جميع دول العالم، وتشتهر كادي كوى بسوقها التاريخي وخليجها المميز وحديقة فنار بخشة الجميلة.

عراقة تاريخية

في اليوم الثاني لجولتنا على متن سفينة سياحية في مضيق البوسفور اطلعنا على قصور السلاطين المشيدة على ضفاف البوسفور وفيلات الأثرياء وقلاع الأباطرة والفاتحين القدماء والطبيعة الساحرة لمدينة تجمع سمات قارتي آسيا وأوروبا خلال المشهد الواحد.. وبعد كل ما شاهدناه لا بد من القول إن إسطنبول الغنية بعراقتها التاريخية ومزيج حضارتها والبيزنطية والعثمانية والرومانية، سوف تبقى مدينة خالدة من عصر الأباطرة والسلاطين وحتى يومنا هذا تحظى بأناقة وعظمة المكان والجغرافيا الطبيعية والمشاهد الساحرة التي قلما تتوافر مجتمعة في مدينة أخرى.

إسطنبول عزيزي القارئ تدرك بسرعة حينما تزورها أنها تشكل موقعاً متميزاً يربط الشرق بالقارة الأوروبية، وتعتبر جسراً تلتقي عليه الثقافة الشرقية بالثقافة الأوروبية، كما أنها مهد الحضارة البيزنطية والإمبراطورية العثمانية التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ الحضارة الإنسانية.

جان جوكتاس مدير عام فندق ريتز كارلتون إسطنبول: الإمارات من أهم أسواقنا السياحية في العالم

في لقائه بالوفد الإعلامي الخليجي الذي استضافه فندق ريتز كارلتون إسطنبول، أكد السيد جان جوكتاس المدير العام للفندق: أن دولة الإمارات من أهم أسواقنا السياحية في العالم، ونحرص على تطوير العلاقات مع شركائنا في السياحة والسفر في أبوظبي ودبي. وذكر أن السوق الخليجي يعتبر من أهم الأسواق السياحية لـ(ريتز كارلتون، إسطنبول)، حيث يشكل السياح من دولة الإمارات والسعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين حوالي 35% من النزلاء على مدار العام. وأوضح أن الفندق يستعد لاستضافة العائلات الخليجية ومؤتمرات الشركات ورجال الأعمال من دول مجلس التعاون الخليجي لموسم هذا العام بمزيد من العروض الخاصة والتسهيلات.

وذكر أنه يستعد للمشاركة في معرض سوق السفر العربي بدبي في أبريل الجاري بطرح منتجات سياحية جديدة للعائلات والشركات.

وأشار جان جوكتاس إلى القيام بجولة عمل مرتقبة في أبريل ومايو من هذا العام تتضمن ورشاً وعروضاً سياحية في أبوظبي ودبي والرياض وجدة والكويت والدوحة حول المزايا التي يقدمها (ريتز كارلتون، إسطنبول) للزائر الخليجي. وقال: إننا نوفر لضيوفنا من دول الخليج والعالم أعلى درجات الخصوصية والخدمة الراقية، وبحكم خبرتنا العريقة في صناعة الضيافة، فإن (ريتز كارلتون، إسطنبول) يعتبر الملاذ الأمثل لإقامة العائلات الخليجية وحفلات الأعراس ومؤتمرات الشركات التجارية الكبرى.

وأشار إلى قرب الإعلان عن تعيين مكتب تمثيلي لفندق (ريتز كارلتون، إسطنبول) في أبوظبي للترويج السياحي، مؤكداً على أهمية عاصمة دولة الإمارات في صناعة السياحة بالمنطقة الخليجية والعربية.

وتحدث السيد جوكتاس خلال اللقاء في الفندق الذي تطل 80% من غرفه وأجنحته الـ243 على البوسفور قائلاً: يعتبر ريتز كارلتون إسطنبول ذو الإطلالة الاستثنائية على خليج البوسفور فندقاً استثنائياً، ويحظى بمكانة خاصة سمعة رائعة وفريق عمل مميز يوفر أعلى درجات الرفاهية والخدمات للعائلات مع أطفالهم وتوفير المأكولات التركية ذات المذاق الأصيل، والتي تلائم الضيوف الخليجيين.

ومضى قائلاً: إن فندق ريتز كارلتون إسطنبول، هو مزيج مثالي من الثقافة والضيافة والتطور، وهو يهدف إلى إسعاد الضيوف عن طريق الخدمات والعروض والباقات التي يقدمها من وقت إلى آخر، بالإضافة إلى جولات بحرية ساحرة في مضيف البوسفور خلال فصل الصيف.

وذكر أن ريتز كارلتون سبا هو الأفضل في المدينة على الإطلاق، ويضم 3 حمامات تركية للاسترخاء مصممة وفقاً للتراث التركي العريق، وغرف معالجة للتدليك، وأكبر مسبح مغطى ومسبحاً في الهواء الطلق ذا إطلالة بانورامية على البوسفور، وقصر دولما بشكله التاريخي الذي شيده السلطان عبد المجيد.

وقال إن الفندق يمتلك مزرعة خاصة فوق السطح لإنتاج الخضار الموسمية العضوية لإعداد المأكولات للضيوف والنزلاء، مشيراً إلى الحفاظ على البيئة الطبيعية وتدوير المخلفات كافة وإرسال بقايا الطعام في الفندق إلى مزارع الحيوانات في الريف.

وأوضح أن هناك العديد من الشركات الكبرى في الشرق الأوسط والخليج العربي تنظم مؤتمراتها السنوية فندق ريتز كارلتون إسطنبول، مشيراً إلى أن 35% من حفلات الزفاف التي يستضيفها الفندق سنوياً هي من دول الخليج والهند ومصر.

وخلص إلى القول: إن فندق ريتز كارلتون إسطنبول وجهة لا تنسى في مدينة لا تنسى، لها مكانة خاصة لدى كل الخليجيين والعرب والعالم، بما تضمه من تاريخ وآثار عريقة وموقع خلاب على ثلاثة بحار وتنوع هائل في الأسواق والحياة الثقافية والفنية والتجارية النشطة على مدار العام.

وأكد خلال اللقاء الذي حضرته السيدة ياسمين يوجورمن مديرة العلاقات العامة بالفندق، أن مواطني دول الخليج والشرق الأوسط يحبذون قضاء عطلاتهم العائلية في إسطنبول، وأرجع ذلك بسبب إلى انتشار مراكز التسوق ومدن الألعاب ومراكز الترفيه العائلي وخدمات الطعام وسهولة التنقل واعتدال الأسعار.

وأوضح: إن شركة الخطوط الجوية التركية تعد شريكاً استراتيجياً لنا، لأنها تساهم بقوة في تعزيز حركة السياحة والنقل الجوي والتجاري ما بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا بفضل خدماتها المميزة وكثافة رحلاتها من كافة المدن الخليجية إلى إسطنبول.

وأعرب عن ارتياحه لزيادة عدد رحلات الخطوط التركية لتصبح يومياً من أبوظبي إلى إسطنبول مع خطة لزيادتها إلى 11 رحلة أسبوعياً من أبوظبي إلى مطاري أتاتورك وصبيحة في إسطنبول مع حلول يونيو 2016.

وذكر أن فندق ريتز كارلتون إسطنبول يعتزم طرح منتجات وعروض جديدة بأسعار خاصة تلائم العائلات الخليجية لعطلات الربيع والصيف القادم، لتوفير أفضل الفرص والخدمات للعائلات التي تفضل الإقامة في الفندق الفاخر.

وأضاف قائلاً: إن تنوع أسواقنا ما بين الشرق والغرب أعطى للفندق مكانة مستقرة على خارطة السياحة في إسطنبول، مشيراً إلى أن السوق الأمريكي والألماني والبريطاني في مقدمة الأسواق الأجنبية.

واعتبر أن الولايات المتحدة تعتبر من أهم الأسواق لنزلاء الفندق الذين تشكل نسبتهم 16%، فيما تتنافس أوروبا والشرق الأوسط على المرتبة الثانية.. إلا أنه أكد أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر أهم الأسواق السياحية على الإطلاق.

وقال المدير العام في ختام حديثه مع الوفد الاعلامي إن مجموعة ريتز كارلتون العالمية تعتزم رفع عدد فنادقها من 92 حالياً إلى 120 فندقاً بحلول عام 2018، وتحظى دول الخليج بأكبر عدد من الفنادق الجديدة للمجموعة.