حاكم الشارقة: الإمارات رائدة إقليمياً في المساواة بين الرجل والمرأة


أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن دولة الإمارات تفوقت إقليمياً في المساواة بين الجنسين، وفقاً لأحدث تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أوضح أن 49.3 % من سكان الإمارات هم من النساء، اللواتي يشكلن بدورهن نسبة 66% من سوق العمل في الدولة، مع الأخذ في الاعتبار أن ثلثي القوى العاملة في الحكومات (الاتحادية والمحلية) من النساء، منهن خريجات الجامعات، ومنهن ثلث مجلس وزراء دولة الإمارات، مضيفاً سموه أن النساء يشكلن أيضاً نسبة 38% من القوى العاملة في القطاع المصرفي، لافتاً سموه أنه لا مجال للحديث عن الأمية في الإمارات التي انخفض فيها معدل الأمية النسائية إلى 7.3% عام 2015.

جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة بحضور قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة “القلب الكبير”، رئيسة مؤسسة “نماء” للارتقاء بالمرأة، ومعالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في حفل افتتاح الدورة الثانية من مؤتمر “الاستثمار في المستقبل”، الذي تستضيفه إمارة الشارقة، وتنظمه كل من مؤسسة “القلب الكبير”، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة)، وتقام فعالياته في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة // حسناً فعلت وتفعل مؤسسة “القلب الكبير” وهي تمد يدها إلى منظمة الأمم المتحدة للمرأة وللشراكة مع مؤسسة “نماء” للارتقاء بالمرأة ومعهن جامعة الدول العربية، لترتيب هذا المؤتمر العالمي في دور انعقاد ثانٍ لغاية العناية الفاعلة بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، والذي يجمع كوكبة رفيعة العلم والمعارف في ممارسات تمكن المرأة وحماية حقوق الفتيات //.

وأضاف سموه مخاطباً النساء // أنتن مدرسة إذا أعددناها، فالمرأة في المدرسة والبيت والمجتمع لها وضع وقدر وفعل لا يمكن إغفاله في حياتنا العامة، هل أقول إن استثمارات المرأة الإماراتية في الوقت الحاضر تتجاوز اثني عشر مليار درهم؟! بيد أن تمكين المرأة اقتصادياً يحتاج في عالمنا العربي إلى اهتمام جدي وبذل جهود أكبر، ولكني أود أن أتوجه إلى حقوق التعليم، فقد أشرت إلى زوال كبير للأمية في بلادنا، ولكن بلاد العرب بلادي، والأمية من المحيط إلى الخليج مرتفعة وخاصة بين النساء //.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن تنظيمات مثل مراكز التنمية الأسرية، ومجالس سيدات الأعمال، ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار، والمجتمعات النسائية على تعددها وتنوعها، يمكن أن تردم الفجوة في المجالات المذكورة، بل وتهيئ للمرأة مكانة للفعل والتفاعل لأجل المساواة في الحقوق التي تكفلها الأديان والأوطان.

وأوضح سموه // بالعلم ترتقي الأمم وترتقي الشعوب، وفي عالم اليوم يجب الانتباه إلى هذه الثورة الهائلة في مجال تكنولوجيا المعارف والعلوم، مما يوجب علينا أن نخوض غمارها لكي نسارع إلى ضمان كسب رهانات المستقبل بتوفير مستلزمات اللحاق بالعصر والمساهمة في جعل العالم أكثر إنسانية وعدالة، بل وتسامحاً وأماناً وأمناً //.

وأشار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في كلمته إلى أهمية المؤتمر قائلاً // إن مؤتمركم هذا لهو سبيل فاعل إلى التغيير ولسوف تكون مخرجاته بإذن الله وسيلة لنا لتحقيق بعض توصياته التي سوف تجعل تمكين المرأة في عالمنا العربي الأفريقي والآسيوي ممكناً ورفاه المرأة واقعاً إذا آمنّا بأن ما يحقق للمرأة يتحقق للمجتمع كله //.

وختم صاحب السمو كلمته قائلاً // وفقكم الله في هذا المسعى الحميد، وبارك في حواراتكم، وفي نتائجها التي سوف تضيء المسالك إلى الغد الذي نراه أجمل، وأكثر عافية من واقعنا وحاضرنا المليء بالأحزان والفواجع اليومية بسبب التسلّط والقهر والاستبداد //.

وتابع الحضور خلال حفل افتتاح المؤتمر، فيديو وجهت من خلاله سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي بصوتها، رسالة للعالم حول أهمية الاستثمار في مستقبل الفتيات، قالت فيه // تدفع الفتاة، في كثير من دول المنطقة، ثمناً باهظاً، نتيجة واقع مؤلم تعيش فيه، جراء ضعف التشريعات الداعمة لها، وغياب التقدير المنصف من مجتمعها، لنكن جميعاً رجالاً ونساءً معها، ندعمها، نقدرها، نستثمر قدراتها التي لن يستطيع أحد سواها أن يبدع فيها، المرأة هي عصب الحياة، ومحور تكوين المستقبل بشراكة غير قابلة للفصل مع الرجل، لنكن مع المرأة ليس لأجلها فقط بل لأجل المجتمع، والمستقبل، والتنمية، والسلام //.

وأضافت سمو الشيخة جواهر القاسمي في الفيديو التسجيلي // نؤمن في دولة الإمارات العربية المتحدة، بأن المرأة لم تكن يوماً نصف المجتمع، بل كانت وستبقى أساس المجتمع وحاضره ومستقبله، ولهذا نحن هنا اليوم في الشارقة لنناقش معاً واقع الفتيات والسيدات في المنطقة، وآلية الاستثمار في المستقبل.. المستقبل الذي سيشرق بفكر المرأة وعطائها، بعمقها وأبعادها //.

وألقى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان كلمة خلال حفل افتتاح المؤتمر قال فيها // عندما نزل الوحيُ أولَ مرةٍ على النبيِّ الأمينِ – عليه الصلاة والسلام – هَرَع إلى امرأة، لم يَذهَب إلى صديق أو قريب، بل اتجه مباشرة إلى أُمِّنا خديجة رضي الله عنها، طمأَنَتْهُ، وعزَّزَتْ ثِقَتَهُ بنفسه، ثم منحته الأمل.. وهذا ما لا يستطيع أحدٌ أن يقوم به كالمرأة: بثُّ الأمل في الناس والحياة //.

وأضاف سموه // لقد كانت المرأة حاضرة في سِيرَتِه العَطِرة، إلا أنها ظُلِمَت في مراحل كثيرة من التاريخ، ولم تُذكر إلا في شَذَراتِ بعض الكتب، وكأن الرجال عاشوا وفكّروا وعَمِلوا وبَنَوا وعَمّروا لوحدهم، ولهذا، فإذا أردنا أن نعرف مدى رُقِيِّ أُمّة ما فعلينا أن ننظر إلى مكانة المرأة فيها، ونبحث عَن المرأةِ في تاريخها //.

وأكد سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي أن لنا في الذُّريّةِ الشريفة للنبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – أمثلةٌ جميلةٌ لمكانة المرأة في المجتمع، فلقد كانت حفيدتُه، السيدة سُكَيْنة بنتُ الحسين تاجاً على رؤوس الأُدباء، وشامةً في خَدِّ الأدب، فقد انتقلت بين الفقه والحديث والشِّعْرِ والأدب، وكان بيتُها داراً مِن دُورِ العِلْمِ والثقافة في ذلك الزمن، حتى كان يُقال عنها بأنها سيدةُ نساءِ عصْرِها وعَقِيلَةُ قُريش، وكانت أول من أنشأ صالوناً أدبياً كصالونات الأدباء المُعاصرين.

وأضاف سموه // أما السيدةُ نفيسة حفيدةُ الحسن بن علي، فلقد كانت تذهَبُ إلى المسجد النبوي لتسمع من شيوخه وتأخُذَ مِن عُلمائه الفقه والحديث حتى صارت تُلقَّبِ بـ”نفيسةِ العِلْم”، وعندما استقرّت بمصر، كان الناس يجتمعون إليها يومين في الأسبوع لينهلوا من علمها ومعرفتها //.

وأشار سمو الشيخ عبد الله بن زايد إلى أن الأمثلة على مكانة المرأة في تاريخنا كثيرة، إلا أننا لا نقرأُ جيداً، داعياً كل مسؤول تَقَعُ تحت مسؤوليتِه تعليمُ الناس، أن يكون أميناً في سَردِ التاريخ، حتى تَنشأَ الأجيالُ القادمةُ مُدْرِكَة حقائقَ التاريخ، وعارفة مكانة المرأة الحقيقية ودورها في الحياة والمجتمع، مضيفاً أنه في دولة الإمارات لم يبن الرجل هذا البلد لوحده، ومنذ القدم كانت المرأة عبر تاريخنا وما زالت إحدى أركان البناء، كالرجل تماماً.

وقال سموه // ما زلتُ أذكرُ صورة والدي الشيخ زايد – طيب الله ثراه – وهو جالسُ مع أمي الشيخ فاطمة بنت مبارك – حفظها الله – يُخبرها عن قضية ما ثم يسمعُ منها، كان يستشيرها في شؤون المجتمع ككل وليس في قضايا المرأة فقط، واليوم تأخذ على عاتقها أن تُمنَحَ الفتياتُ في دولة الإمارات الفرص نفسها التي يحظى بها الشباب، في التعليم والعمل، وفي الحقوق والواجبات كذلك //.

وأضاف سموه // في شارقةِ العِلْم والثقافة فإن المرأةَ هي القلبُ الكبير.. حيث نجتمع اليوم لأن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي – حفظها الله – تؤمن بأنه لا مستقبل مِن دون المرأة، وما هذا التجمع إلا دليلٌ على رؤيتها الصادقة والطموحة لتكون فتاة الإمارات نموذجاً للفتاة العربية التي لا تَأْنَفُ مِن قِيَمها وموروثها، ولا تجد مُشكلة في التفاعل مع العالم الجديد بمُعطياته وأساليبه الحديثة //.

وختم سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان كلمته قائلاً // إننا اليوم في دولة الإمارات نحصُدُ زَرْع الآباء والأُمهات عبر السنين، فالشباب في الإمارات تقودهم المرأة، والتسامحُ في الإمارات تنشره المرأة، ودعونا لا ننسى أن السعادة في دولة الإمارات تَبُثُّها المرأة //.

من جانبها قالت سعادة رولا بيبي جول غني السيدة الأولى في جمهورية أفغانستان الإسلامية، حرم الدكتور محمد أشرف غني أحمدزي خلال كلمتها // الحرب تسلب البشر إنسانيتهم، فهي عمل غير إنساني تبدو فيه النساء والأطفال أكثر الفئات تضرراً وتكابد شتى صنوف المعاناة. وقد دفعت هذه الحقيقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2000 إلى تبني القرار رقم 1325 الذي يعترف بالتأثير السلبي للحرب على تقويض مكتسبات تمكين المرأة. ويدعو القرار جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لوضع التدابير التي من شأنها أن تسهم في وقف العنف ضد المرأة، وتوفير الحماية اللازمة للنساء ضد أشكال العنف كافة، وتعزيز دورهن من خلال منحهن الفرصة للمشاركة السياسية في مواقع صنع القرار، والاهتمام باحتياجاتهن عندما تتقطع بهن السبل في مخيمات اللاجئين //.

وأضافت غني // المرأة هي الرابط الذي يحافظ على تماسك الأسرة، وهي أيضا قلب المنزل النابض، إلا أنه ولسوء الحظ، تبقى النساء هن أكثر الفئات ضعفاً وتعرضاً للمخاطر خلال أوقات الحروب، حيث يجدن أنفسهن فجأة وقد انقدن إلى عالمٍ تسوده لغة العنف والقوة المادية، عالمٍ تُداس فيه جميع الأعراف والتقاليد، عالمٍ تختفي فيه مفاهيم “الصواب” و”الخطأ”، وتبقى النساء هن أكبر الفئات خسارةً في أوقات الحرب، التي تمزق نسيج المجتمع الذي تحافظن على تماسكه، وتنهار أسرهن بسبب انفصال أفراد الأسرة المفاجئ عن بعضهم البعض أو بسبب الموت أو الاختفاء، فالنساء لا يخسرن فقط بيوتهن، بل يخسرن أيضاً الاحترام الذي يتمتعن به في المجتمع، وفي نهاية المطاف يخسرن كرامتهن الإنسانية //.

وطالبت رولا غني المجتمع بعدم التزام الصمت إزاء ما تتعرض له النساء، حتى يشعرن بأنه لم ينساهن، وبضرورة مد يد العون لهن لمساعدتهن على استعادة مكانتهن في المجتمع، واستعادة كرامتهن الإنسانية أيضاً، والبحث عن الطرق التي نستطيع من خلالها توفير الفرصة لهن للانخراط في الأنشطة الاجتماعية والثقافية المختلفة التي تساعدهن على الشعور مرةً أخرى أنهن أعضاء في المجتمع الدولي الأكبر.

وأردفت غني // دعونا نهتم باحتياجاتهن النفسية ونساعدهن على استعادة إحساسهن بالاعتزاز بالنفس، دعونا نتأكد من أنهن يستخدمن مرافق صحية ملائمة وآمنة، دعونا نتأكد من أن الخدمات الطبية التي تقدم لهن تتميز بأعلى مستويات الجودة، وهذا ما ينبغي أن نقدمه لكل أمهات الجيل القادم! دعونا نوفر لهن مرافق التدريب التي يتعلمن فيها مهارات جديدة تساعدهن على مسايرة بيئتهن الجديدة التي يعشن فيها ويصبحن أعضاء ناشطين، دعونا نتمسك بأهمية أن يتلقى أطفالهن أفضل تعليم ممكن، نحن بحاجة إلى أن نعيد لأخواتنا وبناتنا المشردات القدرة على التصرف كبشر، القدرة على التفكير من أجل أنفسهن، والقدرة على الوقوف من جديد على أقدامهن وإعادة بناء ما خلفته الحروب من دمار وموت //.

كما أكد كايلاش ساتيارثي، الناشط الحقوقى الهندي في مجال حقوق وتعليم الأطفال، على الدور الريادي الذي باتت تشغله المرأة في العالم، بقوله // اليوم، يتصاعد دور النساء، وتعلو أصواتهن ضد الظلم وعدم المساواة، لكن ذلك يبقى محصوراً في المناطق التي تتوافر فيها البنية التعليمية //.

وسرد ساتيارثي خلال كلمته حكاية إحدى النساء اللواتي واجهن الواقع وتفوقن عليه بجهودهن // ما زلت أذكر لقائي مع سيدة كانت تعمل مُدرّسة في العاصمة اليمنية صنعاء خلال زيارتي لليمن، وعملت هذه السيدة في طفولتها بخدمة المنازل، واستطاعت استكمال دراستها لاحقاً من خلال دعم أحد رجال الدين لها، وقادت حملة ضد زواج الأطفال ولدعم حقوق الفتيات الأساسية في التعليم، ولن أنسى ما قالته لي أبداً: عزز التعليم ثقتي بنفسي، وشعوري بالمسؤولية تجاه بقية الفتيات //.

واستعرض ساتيارثي حكاية فتاة اسمها دلفي ذهبت إلى المدرسة، وطالبت بحقوقها، وبعد حصولها على حقوقها، استمرت بالنضال والمطالبة بحقوق الأطفال في مجتمعها، واستطاعت، بمساعدة من أصدقائها، تسجيل 15 طفلاً في المدرسة، مؤكداً أن جهود النساء قادرة على التغيير حين يكون هناك إرادة وحق وحرية، وأن تعليم الفتيات لمدة سنة واحدة يحقق عائداً استثمارياً كبيراً، إذ أن كل دولار يتم استثماره في التعليم يحقق سبعة دولارات سنوياً.

من جهتها قالت ملالا يوسفزي، الناشطة الباكستانية في مجال تعليم الإناث، وأصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام // اسمحوا لي بداية أن أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لولاها لما كنتُ هنا، وما كنت على قيد الحياة، فلولا الطائرة التي أرسلَتْها دولة الإمارات، عندما أُصِبْتُ إصابةً بالغة كادت تودي بحياتي، وأخذتني من باكستان إلى بريطانيا لتلقي العلاج الذي أنقذ حياتي، شكراً لدولة الإمارات حكومة وشعباً، فأنا الآن بلغتُ الـ19 من عمري، وأنا طالبة في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية //.

وأضافت ملالا // عندما أتحدث، يتوقع الناس أن أتحدث عن التعليم، ويُصيبون، هذا ما سأفعله، لكن لا يمكنني التحدث عن الاستثمار في مستقبل هذه المنطقة، قبل الدعوة إلى وقف قصف المدنيين، ووضع حد لعمليات الحصار التي تحول دون إيصال المساعدات الانسانية التي تساعد على إنقاذ حياة الأطفال والعائلات //.

وأردفت // يعيش شبان وشابات وأطفال مدينة حلب السورية في خوف دائم من القصف والبراميل المتفجرة، ويعيش الأطفال في رعب دائم في مدينة الموصل ومناطق أخرى في العراق، ويواجه ما يقارب نصف مليون طفل شبح المجاعة في اليمن، آمل أن ينتهي الصراع في اليمن قريباً وألا يعاني الأطفال سنواتٍ من الحرب والنزوح كإخوانهم وأخواتهن في العراق وسوريا //.

وأشارت ملالا إلى أنه في ظل هذه الظروف الصعبة التي تفطر القلب، يجدر شكر دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة على دعمهم للاجئين السوريين.

وقالت // في هذه المناسبة أود أن أشكر دولة الإمارات على موافقتها لاستقبال 15،000 لاجئ سوري من المدنيين الأبرياء الذين يسعون للأمن والسلام، لأنهم يستحقون بداية جديدة، وأناشد دولة الإمارات وباقي دول مجلس التعاون على مواصلة دعمهم السخي لضحايا هذه الصراعات المأساوية، وعلى مضاعفة الجهود الرامية إلى إحلال السلام في ربوع المنطقة //.

وأضافت ملالا // أشعر تماماً بشعور أولئك الذين أُجبِروا على ترك منازلهم ومدنهم وأوطانهم، فعائلتي كانت من بين مليوني انسان اُجبِروا على ترك منازلهم في وادي سوات، كما أنني أُدرِكُ ما يعنيه أن تُسلب منك أحلامك وحقوقك في التعلّم، ويحزنني أن يكون هذا ما يعانيه اليوم أكثر من 10 ملايين طفل من جميع أنحاء العالم، كما ينفطر قلبي على أخواتي السوريات اللواتي يتُقْنَ للعودة إلى بيوتهن والمساعدة على إعادة إعمار وطنهن //.

وضربت على ذلك مثال بالفتاة رحمة التي “تعيش في مخيمٍ اللاجئين السوريين في الأردن، قائلة // عندما قابلتها، كانت المدرسة عبارة عن خيمة واحدة في ذلك المخيم، وكانت تذهب مع أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة والسابعة، فيما كان عمرها 12 عاماً، سألتُها إن كان يتملّكُها شعورٌ غريب بالجلوس مع أطفالٍ يصغرونها سِنّاً، فأجابت أنها حتى وإن لم تتعلم شيئاً جديداً، على الأقل لن تنسَ ما تعلّمَتْه سابقاً، فالتعلّم كان شغفها وحلمها الوحيد //.

ولفتت ملالا إلى أن العديد من الناس بدأ يُطلق لقب الجيل “الضائع” على الأطفال السوريين، وأكدت على أنهم مخطئون، لافتة إلى أن رحمة ترفض “الضياع”، ويجب علينا أن نرفضه مثلها، مؤكدةً على أن أطفال سوريا لن يضيعون إلّا إذا تخلّينا عنهم، وإذا لم نُغِثهم.

وأشارت ملالا إلى أنها عندما كانت فتاة صغيرة، علّمتها أمها أن الحقيقة أقوى من الخوف، وقالت // إليكم الحقيقة، يمكن لـ 1.4 مليار دولار (5.1 مليار درهم إماراتي) أن تضع جميع أطفال سوريا المتأثرون بالأزمة في المدرسة، بمعدل دولار واحد يومياً لكل طفل، والعالم لا يستطيع أن يتحمّل إنفاق 1.4 مليار دولار على أطفال سوريا، كما أننا لا نستطيع أن نتحمل ضياع جيل كامل من الأطفال //.

وأنهت يوسفزي ملالا كلمتها قائلةً // يجب علينا جميعاً أن نَعِدَ هذا الجيل بالمساعدة على تمكينهم من خلال التعليم الذي يحتاجونه لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في أوطانهم //.

أكدت الدكتورة فومزيلي ملامبو نكوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة، خلال كلمتها أن تمكين المرأة لم يعد خياراً بل ضرورة دولية ملحة في ظل تصاعد التوترات والحروب في أقاليم عدة، وأن على الجميع الدخول في شراكة غير مشروطة لتقديم كل جهد ممكن لتحقيق الأهداف الدولية المعلنة والمتفق عليها من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وتوفير الحياة الكريمة للمرأة.

وأعربت نكوكا عن اعتزازها بالمشاركة في الدورة الثانية من هذا الحدث، الذي يتزامن مع افتتاح أول مكتب للمساواة بين الجنسين في المنطقة.

وقالت // نجد أنفسنا عند مفترق طرق اليوم، فنحن لا نزال متأخرين عن تحقيق الأهداف المطلوبة، ويجب ان نحقق المزيد في هذا الجانب، لأن الحقائق على الأرض تؤكد أنه لا يوجد دولة واحدة في العالم سجلت عملياً نتيجة مساواة كاملة بين الجنسين إلى اللحظة //.

وأشادت نكوكا بالنتائج التي حققتها دولة الامارات العربية المتحدة في تقدمها على مستوى ردم الفجوة بين الجنسين والمساواة بين المرأة والرجل وتعزيز دور المرأة وتمكينها لتتولى دورها الطليعي في مسيرة البناء والتنمية.

وأضافت الدكتورة فومزيلي ملامبو نكوكا // ننظر قدماً نحو المستقبل الذي نريده أن يكون، ولن نترك أحداً يتخلف عن الركب، إنه مستقبل تكون فيه المساواة بين الجنسين فعلية… وعلينا الآن البحث على سبل تطبيق ما تم اعتماده في اجتماع الجمعية العامة في سبتمبر 2015، حيث تبنت أهداف التنمية المستدامة بما في ذلك تمكين المرأة وهدم الهوة بين الجنسين //.

وتقام الدورة الثانية من “مؤتمر الاستثمار في المستقبل” الذي تختتم فعالياته غداً الخميس بقاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة “القلب الكبير”، رئيسة مؤسسة “نماء” للارتقاء بالمرأة.

ويسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على ضرورة إدراج النساء والفتيات واستهدافهن بشكل خاص في عملية التخطيط للتمكين الاقتصادي، وعلى الاهتمام باحتياجاتهن في التعليم، والتدريب على المهارات، والتوظيف، وضمان الوصول إلى الموارد، لاسيما للأسر التي تعيلها النساء، في ظل القيود الاجتماعية والاقتصادية المفروضة على المرأة في العديد من البلدان.

كما يهدف المؤتمر إلى الاعتراف بالمرأة كعامل أساسي للتغيير في عمليتي السلام والانتعاش الاقتصادي، إضافة إلى تنسيق الجهود في مجال التنمية والتخطيط لبناء السلام، وتحقيق المساواة بين الجنسين كجزء لا يتجزأ من مجمل الخطط والسياسات والبرامج التي تهدف إلى تمكين النساء والفتيات وتعزيز دورهن، وتقديم الدعم اللازم لهن، بما فيهن اللاجئات والنازحات، فضلاً عن متابعة الإجراءات العملية المستهدفة التي تلبي احتياجات النساء والفتيات، وتنصفهن حقوقهن.

حضر حفل الافتتاح إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الدولة للتسامح، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن عبدالله القاسمي مدير دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ سيف بن محمد القاسمي مدير المدينة الجامعية في الشارقة، وسعادة خولة الملا رئيس المجلس الاستشاري في الشارقة، ومعالي عهود الرومي وزيرة الدولة للسعادة، والعميد سيف الزري الشامسي قائدة عام شرطة الشارقة، وسعادة راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة والمسؤولين وممثلي المنظمات والجهات العالمية والإقليمية وحشد من وسائل الاعلام والمختصين وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة.‏

لمزيد من الاستفسارات أو المعلومات حول الخبر يرجى التواصل مع :

نادية القصاب
الشبكة الوطنية للاتصال والعلاقات العامة – NNC
00971503512183

مها أبو ريش
الشبكة الوطنية للاتصال والعلاقات العامة – NNC
0502220503

img_4472 img_4473 img_4474 img_4475 img_4476

You may also like...

0 thoughts on “حاكم الشارقة: الإمارات رائدة إقليمياً في المساواة بين الرجل والمرأة”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram