دبي المنارة – رافي جرّوج 

كان يا ماكان في قديم الزمان، كان هناك تجمّع للاسرة مع كبيرها، لتوديع مامضى من ايام السنة و استقبال الشهر الكريم بعفّة و شورى و جمع الاحبّة، فكانوا يجتمعون في منزل واحد ليهنئوا بعضهم بحلول الشهر المبارك، ولايرضوا ان تكون التهنئة عبر الهاتف من خلال مكالمة هاتفية او بارسال هدية، اما اليوم و بعد عقدٍ على العادات الجميلة التي ولّت، نجد ان التهنئة و المباركة و الاحاديث الدينية عن تاريخ شهر رمضان، تتناقل عبر اجهزة الكترونية غليظة الملمس باردة المشاعر، فنجد الحفيد يرسل للجد “واتسابياً “ويهنئه بحلول الشهر الكريم،ونرى الوالدة تتلقى وصفات المطبخ الرمضاني على الفيسبوك من خلال صفحات انشئت لهذا الغرض باسماء منمّقة كــ ( مطبخك في رمضان .. الخ ) ..

تزدحم وسائل التواصل الاجتماعي بهذا النوع من المناسبات و تلتهم ماكان يسمى بجمعة العائلة، فنجدهم حتى اذا اجتمعوا تحدّثوا عن طريق أجهزتهم الخلوية .

ندعوكم اليوم من موقع المنارة الالكتروني ان تتركوا اجهزتكم لساعاتٍ قليلة و تخرجوا من العالم الافتراضي و تعودوا الى تقاليدنا السنوية التي لا تتكرر الا مرة واحدة خلال السنة، ولاتكتمل جماليتها الا في رمضان الكريم، فسمي بكريمٍ لنعطي بكرم من وقتنا لرب العالمين و العائلة، واطلق عليه رمضان المبارك، لنبارك احاديثنا ونحرص على استقبال الناس ببركة حقيقة وليس برموز “تويتريّة” ، فاذهبوا غداً كأول يوم في رمضان و اجتمعوا مع عائلاتكم وحضّروا موائدكم وادخلوا في أجواء تسودها الألفة والمحبة بين الإخوة، لتستمر السهرات إلى ساعات ما بعد منتصف الليل لتلتسموا جمالية السحور معاً، ومهما احيط بكم من أجهزة الكترونية و رسائل اجتماعية و نغمات واتسابية دعوا جمعة العائلة اولاً ، وكل عام وانتم و عائلاتكم بالف خير .