تتزايد شعبية التسوق عبر الإنترنت مع تزايد انتشار الهواتف الذكية وارتفاع مستويات الاتصال بالإنترنت في المنطقة. غير أن الخبراء يتفقون على أنه ورغم النجاح المتزايد الذي تحققه التجارة الإلكترونية إلا أن السوق التقليدي لتجارة التجزئة سيحتفظ بمكانته الثابتة مع وجود إمكانية ضخمة للنمو وتحقيق الأرباح فيه أيضاً.

وقال جايارامان ناير، رئيس مجلس إدارة شركة ’فيرتشوال إنفو سيستمز للمؤتمرات والمعارض‘، الجهة المنظمة للفعالية: “على الرغم من توجه المزيد من المستخدمين في هذه الأيام نحو الاستفادة من مزايا التسوق عبر الإنترنت، إلا أن المتاجر التقليدية ما زالت تحتفظ بحضور تقدم فيه للعملاء جوانب لا تستطيع أشكال التسوق الأخرى توفيرها. ويبقى العامل الأهم هنا من جهة تجار التجزئة ممن يتوجهون للمستهلك من بوابة المتاجر التقليدية أن يعيدوا ابتكار أنفسهم لتقديم تجارب أكثر تميزاً للمتسوقين”.

وتشير تقارير متخصصة في القطاع إلى أنه من المتوقع أن يشهد سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الخليج نمواً مع نهاية عام 2020 ليبلغ قيمة 20 مليار دولار أمريكي، بينما تشير توقعات النمو لسوق التجارة التقليدية لنفس الفترة إلى بلوغ قيمة 206 مليار دولار أمريكي. وبالرغم من أن معدل النمو السنوي المركّب للتجارة الإلكترونية والبالغ 30% يعتبر ملفتاً للغاية بالمقارنة مع معدل النمو السنوي المركّب للتجارة التقليدية والبالغ 4%، إلا أن الإيصالات الإلكترونية تمثل فقط 10% من إجمالي مبيعات التجزئة في المنطقة؛ مما يدفع بالمحللين للاستنتاج إلى أن سوق التجارة التقليدية يستمر بكونه لاعباً أساسياً في القطاع.

هذا ويبحث المستهلكون اليوم عن أكثر من مجرد شراء منتجاتهم المفضلة بكل سهولة، وقد أشار باتريك فلمان، المدير الإداري لشركة Umdasch لتجهيز المتاجر في الشرق الأوسط، إلى أنه يتعين على متاجر التجزئة التقليدية أن تقدم للمتسوقين تجارب واقعية فريدة لا يمكنهم الحصول عليها عند التسوق عبر الإنترنت إذا ما أرادت أن تزدهر في هذا السوق دائم التطور.

تجدر الإشارة إلى أن شركة Umdasch لتجهيز المتاجر في الشرق الأوسط تتبع لمجموعة Umdasch لتجهيز المتاجر التي تتخذ من النمسا مقراً لها مع حضور قوي في مختلف أنحاء العالم. وتقدم الشركة خدمات في مجالات متنوعة تشمل التصميم والتطوير وهندسة القيمة وتنسيق المشاريع وتصنيع وتركيب المفروشات وتطوير الأنظمة ودورات التسوق الاحترافية بالإضافة إلى التجارة الإلكترونية.

وقد أوضح السيد فلمان الذي يشغل دور عضو في المجلس الاستشاري لمعرض المتاجر الذكية بقوله: “الفرادة هي الضمان لمستقبل متاجر التجزئة، فلا شك أن المتاجر التقليدية وحدها تتيح للمستهلك تجربة لمس ومعاينة المنتجات والتي تشكل أمراً هاماً، غير أنه ينبغي على متاجر التجزئة هذه أن تقدم تجارب تسوق غامرة ومخصصة تجذب المستهلكين للقدوم إلى المتجر بدل التسوق عبر هواتفهم. يمكن القول أن التسوق اليوم يدور حول مشاركة حواس المستهلك في تجربة تسوق غامرة كلياً مع إجراءات مريحة وسلسة لجعل التسوق أمراً مسلياً”.

ومن جانبه أكد برنارد هايدن، المدير الإبداعي لدى شركة ’إنترستور أيه جي‘، على نفس الرأي مع التركيز على أهمية منح العميل تجربة لا تنسى عند التسوق في المتجر. وقال في ذلك: “لا غنى لتجار التجزئة في المتاجر التقليدية عن جذب عملائهم حتى قبل أن يدخلوا المتجر، ومن المهم أن يعتبروا متجرهم صالة عرض تشوّق حواس المستهلكين وتقدم لهم تجربة تسوق لا تنسى كي تضمن عودتهم إلى المتجر بصورة متكررة. يمكن النظر في أساليب تسويق بصرية مدروسة إلى جانب ديكور داخلي ملفت مع إنارة ذكية بالإضافة إلى عوامل أخرى عند تصميم متجر التجزئة ليؤثر إيجاباً بعادات الشراء لدى المستهلكين”.

وسيشهد المعرض التجاري حضور وكالة تصميم المتاجر ’إنترستور‘، والتي تتخذ من زيورخ مقراً لها بالإضافة مجموعة من المكاتب حول العالم، إلى جانب شركة ’شفايتزر بروجكت‘، إحدى الشركات الأوروبية الرائدة في مجال تجهيز المتاجر؛ حيث ستعرض الشركتان مجموعة من تصاميمهما ومفاهيم البناء الخاصة بهما: التصميم والتنفيذ من مصدر واحد.

تعود فعاليات “معرض المتاجر الذكية”، المعرض التجاري المخصص لاستعراض أحدث التوجهات والتقنيات التي تشكل ملامح مستقبل قطاع التجزئة، للانعقاد مجدداً خلال الفترة بين 4-6 سبتمبر القادم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض. وسيسلط المعرض الضوء على 4 محاور رئيسية تشمل البناء والتشغيل والإدارة، إلى جانب جناح تأجير المساحات التجارية، ليشمل كافة المجالات ذات الصلة بقطاع تجارة التجزئة. كما يشكل المؤتمر على صعيد آخر منصةً رائدة لبناء القدرات بفضل مجموعة من الخبراء المحليين والعالميين الذين سيتحدثون حول أفضل الممارسات العالمية والتوجهات الناشئة وأحدث الاستراتيجيات في قطاع التجزئة.