المنافسة لا تعني لي شيئاً .. ولا أركز إلا في عملي هنا شيحة لـ»المنارة«: أفضل تقديم شخصيات خارج الصندوق وبعيداً عن المألوف

خاص للمنارة _القاهرة مصطفى محمد

فنانة جريئة في اختياراتها، لا تجد متعتها الفنية إلا في أداء شخصيات جديدة ومختلفة عليها وتكون خارج الصندوق، فهي تحب التحدي وتركز على أداء الشخصيات الصعبة، ولقد أثبتت للجميع ومن خلال مجهودها واختياراتها الواعية أنها فنانة مختلفة عن الأخريات، حيث اختارت لنفسها طريقاً مضيئاً بالنجاحات والأعمال الفنية المميزة، رسمته وحفرته بنفسها..

هي الفنانة المصرية هنا شيحة، التي تتحدث لـ(المنارة) عن تجربة فيلم (قبل زحمة الصيف) وسر اختيارها لأدوار جريئة، وعن أبنائها وموقفها من دخولهم الفن، وكيف تتعامل معهم، وعن حياتها وتعاملها مع الآخرين، والمنافسة والفشل والنجاح.. وأسئلة كثيرة خلقت إجابات متنوعة وصريحة لهنا في اللقاء التالي:
❊ في البداية كيف تقيمين تجربة فيلم (قبل زحمة الصيف) ومشاركته في مهرجان دبي ومن ثم الأقصر الإفريقي؟
❊❊ حقيقة استمتعت بالعمل في هذا الفيلم للغاية، خاصة أن التعاون مع مخرج كبير ومهم مثل محمد خان أمر يتمناه أي فنان، كما أن العمل ثري ومختلف وتابعت ردة الفعل التي وصلتني من جمهور دبي، ومن ثم الأقصر، حول الفيلم وكانت كلها تصب في صالح العمل وبشكل إيجابي للغاية.
❊ ولماذا تهتمين باختيار شخصيات جريئة بعض الشيء في موضوعاتها؟
❊❊ قد يرى البعض بالفعل أنني أهتم بتقديم شخصيات جريئة، ولكنني أركز على الاختلاف في أدواري والابتعاد عن المألوف، فأنا أحب تقديم شخصيات خارج الصندوق مثلما يقولون، وهذا يحتاج جرأة بعض الشيء في الاختيار، والحقيقة أن مثل هذه الشخصيات المركبة والمختلفة تثير فضولي، وأستمتع وأؤدي فيها بصدق شديد.
❊ وكيف تتابعين ردة الفعل حول أعمالك الفنية؟
❊❊ أتابع ردة الفعل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنها وسيلة لتقريب الفنان بجمهوره، وحقيقة في كل مرة يكون رأي الجمهور صادقاً للغاية معي ويحفزني نحو النجاح والتقدم في عملي، فلو قدمت بعض الشخصيات الشريرة أجد كرهاً من الجمهور لهذه الشخصية، وهذا دليل على النجاح، أو على العكس يتعاطفون معي في الشخصيات الطيبة.
❊ ولكن ما هو أساس اختياراتك الفنية، الدور أم الماديات؟
❊❊ لا طبعاً ليست الماديات، لأنني لا أفكر فيها، لا أعتبر نفسي موظفة كي أهتم بهذه النقطة في البداية، بينما الشخصية هي التي تتحكم في اختياراتي، وأحاول أن أختار شخصيات مختلفة عما قدمته من قبل وأن تكون على النقيض، ولا أجد حرجاً في تقديم شخصية شريرة أو طيبة حتى لو قدمت أدواراً في هذا الإطار من قبل، ولكن المهم أن يكون هناك اختلاف، فأنا أتعايش مع الشخصية بعد قبول العمل، وأظل متأثرة بالدور الذي قدمته لفترة طويلة حتى بعد انتهاء التصوير، وهذا دليل على صدقي في الشخصيات التي أقدمها.
❊ مع كل شخصية جديدة تقدمينها للجمهور لا بد من أنها تحمل المفاجأة، فهل تختارين أدواراً تثير الجدل؟
❊❊ أحب الأدوار الصعبة والمركبة، والتي تخرج كل طاقاتي الفنية في الشخصيات التي أقدمها، كما أنني أدقق في اختياراتي ولا أختار إلا ما يناسبني فقط، لذا تحدث المفاجأة لدى الجمهور، وهذا أعتبره نجاحاً بالنسبة لي، ففي كثير من الأعمال التي قدمتها سبق وتعلق الجمهور بهذه الشخصيات بأكثر من شكل.
❊ وماذا عن موقفك ورؤيتك للشللية في الفن؟
❊❊ هي أمر جيد بالنسبة لمن يرتاحون في التعاون مع بعضهم البعض، ووسيلة لإبراز العناصر الموجودة في العمل بشكل صحيح، ولكن ليس من الضروري أن تكون هذه الشللية طوال الوقت حتى لا يمل الجمهور من رؤية مجموعة من الفنانين طوال الوقت في أعمال فنية مختلفة، بل من الضروري التنوع ووقوف الفنان أما خبرات أخرى للاستفادة منها.
❊ وما رأي أبنائك في أعمالك الفنية؟
❊❊ أبنائي يشاهدون أعمالي الفنية ويرون أنني ممثلة ناجحة، فهم متعلقون للغاية بالكثير من الشخصيات التي قدمتها، فعلى الرغم من صغر عمرهم إلا أنهم متابعون جيدون لما أقدمه، وفي الوقت نفسه لا أنكر أنهم يجاملونني في الكثير من الأحيان، فلقد قالوا لي من قبل إن أعمالي أشبه بالأعمال الأجنبية، فضحكت وسعدت حينما سمعت هذا الكلام وعرفت أنهم متحيزون لي.
❊ وهل تضعين عليهم تحفظات في مشاهدة بعض الأعمال المبتذلة أو التي لا تناسب عمرهم؟
❊❊ ربيت أبنائي على ألا يشاهدوا أي شيء لا يتناسب مع عمرهم، فأتذكر من قبل كنت أشاهد مسلسل مكتوب عليه (+18) وكانوا يجلسون إلى جانبي، وحينما وجدوا هذا الشعار عليه قاموا من أنفسهم ولم يشاهدوه، كما أنهم متوجهون أكثر لمشاهدة الأعمال الأجنبية، فهم متذوقون جيدون ويختارون أفضل الأعمال لمشاهدتها.
❊ وهل ترفضين دخول أبنائك مجال التمثيل؟
❊❊ لن أرفض دخول أبنائي الفن لو وجدت أن لديهم ميولاً للعمل في هذا المجال، فأنا أؤمن بالحرية وسأترك لكل شخص فيهم أن يختار مستقبله بنفسه ويشق طريقه في أي مهنة يحبها، لأنني مقتنعة بضرورة وأهمية العمل في مجال يحبونه حتى يخلصون فيه، ولكن في النهاية الحكم في هذا الأمر هي الموهبة وفي النهاية سأتركهم يشقون طريقهم بأنفسهم دون الاعتماد علي، لأن الجمهور ليس لديه وساطة، وأنا غير مقتنعة بها على الإطلاق، ولكن هذا لا ينفي تعاوني معهم في الاختيارات وتوجيههم للطرق الصحيحة وما إلى ذلك.
❊ وماذا تعني لكِ المنافسة؟
❊❊ لا تعني لي شيئاً وأراها أمراً سطحياً لا علاقة له بالنجاح من قريب أو بعيد، فأنا أهتم بالدور الذي أقدمه فقط حتى إنني لا أتدخل في أي أمور أخرى بعيداً عن التركيز في دوري، وهذا أمر صحي ومفيد بالنسبة لي، فأنا أعتبر أنني في منافسة مع نفسي، ويدور في مخيلتي دائماً صراع نحو تقديم الأفضل.
❊ هناك مقولة تقول إن النجاح ولد من رحم الفشل.. فما رأيك؟
❊❊ دعنا نتفق أن الحياة كلها ليست نجاحاً، وفي الوقت نفسه ليست فشلاً، وأتفق معك على أن النجاح وليد الفشل، ولكن ليس من العيب أن نفشل، ولكن من الضروري أن نقوم بعدما نقع ولا نستمر في الفشل، لأنه صعب للغاية، ومن يسقط فيه ويتمادى لا يستطيع الخروج منه، أما عن نفسي فأنا صريحة للغاية ومتصالحة مع نفسي وهذا شيء يجعلني مرتاحة للغاية وأحاسب نفسي من أجل تصحيح مساري لو أخطأت.
❊ بعض الفنانات يعتبرن حياتهن الخاصة كتاباً مفتوحاً، وأخريات يرونها كتاباً مغلقاً مليئاً بالأسرار، فأي نوع أنتِ؟
❊❊ أعتبر كتابي مفتوحاً وغير مقفول، وليس لدي أسرار في حياتي، ولكنني أرفض أن تكون حياتي الخاصة مباحة للجميع، بل أحافظ على أن أجعل لنفسي خصوصية، ولا أعتقد أن الجمهور لديه شغف بمعرفة أخبار أي فنان الخاصة، فأنا فنانة، وفني هو الذي يربطني بجمهوري، لذا فلا أحب المتطفلين أو الذين لديهم فضول بمعرفة أو التدخل في حياتي الشخصية من قريب أو بعيد، وأنا شخصياً لا أسمح بذلك إطلاقاً.
❊ هل تؤمنين بفكرة اعتزال الفنان لفنه أو الاستمرارية حتى نهاية العمر؟
❊❊ أنا لا أعتبر نفسي موظفة في مجال الفن، بل أعمل بروح الهاوية من أجل تقديم أفضل ما لدي، هذا إلى جانب أن الحياة كلها ليست عملاً فقط، بل هناك أشياء أخرى في الحياة، لاسيما أنني لا أجد حرجاً أن أغيب عن جمهوري لو لم أجد ما يناسبني من أعمال، ولكن فكرة الاعتزال غير واردة في خيالي على الإطلاق، وأحب أن أظل أعمل في الفن طوال عمري وأعطيه، لأنني أتعامل مع الفن بشغف وحب كبير.
❊ وفي النهاية.. متى اهتزت ثقتك في الآخرين؟
❊❊ لم تهتز ثقتي بالآخرين، لأن ليس كل الناس مثل بعضهم البعض، بل هناك السوي وهناك السيئ، لذلك فأنا أتعامل بطبيعتي مع كل الناس لحين التعرف على شخصية وطباع من أتعامل معهم، وبعد ذلك أنتقي منهم ما يناسبني، وفي الوقت نفسه دائرة الأشخاص المحيطين بي مغلقة بعض الشيء، فليس لدي صداقات كثيرة، على الرغم من أنني شخصية اجتماعية.

167 168 169

You may also like...

0 thoughts on “المنافسة لا تعني لي شيئاً .. ولا أركز إلا في عملي هنا شيحة لـ»المنارة«: أفضل تقديم شخصيات خارج الصندوق وبعيداً عن المألوف”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram