أكثر من 20 ألف وجبة يومياً لإفطار الصائمينجامع الشيخ زايد الكبير يرحب بضيوفه في الشهر الفضيل

المنارة – أبوظبي

مع قدوم شهر رمضان من كل عام، يتسابق الأفراد والمؤسسات والجمعيات الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة في إقامة الموائد الرمضانية المجانية التي تتوزع على مختلف المساجد، كما يحدث ذلك في العديد من البلدان الإسلامية، إلا أن هذا التقليد يأخذ منحىً أكثر عظمة في جامع الشيخ زايد الكبير بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث يشهد كل يوم توزيع 20 ألف وجبة لأشخاص من كل حدب وصوب، لاسيما العمال الوافدون إلى الإمارات، والذين يقضون الشهر الفضيل بعيداً عن أسرهم.انطلق هذا الحدث في العام 2005، حين كانت عدد الوجبات التي يتم توزيعها قرابة الألفين، إلا أنه شهد نمواً استثنائياً عاماً بعد عام، فبات نادي ضباط القوات المسلحة المسؤول عن تزويد هذا الحدث بالطعام، يدير أكبر عمليه تجهيز وجبات في الدولة، لاسيما أن الفريق المكون من 1000 عنصر، يقدم أكثر من 800.000 وجبة خلال أيام الشهر الفضيل من كل عام.

كي نتمكن من إدراك ضخامة هذه المهمة، علينا أن نعي أهم حقائق العمل على مشروع إفطار صائم، وهي أن فريق العمل يضم زهاء 1200 شخص، يتعاملون مع ما يزيد على 30 طناً من المواد الغذائية يومياً، خاضعة لأقسى معايير الرقابة الصحية، ومع ذلك يبدو لنا أن الطهاة المسؤولين عن هذه العملية لا يجدون فيها مشقة.

بالنسبة للطهاة، لا تقتصر مهمتهم على تجهيز عدد الوجبات المطلوبة في الوقت المناسب من كل يوم، فلا بد لهم من ضمان جودة ونكهة الطعام في كل طبق يقدمونه يومياً. الساعة الآن الثالثة عصراً في هذا اليوم الرمضاني من أيام الصيف الحارة عام 2015، وتجهيزات مشروع إفطار صائم في جامع الشيخ زايد الكبير جارية على قدم وساق.. في المصف الشمالي للمسجد، تم نصب 13 خيمة مكيفة، 10 منها للرجال، واثنتان للنساء، وواحدة للخدمة، وتتسع كل خيمة لقرابة 1500 شخص يجلسون في ثلاثة صفوف مزدوجة.

خلف هذه الخيم، تصطف شاحنات النقل منتظرة دورها لتفريغ حمولة الطعام الطازج المنقول حديثاً من نادي ضباط القوات المسلحة.. وفي خيمة الخدمة، يقوم فريق بتعبئة صناديق الإفطار التي تُرتّب فوق بعضها البعض على طاولات، يقوم فريق آخر بوضعها ضمن عربات التقديم التي تنقل من خلالها إلى خيم الإفطار.

في هذا الوقت، يعمل فريق من المتطوعين على توزيع عبوات المياه واللبن والعصير على الموائد، في حين تفوح في المكان رائحة اللحوم المشوية الشهية والأرز والخضار المطهوة.. بعد الانتهاء من هذه الخطوات، تصبح الدقائق معدودة، فخلال ساعات قليلة يجب تجهيز الموائد لعشرين ألف صائم، وأي تأخير في وقت كسر الصيام قد ينتج عنه إزعاج لا ضرورة له.الساعة الآن تشير إلى السادسة مساءً، أوائل الخيم أصبحت جاهزة، وبدأت الحشود التي تبدوا عليها علامات الراحة، لأنها تخلصت من حرارة الطقس في الخارج بالتوافد، وجلست أمام موائد الإفطار.. هؤلاء هم أوائل الضيوف، إذ إن الغالبية تدخل الخيم قبل دقائق فقط من أذان المغرب، حين يقوم المرشدون بإيصالهم إلى الموائد.

وفجأة تبدأ الحشود بالتوافد بالعشرات لتمتلئ الخيمة، وزاكي الذي كان يجلس بمفرده، أصبح مشغولاً بالحديث مع من هم حوله.. ومع آخر لحظات الانتظار، يتبادل الموجودون أطراف الحديث، ويسترقون النظر بين الحين والآخر إلى صناديق إفطارهم، وما إن يحين وقت الإفطار، حتى يعم السكون النسبي الخيمة عندما يقوم الضيوف بكسر إفطارهم بالتمر واللبن.. فريق العمل والمتطوعين أيضاً يلتهون قليلاً عن مهامهم بغاية تناول وجبة استحقوها عن جهد.يصدح صوت إقامة الصلاة مدوياً بعد ربع ساعة من مغيب الشمس، حينها يتجه الضيوف من خيمهم إلى الجامع كي يُصلّوا المغرب.. ومع عبور الحدائق الغناء، يصلون الساحة الكبرى التي تبلغ مساحتها 17 ألف متر مربع، وهي مفروشة بالسجاد، كما تتوزع فيها وحدات التهوية.

بعد الوضوء، يتجه الرجال إلى القاعة الرئيسية، وتتجه النساء إلى القاعة الأخرى.

أغلب المصلين هم من العرب أو من بلدان جنوب آسيا، وهناك أيضاً بعض السياح، إذ نرى العديد من الأشخاص القادمين من المملكة المتحدة والفيليبين والسودان وإندونيسيا.. وعلى الرغم من أن عدد المصلين كبير، إلى أن المساحات الشاسعة في الجامع لا تجعله يبدو مزدحماً على الإطلاق.

بعد صلاة المغرب، يبقى العديد حتى حلول صلاة العشاء، ولدى وجودهم يستمتعون بسماع ترتيل القرآن من قبل شيوخ يدعوهم الجامع كل عام، ما يزيد من مشهد الخشوع في الجامع لدى سماع أصواتهم العميقة والمميزة.

يتمتع جامع الشيخ زايد الكبير برمزية مميزة جداً لمختلف المقيمين في الإمارات العربية المتحدة، إذ إن تصميمه مستمد من ثقافات وحضارات مختلف دول العالم، وأبوابه مفتوحة للضيوف من مختلف الأديان، ليعكس رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في دعم التواصل الثقافي العالمي.

You may also like...

0 thoughts on “أكثر من 20 ألف وجبة يومياً لإفطار الصائمينجامع الشيخ زايد الكبير يرحب بضيوفه في الشهر الفضيل”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram