ريح في قفص………الحرية

زكريا تامر

كانت صفاء فتاة صغيرة، ذهبت وحدها إلى الحقول لتشاهد الشجر الأخضر والأزهار الملوّنة، ولكنّها عندما أرادت العودة إلى بيتها، اكتشفت أنها لا تعرف كيف تعود إليه، وتلاشى فرحها، وبكت.
وفجأة سمعت صفاء صوتاً رقيقاً يسألها: لماذا تبكين؟
فالتفتت صفاء نحو مصدر الصوت، فوجدت أن المتكلّم السائل هو العصفور، فصاحت بدهشة: ما هذا؟ عصفور يتكلّم اللغة العربية الفصحى؟!
سألها العصفور ثانيةً: لماذا تبكين؟
قالت صفاء: أنا أبكي لأنّي لا أعرف كيف أعود إلى بيتي.
قال العصفور: لا داعي إلى البكاء.. أنا سأرشدك إلى بيتك.
وتولى العصفور إرشاد صفاء إلى بيتها، وعندما اقترب منها ليودعها سارعت إلى الإمساك به، ووضعته في قفصٍ حديديٍّ وهي تقول له: لقد أحببتك، وسأقدمُ لك منذ اليوم كلَّ ما تحتاج إليه من طعامٍ وماءٍ، وسأجعلُ حياتك ملأى بالراحة والفرح.
قال العصفور بصوتٍ باكٍ: أنا لستُ محتاجاً إلى هذا الحبّ الغريب.
فلم تأبه صفاء لكلام العصفور، ولكنها بعد أيام، تنبهت إلى أن العصفور يجثم في قفصه ساكتاً لا يغرد، شديد الكآبة، هزيل الجسم، فسألته: ما بك؟ هل أنت مريض؟
قال العصفور: أنا فعلاً مريض جداً.
قال صفاء: سآخذك إلى الطبيب فوراً.
قال العصفور: أنا أعرفُ دواءً يعيد إليّ قوتي وفرحي.
قالت صفاء: وما هو اسم ذلك الدواء؟ تكلّمْ وسأسارع إلى شرائه.
قال العصفور: افتحي باب القفص لأخبرك باسم الدواء.
بادرت صفاء إلى فتح باب القفص، فخرج العصفور من القفص بسرعةٍ وهو يقول: العيش بعيداً عن القفص يعيد إليّ قوتي وفرحي.
ونظرت صفاء إلى العصفور الذي كان يطير مرفرفاً بجناحيه سعيداً، وعرفت آنذاك اسم الدواء الذي يمنح العصافير والناس القوةَ والفرحَ، ولن تنساه.

You may also like...

0 thoughts on “ريح في قفص………الحرية”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram