مسجد مثير للجدل

مسجد نوعه “متحرر” بعض الشيء، للنساء فقط، وتقول مسستت المسجد في الدنمارك، وهي سورية الأصل تؤم الصلاة فيه مع صديقة عراقية، لكنه خارج عما جاء به الدين الحنيف بشأن الزواج، فقد عقد للآن 5 زيجات، اشترط فيها على الزوج عدم الاقتران إلا بواحدة، والقبول بحق زوجته بالطلاق، وبإبطال الزواج إذا ما حدث عنف نفسي أو جسدي، وأن يحق لها ما له بما يتعلق بالأطفال، ثم الأخطر: “المسجد هدفه تحدي التفسيرات الذكورية في القرآن” أي عملية نسف لموروث ديني، عمره أكثر من 1400 عام.

سموه “مسجد مريم” حين افتتحوه في فبراير الماضي بشقة تعلو مطعماً للوجبات السريعة في شارع تجاري بكوبنهاغن، ولأنه احتاج إلى 6 أشهر من الاستعدادات وتوابعها، فقد تم تدشينه عملياً، بإقامة أول صلاة جمعة منذ يومين، أدتها 34 امرأة “بينهن 14 مسلمة والبقية من أتباع ديانات مختلفة” وفق ما ذكرت المؤسسة والقيّمة عليه، السورية الأصل شيرين خانكان، حين اتصلت بها “العربية.نت” الأحد، وذكرت أنها أقامت الأذان بنفسها وأمّت صلاة الجمعة، فيما أدت الخطبة باللغة الدنماركية صديقتها العراقية الأصل صالحة ماريا فتح.

شيرين خانكان، ولدت قبل 41 سنة في كوبنهاغن لأب سوري وأم فنلندية، ومتزوجة من باكستاني الأصل، ملم باللغة العربية التي درسها، وله منها 4 أبناء، وهي نسيت على ما يبدو ما تعلمته طوال 8 أشهر في دمشق، أي العربية الفصحى، مع أنها نالت ماجستير من جامعة دمشق، طبقاً لما ذكرت عبر الهاتف، بحيث لم تعد ملمة إلا بالضروري من اللغة “الصعبة لفظها عليّ الآن، لكني أفهم كل حديث بالعربية أسمعه” كما تقول.

وذكرت عن صديقتها، أنها بعكسها “ملمة جداً بالعربية التي تعلمتها من إقامتها 9 سنوات في بغداد” مضيفة أن الصديقة العراقية الأصل، صالحة ماريا فتح، تقيم في مدينة Odense القريبة من كوبنهاغن، وهو ما طالعته “العربية.نت” بحساب “فيسبوكي” لصديقتها، مكتظ بالصور، وتذكر فيه أنها أقامت بببغداد، ودرست في “معهد تعليم العربية لغير الناطقين بها” التابع لجامعة المستنصرية، كما عملت بفندق Novotel في بغداد أيضاً.

أما المثير للجدل في “مسجد مريم” المحتل شقة مساحتها 250 متراً مربعاً، فهو ما ورد عنه بتحقيق نشرته صحيفة “الغارديان” أمس السبت، ولم تنف شيرين خانكان، معظمه تقريباً، سوى تصحيحها لعدد من أدّين صلاة الجمعة بالمسجد، بأنه كان 34 وليس 60 الوارد في “الغارديان” الخالي تحقيقها من أي معلومات شخصية عن شيرين وصديقتها.

لكن التحقيق تضمن ما شاهدته بنفسها كاتبته، وهو أن امرأة “كانت ترضع صغيرها خارج المصلى، وأخرى كانت تضع أحمر الشفاه على فمها، والمكان عمته أجواء ضحك وبهجة، قبل أن يرتفع الأذان بصوت نسائي واضح” في إشارة لما كان عليه الوضع قبل صلاة الجمعة، التي سألتها “العربية.نت” عما كان موضوع خطبتها التي ألقتها صديقتها، فذكرت أنها كانت عن “المرأة والإسلام” وعن نساء شهيرات وردت أسماؤهن في القرآن وكتب التراث. أما من أدّين الصلاة ممن لسن مسلمات، وعددهن كان 20 يوم الجمعة، فذكرت شيرين أنها لا تعرف ديانة كل منهن “وأدّين الصلاة كما نصليها نحن، لأني علمتهن عليها قبل أن يحين ميقاتها” وفق تعبيرها.

وعن الزيجات التي عقدها المسجد، مشترطاً عدم تعدد الزوجات، وحق المرأة أن تطلق زوجها، فقالت شيرين: “هذا حق مكفول للمرأة في الإسلام، فليس فيه أنه الحق للرجل فقط” وذكرت أن من أحد أهداف المسجد “تحدي البنية الذكورية داخل المؤسسات الدينية التي يسيطر عليها الرجال (..) وأيضاً تحدي التفسيرات الذكورية بالقرآن” معترفة أنها واجهت معارضة من أقارب وأصدقاء، لكن ليس من أبيها، الذي وصفته بداعمها دائماً.

You may also like...

0 thoughts on “مسجد مثير للجدل”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram