د.محمد أياس العكاري
بورد أمريكي في الطب التجميلي

مركز ومستشفى كلينيكا صباح الطبي – دبي

تعد مشكلة التقدم بالعمر أهم الأمور التي يحاول الطب التجميلي معالجتها بشتى الوسائل , وتعد العيون من أهم الأماكن التي يظهر عليها أثر التقدم بالسن وذلك لرقة النسيج الجلدي من جهة ولقلة الوسائد الشحمية التي تقلل من ترهل الجلد من جهة أخرى .

وبشكل أسبوعي أو شبه يومي أحيانا , تدخل الى عيادتيفي كلينيكا صباح عشرات الحالات بعبارات وشكاوى عديدة عن منطقة العين وما حولها :

فاحدى المراجعات تقول “دكتور أشعر أن عيوني حزينة ” ...وأخرى ” أشعر أن أجفاني ثقيلة “ ….وثالثة تشتكي “.أشعر أنني أكبر من عمري لأن عيوني متعبة ….”

تعددت الأقوال ….و الأمر واحد ُ ….

ولتبسيط الموضوع علينا أن نعلم أن جمال العين ومظهرها الشبابي يكون بأمور سبعة :

أولا : أن يكون الحاجب مشدودا قليلا ومائلا قليلا نحو الأعلى

ثانيا : أن يكون اللحاظ الوحشي أعلى قليلا من اللحاظ الأنسي

ثالثا : أن تكون هناك مسافة واسعة نسبيا بين العين والحاجب

رابعا : أن تكون منطقة تحت العين بنفس لون الوجه مع خلوها من التجاعيد

خامسا : أن تكون منطقة تحت العين بنفس سوية الوجنة تقريبا أو أقل قليلا

سادسا : خلو منطقة حول العين من التجاعيد

سابعا : أن تكون منطقة حول العين أقل قليلا من سوية الوجنة ومشدودة نحو الأعلى

هذه الأمور السبعة تتحقق بطرق عديدة منها الجراحية التقليدية التي تحتاج لغرفة عمليات وتخدير موضعي أو عام أحيانا وذلك حين يكون الوضع سيء جدا والمريضة مهملة لهذا الأمر لسنوات عديدة مما يتعذر تصحيحه بالطرق الجراحية الأقل رضّا .

أو نلجا لتقنية ال TBFP والتي هي عبارة عن مزيج من علاجات تجرى ضمن العيادة ولا تحتاج لغرفة عمليات ,تتضمن تقنية TBFP :

( T threads )شد الجفن العلوي والحاجب بالخيوط

( (B botox   ازالة تجاعيد تحت العين وحول العين بالبوتوكس

(F filler     ) لتعبئة المنطقة حول وتحت العين وأيضا منطقة الصدغين بشكل خفيف

((p profidro وهي مزيج بين البروفايلو والهاديرو بوسترلتحسين الجلد حول العين

كما ويمكن اضافة بعض ابر النضارة لمنطقة تحت العين للتخفيف من الخطوط الرفيعة بالاضافة لاستخدام كريمات المواد الطبية المفتحة كال hydroquinone لفترة شهرين أو أكثر .

من غير المتوقع حدوث أي مضاعفات خطيرة بعد هذا الجراء وربما يقتصر الأمر على حدوث كدمات خفيفة لعدة أيام . الا أنه يفضل عدم القيام بهذا الاجراء عند الحوامل والمرضعات و الذين يعانون من بعض الأمراض الجلدية الفعالة كالتهابات الجلد في مكان الحقن او عند الأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة من مادة الهيالورونيك أسيد أو البوتوكس أو الليدوكائين أو ال PDO

وبهذا التكنيك الفريد نكون قد عالجنا كافة الأمور التي تتعلق بجمالية العين دون الخوف من حصول أضرار على المريض في حال تم الاجراء بيد خبيرة , الا أنه يبقى هناك بعض الحالات الشديدة التي لا ينفع معها الا العمل الجراحي .

قبل الختام أود أن أنوه لأمر أحرص دائما على أن أقوله في جولاتي التدريبية للأطباء حول العالم وهو أمر أقوم به في عيادتي في كلينيكا صباح منذ سنوات وهو عدم اجراء كافة الاجراءات في جلسة واحدة عند كل المرضى , فقد تكون أحدهم بحاجة لكل هذه الاجراءات بينما الأخرى قد تكون تعاني من تهدل الجفن دون وجود مشكلة في منطقة تحت العين وبالتالي لا حاجة للقيام بأي اجراء في منطقة تحت العين ….كما أنه من المفيد أحيانا أن نقوم بالاجراءات على جلسات بدلا من القيام بكافة الاجراءات في جلسة واحدة فقد نبدأ بالبوتوكس والفيلر في الجلسة الأولى ثم نقوم باجراء الخيوط والبروفايدرو في الجلسة الثانية .

في النهاية تبقى العين هي عنصر الجمال الأهم الذي لطالما تغزل به الشعراء والأدباء , ولا يسعنا الا أن نذكرالشاعر النحرير جرير في قصيدته الرائعة حين قال  :

انَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ

قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا

يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ

وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا

وجل ّ الخلّاق العظيم الكريم الذي خاطبنا بأن منّ علينا بخلق العين بما فيها من عظمة في التكوين الوظيفي والجمال الخَلقِي فقال :

(( أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ))