شرفتي …………..غيمة

 

بقلم رئيس التحرير

الدكتور :وليد السعدي

أسافر بين المدن وأحط رحالي بين غيمة وغيمة في سماء مشرعة الأبواب على كل شيء، أرقب الغيوم من نافذة الطائرة وأسبّح الخالق العظيم، المنظر لا يمكن أن يتكرر إلا بصنع الخالق عز وجل، وأرنح نظري بين غيمة وأخرى وأسبّح وأسرح في متاهاتها وبياضها ونقائها، أتوه في مكوناتها التي تشي بألف حكاية وحكاية، لوهلة أراها ترتعش من سرعة الطائرة ولوهلة أخرى تلقي التحية علينا نحن ركاب الطائر الميمون، وذات مرة تودعنا مساءً في ظلال القمر لتنام مبكراً على غيمة أخرى وتصبح على شمس أخرى وهي تسبح ما بين هذا وذاك، إنه الغيم يرتدي أحاديث من مروا ما بين الليل والنهار، إنه الغيم الذي يبقي المسافة بينك وبينه كي لا تدخل مكنوناته وكي لا تعرف أسراره، إنه الغيم حقيقة الأشياء وسرمديتها، إنه الغيم يرتدي ويلتحف السماء بوسادة يسافر بها وعليها متى شاء وينام متى شاء ويرتاح من زواره متى شاء، هو الغيم الذي تشي إليه كل من يعبر به أو يرميه بنظرة من الأرض، حيث الدعاء لأن يتشكل مطراً تنساب به جداول وتسقى به حقول، ويروي تشققات الأرض الجرداء، وتزهر به الأرض ربيعاً لا مفر منه بعد الغيم وبعد المطر، لا يتوقف الغيم عند محطتك التي تمر بها، إنه يسبح في عالمك وأنت الذي تتمنى أنك تسبح في عالمه وتدور في محيطه، ليعطر زوايا روحك بأجمل ما فاحت به الأرض من زهور وورود، يتدثر أحياناً بغيمة أخرى برداً أو خوفاً، لكنه يتدثر ولا نعرف الحقيقة، المهم أنه يفعل ما يشاء وقت ما يشاء، ويعلم أننا بحاجته، ويتكبر علينا أحياناً بالحضور لكنه يأتي وبقدرة قادر ويمر بنا، فتخضر قلوبنا وتخضر أرضنا وتنبت حباً وعشقاً لغيمة كانت هناك.. مرت من هناك أمام نافذة الطائرة.

You may also like...

0 thoughts on “شرفتي …………..غيمة”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram