شرفتي…………. رمضان ووجع الرحيل

رئيس التحرير الدكتور وليد السعدي

كم من رمضان نحتاج؟.. وكم من نفحة من نفحاته يحتاج إليها القلب والعقل والروح؟ وكم من نعمة نحتاج من نعم رمضان التي لا تعد ولا تحصى؟ هو رمضان سيد الشهور وأعظمها، فيه تنجلي النفوس وتصفو القلوب بإرادة خالقها وبارئها وتنفيذ أصحابها، هي روحانية لا تتجلى إلا في رمضان، فسبحان من كتب لنا رمضان وسبحان من وهب لنا هذه الأيام الفضيلة لتعود النفس إلى مجراها، ويعود العقل إلى صوابه، ولتبدأ الروح بمحاسبة نفسها أين قصرت وأين رقت وأين أهملت وأين ابتعدت عن الطريق الصواب، هو رمضان الذي بيننا اليوم، فهل أحسنا استضافته؟ وهل أحسنا لقياه؟ نتمنى ذلك، فهو لا يعود إلا مرة في العام، مرة تنتظر النفوس أن يأتيها ذلك الألق وذلك الذكر وتلك الروحانية، إنها فرحة لا تتكرر إلا مرة في العام ، وعلينا الانتظار وعلينا الاختيار، هي فرصة لأن تصفو نفوسنا مع بعضها البعض، وأن نبتعد عن الكراهية وننبذ العنف والأحقاد التي ولدت بيننا نحن المسلمين والعرب في مشارق الأرض ومغاربها، هي فرصة لتحقيق الأحلام في العيش بسلام وأمان، هي فرصة لأن نتخطى خيمة البغضاء وبيت الانكسار وزورق القلق والوجع، رمضان هو صباح لكل أمل مشرق، وصباح تحبه ويحبك مع الخيوط البيض والخيوط السود، هو مرآة فرح لوجه قلق، مرآة أمل لوجه أصابه الوجع، هو مرآة عودة لقطار سافر ولم نعد نسمع أخباره.. سافروا إلى رمضان واملأوا حقائبكم بالحب والمودة والرحمة والتسامح، بالصلاة والصوم والعبادة وتلاوة القرآن والأذكار، املأوا حقائبكم بصور جميلة غابت لسنين من الذاكرة، بل وطردت منها وما أمل من عودتها إلا في رمضان، هي صور جميلة عن أيام جميلة عشناها وما زال لدينا الأمل في عودتها، ما زال لدينا الأمل في إحيائها، فلا يعرف وجع المسافات ورحيل الدروب إلا من عاناها وسار بها، فالصورة الجميلة غادرتنا بسفر طويل، وما من عودة لها إلا بالعودة إلى النفس الطاهرة والروح النقية الصافية من أية شوائب، فنحن في زمن بتنا نتسول المرح والضحك في الشوارع وعلى الطرقات وفي المقاهي وصفحات التواصل الاجتماعي، ولا أعرف كيف سميت بصفحات التواصل الاجتماعي وهي التي تقضي على كل تواصل اجتماعي حقيقي بين بشر أحياء يرزقون، تقضي على الزيارات والمعايدات والتعازي وحتى السلام وحتى النطق بها، أصبحت الرسالة الإلكترونية هي محور النقاش والحوار وحتى الكلام في المنزل بين أفراد العائلة الواحدة أصبح رسائلياً، ولهذا حديث آخر، أعود لرمضان، أحسنوا استقباله فأيامه قليلة وقد أذنت بالرحيل، أحسنوا استقباله ليعود فرحاً في العام القادم مستبشراً بكم ولكم، وها هو العيد يقترب من قرع الأبواب محملاً بإذن الله بكل فرح بكل شوق للقاء الأحبة، محملاً بالأمنيات الجديدة والأحلام التي لابد وأن تكون من عام لعام، لن أطيل.. عيدكم مبارك وعساكم من عوادة.. وكل عام وأنتم بألف خير.

You may also like...

0 thoughts on “شرفتي…………. رمضان ووجع الرحيل”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram