” باب القصر ” يجسد الوصل بين زايد والحسن الثاني .. وعنوانا لمرحلة جديدة بين أبوظبي والرباط

أبوظبي شفيق الأسدي

العلاقات البشرية على مستوياتها وطبائها وأشكالها كافة كثيرا ما تتجسد بصورة فنية تأخذ شكل قصيدة شعرية أو لوحة تشكيلية أو تحفة معمارية . وقد برز الشكل الأخير في التحفة المعمارية ” تاج محل ” في الهند تهبيرا عن حب جمع أميرا هنديا وزوجته .

وبشكل آخر وعلى جانب أكثر بعدا يجسد ” باب القصر ” في أبوظبي قصة أخوة وعلاقة حميمة ومتميزة جمعت بين زعيمين عربيين هما الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والراحل الملك الحسن الثاني وليكون ” باب القصر ” شاهدا ابرزا على هذه العلاقة التي لم تنتهي برحيل الرجلين فبقيت عنوانا لعلاقة قديمة وممتدة بين قيادتي وشعبي البلدين الامارات والمغرب .

هذه العلاقة وجدت نفسها في عدد كبيرمن المشاريع العمرانية والسياحية والصحية والطاقة التي بداها الشيخ زايد في المغرب . غير أن باب القصر “هو المشروع العمراني الوحيد الذي يجسد هذه العلاقة في أبوظبي عاصمة دولة الامارات .

وتبدأ قصة”باب القصر ” بما يجسده من روابط بين الرجلين باهداء الشيخ زايد قطعة أرض للملك الراحل الحسن الثاني في منطقة الرأس الأخضر التي كانت مجرد رأس لمدينة أبوظبي من جهتها الغربية ممتدة في مياه الخليج العربي .كانت قبل عقدين مجرد شاطئ رملي يرتاده القليلون من سكان العاصمة للسباحة أو الصيد والنزهات على شاطئ الخليج .

غيرأن هذا الرأس سرعان ماتحول اليوم الى نقطة ارتكاز أساسية للسياسة والسياحة في مدينة أبوظبي لكونه يجمع بين قصر الرئاسة الحديث الذي يشكل أكير وأهم تحفة معمارية حديثة في العالم وقصر الرئاسة القديم وقصر الامارات التحفة الفندقية الرائعة وأربعة من منشآت فندقية ضخمة ذات طرازات معمارية متنوعة بينها “باب القصر ” الذي يتوسطها ويطل على قصر الامارات وقصر الرئاسة ليأخد اسمه منهما ليكون ” باب القصر ” .

باب القصر الذي بدأ بهدية أرض من زايد للحسن الثاني بات واقعا قائما هاما في تاريخ العلاقات بين الامارات والمغرب وتكون من خلال شركة تم تأسيسها بين البلدين ليكون هذاالصرح المعماري تجسيدا لعلاقة اماراتية ـــ مغربية قديمة جديدة .

مدير عام هذه الشركة يحيى بكريؤكد أن ” باب القصر ” يجسد في تصميمه وبنائه المزج بين الطابع المعماري الحديث الذي يميز أبوظبي أحدث مدينة في العالم وأكثرها تطورا وبين الطراز المعماري المغربي المميز برسوماته وأشكاله الهندسية معبرا عن الصورة والشخصية المغربية. فجاءهذا المزيج تحفة معمارية تشكل أحد المعالم التي يحرص السائح على زيارتها ضمن المجمع الرئاسي والسياحي في العاصمة أبوظبي .

” باب القصر ” يحمل في كنفه الكثير من الفن المغاربي في عاصمة الامارات التي لم تتخل عن تاريخها وارثها الحضاري والقبلي وينعكس ذلك من خلال اللوحات والأكلات الشعبية الاماراتية والمغربية التي يقدمها الفندق لزواره الذي يعيشون في غرفه وشققه التي يزيد عددها عن 680 نزلا بمساحات وطرارزات مختلفة لعيش فيها السائح حياة امارتية ــ مغربية مع كل الميزات الفندقية العالمية .

وبذلك يشكل هذا الصرح المعماري شاهدا على علاقة جمعت بين زايد والحسن الثاني وعنوانا لعلاقة أوسع مستقبلا بين الامارات والمغرب تبرز مؤشراتها في امتداد وترسيخ العلاقة بين قيادتي البلدين الشابتين في أبوظبي والرباط وبين شعبين البدين والتي تنعكس في ارتفاع حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والتعاون السياسي والثقافي بين الامارت والمغرب .

 

You may also like...

0 thoughts on “” باب القصر ” يجسد الوصل بين زايد والحسن الثاني .. وعنوانا لمرحلة جديدة بين أبوظبي والرباط”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram