«مرسيدس ــ بنز» تبتكر سيارة بمهبـط طائرات وطائرتين «موجّهتين» لتوزيع الطـرود

في إطار السباق المحموم بين شركات السيارات وشركات التقنية على تطوير نظم النقل والتوزيع الذكية المستقبلية، أعلنت شركة «مرسيدس ــ بنز» الألمانية، الأسبوع الجاري، عن بدء تشغيل سيارة نقل كهربائية متوسطة الحجم «فان»، مزودة بمهبط طائرات صغير على سطحها لتشغيل طائرتين موجهتين تعملان من دون طيار، لاستخدامه في الإقلاع والهبوط من فوق السيارة أثناء سيرها، بهدف توزيع الطرود والشحنات وتوصيلها الى مستقبليها النهائيين.

وتعمل الطائرتان بالتكامل والتنسيق التام مع نظام آلي ميكانيكي متكامل للتحميل، إذ يلتقط النظام ويرفع العبوات من باطن منطقة الشحن بالسيارة، ويحمّلها ويضعها فى باطن الطائرتين، بحسب الجدول المعد سلفاً للتوزيع.

وأكدت «مرسيدس ــ بنز» أن وحدتين من هذه السيارة تعملان حالياً لدى جهتين، هما: هيئة البريد الألمانية ومؤسسة «فيديكس» للنقل والتوزيع.
نشرت «غرفة الأخبار» بموقع «مرسيدس ــ بنز» media.daimler.com بياناً صحافياً في السابع من سبتمبر الجاري حول هذه الشاحنة وكيفية عملها، ذكرت فيه أن الشاحنة والطائرتين اللتين تعملان معها، جزء من مبادرة استراتيجية مستقبلية للشركة تحمل اسم «آدفانز» خصص لها استثمار قدره 562 مليون دولار (نحو مليارين و64 مليون درهم) لمدة خمس سنوات، وتستهدف الوصول إلى حلول أو نظم نقل وتوزيع، لتسريع توزيع الأصناف التي تتضمنها أوامر الشراء عبر الإنترنت، فيما تعد الشاحنة ونظام التحميل الآلي والطائرتان باكورة أنشطة هذه الاستراتيجية التي تصل إلى مرحلة التشغيل التجريبي الفعلي.

وفي إطار هذه المبادرة الاستراتيجية، أنشأت «مرسيدس ــ بنز» إدارة جديدة أطلقت عليها اسم «نظم النقل المستقبلية»، ولها مقار في كل من «شتوتغارد»، وبرلين، ووادي السيليكون، ويعمل فيها 200 موظف.
سيارة النقل عبارة عن مركبة كهربائية تعمل ببطارية بقوة 75 كيلوواط، تكفي للسير مسافة 167 ميلاً (267 كيلومتراً تقريباً)، وفيها عنبر شحن «مُميكن» بالكامل تعمل فيه مجموعة من الأذرع الآلية «روبوتات» مصممة للعمل مع ما يعرف بـ«الوحدات المستقلة المعيارية الأبعاد» في التعبئة والتغليف، ما يعني أن أي شحنة أو طرد لابد أن يوضع في واحدة من هذه الوحدات المحددة الأبعاد مسبقاً.

وتقول «مرسيدس ــ بنز» إنها اختارت هذا النظام في التعبئة والتغليف، نظراً لأنه أكثر كفاءة في التعامل مع البضائع المغلفة الموزعة، ويختصر الوقت الذي يبذله السائقون في إعادة ترتيب الطرود خلال جولاتهم.

آلية العمل

ويبدأ عمل الشاحنة بتلقي مركز البيانات داخلها، بيانات خاصة بالشحنات التي ستنقلها، التي تتضمن بيانات كل عبوة أو طرد، وموقع تسليم كل منها، ووزنه، ومضاهاة ذلك بالمسار الذي ستسير فيه الشاحنة أثناء التوزيع، ثم يتم تحميل هذه البيانات داخل نظام الشحن الآلي الذي يتكون من «روبوتات» أو أذرع آلية.

وعند قراءة الـ«باركود» المثبت على كل عبوة أو طرد، ومضاهاة البيانات الواردة بـ«الباركود» مع البيانات المخزنة في مركز بيانات الشاحنة، تقوم «روبوتات» التحميل والشحن بتوزيع هذه العبوات على أرفف غرفة الشحن بطريقة منظمة، ووفق جدول التوزيع، ومسار الرحلة الذي ستقطعه الشاحنة في رحلتها.

وما أن تتحرك السيارة حتى يلتقط نظام الشحن الآلي وأذرعه الروبوتية، أول طردين أو عبوتين يتعين توزيعهما أولاً، وتحميلهما فى باطن الطائرتين الموجودتين أعلى سطح العربة، وذلك عن طريق باب جرار منزلق، حالما يفتح، يتم أيضاً فتح باب منزلق آخر في باطن الطائرة، لتضع الذراع الآلية العبوة أو الطرد في باطن الطائرة.

وفي الوقت نفسه، يتم تزويد كل طائرة بالمعلومات الملاحية لخط السير الذي ستطير فيه، ومتى ستبدأ الإقلاع والموقع الذي ستهبط فيه، والمكان المحدد الذي ستفتح فيه بابها المنزلق لتسقط العبوة في مكانها المحدد، وتعود أدراجها لتهبط فوق سطح العربة، ويعاد تحميلها بطرد أو عبوة جديدة، وهكذا. ويتضمن الأمر أيضاً، التعرف الى العبوات أو الطرود التي ستوزع بمعرفة سائق السيارة عند كل مرة يتوقف فيها أثناء رحلته، بحيث يتسلم العبوة المناسبة من الذراع الآلية، ويوصلها بنفسه إلى المكان المطلوب، وخلال توقف السيارة أو سيرها، يكون عمل الطائرة الموجهة على قدم وساق، ولا يعطله ما يقوم به السائق.

وتقول «مرسيدس ــ بنز» إن سائقي شاحنات التوزيع كانوا يحتاجون إلى إعادة ترتيب الطرود (نحو 180 طرداً في الشاحنة الواحدة) 10 مرات أثناء التوزيع في المتوسط، وإذا كان التوزيع يتم داخل منطقة سكنية، فإن الأمر يتطلب بين ثلاث وأربع دقائق لإعادة الترتيب في كل وقفة للسائق خلال عملية التوزيع.

لكن تنظيم عنبر الشحن فى الشاحنة بالطريقة السابقة المستندة إلى مفهوم الوحدات سابقة الأبعاد، والتوزيع عبر نظام التحميل الآلي المعتمد على «باركود»، والتجهيز المسبق، يقضي تماماً على ظاهرة إعادة ترتيب الطرود، في كل مرة توقف، ويجعل التوزيع يتم بصورة متزامنة وآلية وسلسة بين السائق والطائرات الموجهة.

ويعلق رئيس قطاع سيارات النقل في «مرسيدس ــ بنز»، فولكر مورن هينويج، على هذه النقطة بقوله إن هذه هي الشاحنة الأولى من نوعها التي تربط رقمياً كل الناس والعمليات ذات العلاقة بالشحن معاً، من مركز التوزيع إلى المرسل اليه، ما يجعل وظيفة الموزعين أكثر سهولة، ويخفض زمن التوزيع، ويوفر للمتعاملين النهائيين فرصاً جديدة، مثل التوزيع في اليوم نفسه، وفي الوقت المتفق عليه، ولذلك فإنها ستوفر 50% من الزمن المطلوب للتوزيع في الميل أو الكيلومتر الأخير من سلسلة التوزيع.

You may also like...

0 thoughts on “«مرسيدس ــ بنز» تبتكر سيارة بمهبـط طائرات وطائرتين «موجّهتين» لتوزيع الطـرود”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram