فاروق الفيشاوي حصريا للمنارة …أطالب الدولة بإنقاذ السينما ومنع الاحتكار

النجم الكبير فاروق الفيشاوي ل “المنارة”

أطالب الدولة بإنقاذ السينما ومنع الاحتكار

الرواية الجيدة تصنع سينما راقية

طارق لطفي وصل لمكانة يستحقها

زيادة عدد مسلسلات رمضان ظاهرة سلبية

حوار: غادة عصفور

مازال نجم فاروق الفيشاوي ساطعا سواء بأعماله التي شاركت في صناعة جزء من التاريخ السينمائي والدرامي للفن المصري والعربي أو حتى بحضوره في المهرجانات والأحداث الفنية ، مازال هذا المبدع يتمتع ببريق لا ينطفيء وهجه أبدا مع مرور السنوات ، أضف إلى ذلك الثقافة السياسية والفنية العالية التي يتمتع بها ما تجعل الحديث معه ممتعا شيقا مثيرا تتمنى لو أنه لا ينتهي.
في هذا الحوار تحدث الفيشاوي كثيرا ورثى لحال السينما وسقوطها التدريجي منذ سنوات مع محاولات طفيفة لتجارب شابة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

– تعاني السينما المصرية من إشكالية ما.. قد تكون لدى المؤلف أو المخرج أو الفنان نفسه، ما رأيك؟
الإشكالية تكمن في المناخ العام الذي يحيط بها فالسينما مغيبة منذ أكثر من 15 عاما ، لكن هناك تجارب سينمائية شابة تمنحنا الأمل مثل فيلم “نوارة” الذي حصل مؤخرا على جوائز من عدة مهرجانات ، فهو فيلم مصري صميم لمؤلفة ومخرجة لديهما وعي كبير قدمتا لنا سينما نظيفة.

– ماذا تعني بمصطلح “السينما النظيفة”؟
هي سينما well made مصنوعة بإتقان وتقوم على الاهتمام بكل التفاصيل لتقدم فيلم له إيقاع وهدف ورواية وفي الوقت نفسه يكون مؤثرا لدى المشاهدين ويجعلهم يتابعون الأحداث كأن على رؤوسهم الطير ، تماما كما حدث مع فيلم نوارة الذي أتخذه نموذجا ، فقد حضرت عرضه في مهرجان وهران للفيلم العربي منذ شهرين وكان جميع المشاهدين ينصتون للأحداث بشكل كبير دون أي إزعاج لأنهم انجذبوا للعمل وإمكاناته.

– هل أثرت الثورة المصرية سلبا على الإنتاج السينمائي؟
لم يحدث سقوط لسينما ما بعد الثورة بل يمكن القول بأن السقوط استمر لأنه بدأ منذ سنوات عديدة ، لكن هناك تجارب سينمائية كما ذكرت سابقا يجب أن ننظر إليها بعين الاعتبار لانها قد تكون لبنة تساعد على نهوض السينما من جديد ، فمثلا الاعتماد على الرواية الجيدة أمر هام في ظهور سينما بمستوى راقي.

– ما هي التجارب السينمائية التي نجحت بسبب الاعتماد على رواية؟
على سبيل المثال نجد فيلم “الفيل الأزرق” عمل متميز اعتمد على رواية قوية ، ولكي تنمو الدراما والسينما المصرية يجب أن تعتمدان على الرواية لأنها هي خلاصنا من ضعف السيناريو ومن عدم وجود كتاب سيناريو بمستوى عالي ، وهنا لا ننسى أن من أبرز أعمال الدراما والسينما المصرية في السنوات الماضية كانت روايات شهيرة مثل “بين الأطلال” و “السكرية” و “بئر الحرمان” و “دعاء الكروان” ، وما أكثر كتابنا الكبار الذين أثروا المكتبة العربية بمثل هذه الروايات العظيمة التي قدمت رسالة ولم تكن لمجرد الاستهلاك بل وأثبتت أن السينما فن وصناعة.

– ألا يمكن الاعتماد على سينما اليوم لتكون أحد مصادر الدخل؟
كانت السينما هي مصدر الدخل القومي الثاني للاقتصاد المصري بعد القطن ، فكيف لنا أن نملك مثل هذه الثروة العظيمة ثم نتركها تهوى إلى القاع ، نحن نحتاج إلى تدخل فوري من الدولة لإعادة مؤسسة السينما التي كانت موجودة سابقا وأنتجت أعمالا عظيمة مثل فيلم الناصر صلاح الدين وأفلام فؤاد المهندس وغيرهم.

– ما المطلوب تحديدا من الدولة للنهوض بصناعة السينما؟
نحن بحاجة لصناعة افلام ذات قيمة تتبناها الدولة ولا تفرط في دور العرض التي تمتلكها وتعيد امتلاك ما قامت بالتفريط به سابقا وتمنع الاحتكار في دور العرض والاحتكار في التوزيع السينمائي.

– هل تتفق على أن بعض أعمال الدراما ساهمت مؤخرا في نشر العنف والبلطجة في الشارع المصري؟
هذا الأمر لم يحدث في مصر فقط بل حدثت حالة في ألمانيا لشاب مختل عقليا تأثر بمشاهد عنف بقيت في ذاكرته وقام بتقليدها في حادث كبير نتج عنه وفاة ما يقارب من 9 أشخاص أبرياء وإصابة 21 شخصا ، لذلك يجب أن نعي جيدا أن كل ما نقدمه من فن وثقافة يؤثر في المجتمع ويجب أن نتوخى الحيطة فيما نقدمه ، لهذا السبب ذكرت في بداية الحوار أنه من الضروري الاعتماد على الرواية لأنه لو تواجدت بها أحداث عنف فهي تسرد الأسباب لوجود هذا العنف وليس لمجرد البلطجة ، لكننا نشهد اليوم ظواهر بلطجة تأثرت بالعشوائيات التي انتشرت عمدا بسبب التغيرات التي طرأت على أخلاق وسلوكيات مجتمعاتنا مع سبق الإصرار والترصد.

– زيادة عدد المسلسلات والتي تصل أحيانا لأكثر من 60 عملا في شهر رمضان هل هي ظاهرة صحية في صالح المنافسة الدرامية أم ضدها؟
لا شك أنها ظاهرة ضد الدراما بشكل كامل وحتمي ، فأين تكمن المنافسة اذا كانت معظم الروايات متشابهة والسيناريوهات لديها توارد خواطر فيما بينها؟! ، خاصة أن هناك بعض الروايات والأحداث لا تعكس الصورة الحقيقية لمجتمعنا وتخلق أنواعا من الكذب على الجمهور ، لكننا في النهاية نكذب على أنفسنا.

– في العامين الأخيرين من دراما رمضان لم نجدك في بطولة مطلقة تتناسب مع تاريخك الفني! هل كانت مشاركاتك تلك من باب المجاملة لزملاءك؟
بعضها كان مجاملة ومساندة ، فمثلا في مسلسل ” بعد البداية” كانت مشاركتي نوع من التعضيد لفنان أحبه كثيرا هو طارق لطفي وإيصاله لمكانة يستحقها وقد كان ، بدليل ما حققه العمل من نجاح كبير في دراما رمضان 2015 ، أما البعض الآخر يكون بهدف الالتقاء والتعاون مثل مشاركتي في رمضان الماضي مع محمود عبد العزيز في مسلسل “رأس الغول” ، لذا فإنني لا أجد أي غضاضة في مثل هذه المشاركات ولو وجدت بطولة مطلقة غير معيبة فأهلا وسهلا بها ، لكن الواقع أن الدراما الناجحة لا تعتمد على شخص فقط بل تعتمد على عناصر أخرى إلى جانب الممثل مثل القصة والسيناريو والإخراج وغيرها.

– ما هي الشخصيات التمثيلية التي تعتبرها الأقرب إلى قلبك؟
مسلسل “دموع صاحبة الجلالة” قصة موسى صبري وسيناريو عاطف بشاي وإخراج يحيى العلمي كان من أكثر الأعمال التي تخوفت منها جدا وقت تقديمها لأن المسلسل بأكمله كان يعتمد على شخصية البطل التي كنت أقدمها لدرجة أننا بعد انتهاء كل حلقة من أعمال المونتاج وقبل عرضها للجمهور كنت أشاهد الحلقة وأخبر المخرج بأنني خائفا لكنه كان يطمئنني لأن القصة كان بها تسلسل وإيقاع ، لذا فإن البطولة المطلقة ليست بالضرورة أمر يسعد صاحبه بل أحيانا يخيفه.

1117-1-1 (1) 1448302615_1 (1) FB_IMG_1472682138676 (1)

 

Tags

You may also like...

0 thoughts on “فاروق الفيشاوي حصريا للمنارة …أطالب الدولة بإنقاذ السينما ومنع الاحتكار”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram