عيـــون مريم …….. …. أسـعدتني أيها الحب

مريم شقير أبوجودة
أسـعدتني أيها الحب
خلتُ لوهلةٍ، إنني توقفتُ عن الحب.
خلتُ أن قلبي غير مجراه النابض، وأن روحي أغلقت أبوابها على الصمت..
خلتُ أن عينيّ الجمرتين انطفأتا.. وأن المراكب التي غادرتني محملة بالشوق إلى العشاق في
كل المرافئ ضلت طريقها وأظلمتِ المنارات..
المساءُ ثقيلٌ على القمر الشاحب.. النجوم لم تغادرْ أوكارها.. الفراشات خاصمت القناديل..
أشجارُ الحقل توقفت عن استقبال الحساسين.. والطرقُ الملتوية في العراءِ ازدادت التواءً فلا طريق يوصل إلى الأحبة.
كل شيء استقالَ من طبيعته، تمدّدَ العشبُ على صفحة الريح.. الورود كلُّها صارت البنفسجَ الحزين..
سنونوةُ المسافات استراحت على ثلج التعب.
الياسمين غادر بياضه إلى العدم.
كل شيء تغيّر لحظة توقفتُ عن الحب..
النهارات لم تعدْ تطرق بوابة الشمس..
الشمسُ خجولة تختبئ وراء سياجِ الترقب..
الجبال بدّلت مواضعها، مشت متكئة على السنديان العجوز.
كل شيء قارس كشتاءٍ قطبي..
الأطفال في مراقدهم ودّعوا ملاغاة البراءة..
الصبايا قصصنّ شعورهن.. القصائد عجزت عن البوح..
آه أيها الحبّ.. أدركت من جديد أنك السرُّ الكائنُ في كل حياة..
أدركتُ أنك يخضورُ الشجر الهاتف.. جناحا الطائر الحر.. ضوء المنارة، وقميص الريح..
أدركتُ أنك نهرَ الألفة، وموسيقى النبض، ومشهد الروح..
آه أيها الحب..
ليتني ما توقفتُ عنك.. ليت نجمتكَ المضيئة لم تغدُ نيزكاً يرسم شارةً في سماء الذهول..
أيها الحب.. ما توقفتُ عنك.. فاستعدني ثانيةً لأرى من خلالك ضحكةً فارقتني منذ حين.
لألّم من فضةِ مائك، ذهبَ العمر..
استعدني أيها الحب.. أتعبتني الخسارات.

You may also like...

0 thoughts on “عيـــون مريم …….. …. أسـعدتني أيها الحب”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram