المنارة-دبي

أجزاء وأجزاء وقصص حكت عن البيئة الشامية بعاداتها وتقاليدها لتكون دراما (باب الحارة) حكاية حقيقية مع خضار وماء وحب واحترام وإنسانية.. وإن حمل العمل بعض الغضب على المرأة، حيث إنها على الدوام طبّاخة برتبة فارس، مطيعة ومحبة لزوجها عن غباء وقناعة أشد غباءً، لكن لا يجوز أن ننسى أن الحقبة التي يتحدثون عنها، الأمية كانت سائدة فيها ولا عمل أساساً للمرأة خارج منزلها ولا حياة لها إلا في كنف وحماية وسلطة (ابن العم).

العمل الذي حمل المشاعر والانفعالات الإنسانية القوية مع التصوير الرائع لبيوت الشام ببرك المياه، إلى جانب التحولات السياسية التي حكت لنا فروسية، لم نعد نعرفها.. وطنية لا نجيدها حيث لا أحزاب ولا حركات تنظيمية، بل شعب يحب أرضه ويدافع عن شرفه بشراسة.

لقد أكّدت الإحصاءات مع الأجزاء الأولى إنه الرقم واحد في المتابعة الجماهيرية والإعلامية.. وحتى مع إعادة الإعادات.

هذا يشير إلى حاجات الناس إلى حكاية حقيقية.. لكن بعد الجزء السابع تغيرت المعادلة، غاب (أبو شهاب) الذي لعب دوره سامر المصري ثم رحل أبو عصام أي عباس النوري وعاد، ومات من الفنانين آخرين كـ(أبو حاتم) وهو الراحل الكبير وفيق الزعيم وكثر آخرون أيضاً من الممثلين الذين غيبهم الموت بالفعل أمثال أحمد رافع الذي كان يلعب دور إبراهيم..

المهم، اليوم يتحدث منتجو العمل عن جزء أخير سيكون برمضان، لكن الملفت أن ليليان الأطرش (لطفية) انسحبت وأناهيد فياض (دلال) تركت ليبقى الأهم وهو وائل شرف أي (معتز).. الذي غادر هو الآخر. فماذا بقي من (باب الحارة)؟.. الداية (أم ذكي) و(أبو بدر) الغبي؟

ربما يجب أن تبقى هذه الدراما وقد دخلت تاريخ التلفزيون السوري منذ العام 2006، لكن شرط أن تبقى مع نفس الأبطال ودون وجوه جديدة لأنها لم تفدنا بشيء وهذا ما كان واضحاً مع الجزء الرمضاني الماضي الذي استضاف أيمن زيدان، لكنه لم يستطع أن يتحول كما تحول المشاركون الأصليون إلى نجم من نجوم (أبطال الحارة)!.. وعذراً..