مكتب بيروت – المنارة

وحدها أقامت احتفالاً خاصاً بالمسرح الكوميدي لتصبح كالنور الحميم الذي يلف الخشبة مع كل عرض، انطلقت من الدراما وحلّت نجمه في الكوميديا..
تاتيانا مرعب كانت وما زالت ترانيم (الكوميدي نايت) الصاعدة من الأفق الأثيري.. بعده حلّت في دور لا ينسى في الدراما اللبنانية (وأشرقت الشمس) لتصبح فنانة شاملة عابقة بألف لون ولون، امتازت بالقدرة على وصف الدور والتشخيص وصولاً لتأدية المعنى بجنوح غريب نحو الفن الخاص.. فقيل إنها (باربي المسرح) المعروفة بالفنانة الشاملة الموهوبة.

❊ بداية، هل نستطيع أن نقول إنك فنانة شاملة، كونك قدمت البرامج وأنت نجمة في التمثيل الدرامي والكوميدي، كما أن صوتك الجميل قد ارتبط بمجمل أعمالك المسرحية؟
❊❊ لا أدري، ربما ما تقوله صحيح، لكني لا أستطيع أن أقول إنني موهوبة فنياً، بدأت في الدراما ونجحت، وانتقلت إلى الكوميديا وأيضاً نجحت، كما أنني في السابق قدمت البرامج ونجحت معها.. وأيضاً أستطيع أن أقول إن موهبتي هذه تطورت مع الثقافة والملاحقة لكل الأعمال الفنية في العالم.
❊ أين تجدين نفسك وسط هذه الشمولية الفنية؟
❊❊ هناك الكثير مما أطمح إليه بعد، لأني أعمل بهدوء، الدراما نجاحها مختلف والكوميديا أبدعت بها، إذ إن الاحتكاك المباشر مع الناس مختلف، ولكني أحب المجالين، ولكل نجاح طعمه.
❊ ارتبط اسمك بمسرح ماريو باسيل، ماذا تقولين عن هذه المسيرة الطويلة معه؟
❊❊ بداياتي كانت معه، خاصة في الكوميديا والمسرح، أحب العمل مع ماريو، ومن خبرته تطورت، إذ إنه ساعدني كثيراً لأكون أفضل، فهو مدرسة في هذا المجال، خاصة أنه يسافر كثيراً ويأخذ من المسارح العالمية الكثير، فهو متابع جيد وحريص على مسيرته ليكون وفق كل تطور، وماريو باسيل فنان مثقف ونحن نتثقف معه، فلن ننسى أنه كاتب مسرحي بارع.
❊ تتعاونون جميعاً لكتابة النص؟
❊❊ نحن نجتمع، نضع الأفكار والحوار والمشاهد، ونتناقش على كيفية تقديمها.
❊ كيف ترين بقية مسارح الشانسونييه والبرامج الكوميدية التلفزيونية في لبنان؟
❊❊ هناك مسارح لا تستمر، وأخرى لا نعرف إن كانت ستبقى، لكن مسرحنا باقٍ ومستمر بنجاح دائم وطويل، وبالنسبة للبرامج الكوميدية التلفزيونية فالناس سعيدة بها، وهناك مشاهد جيدة لكن المسرح مختلف، وبالطبع ليست كل هذه البرامج ناجحة.
❊ أي برنامج يلفت تاتيانا أكثر من سواه؟
❊❊ ليست متابعة جيدة، لذلك لن أدخل بالتسميات.
❊ إذاً مَن مِن الكوميديين يضحك تاتيانا أكثر؟
❊❊ أحب فادي رعيدي ويضحكني جداً.
طبعا أنا أتحدث بعيداً عن الكوميدي نايت ليسعني أن أسمّي طوني أبو جودة وهشام حداد أيضاً.
❊ برز اسمك في الدراما من خلال عدة أعمال إن مع (وأشرقت الشمس) أو مع (سولو الليل الحزين)، بداية كيف ترين الدراما اليوم؟
❊❊ الدراما اللبنانية اليوم أعادت أمجاد الماضي، وفي وطننا كتّاب رائعون مثل كلوديا مرشليان وطوني شمعون، داليا حداد، روكز أسطفان ومنى طايع، ومخرجين مهمين أيضاً، سمير حبشي، إيلي برباري وإيلي معلوف.. ولن أنسى الرائع المرحوم مروان العبد الذي أصوّر عملاً من كتابته وقد أكمله بعد موته الكاتب طوني شمعون.
❊ ماذا عن الأعمال العربية المشتركة؟
❊❊ أنا معها وضد من ينتقدها، فهي خلطة جميلة أحببتها.
❊ أنتِ نجمة في الدراما، لكن النقّاد يرونك نجمة النجمات في الكوميديا، ماذا تقولين؟
❊❊ الكوميديا أصعب بكثير من الدراما، والكوميديان أسهل له الدراما، يعني من الصعب أن نضحك الناس ومن السهل أن نبكيهم.
❊ ماذا في جعبتك من جديد؟
❊❊ في جعبتي فيلم سينمائي من كتابة داليا الحداد وإخراج إيلي برباري، وعندي مسلسل تلفزيوني بعنوان (كل الحب كل الغرام) مع إيلي معلوف، وآخر من إنتاج ميلاد الهاشم بعنوان (صدفة إلتقينا)، وأصوره حالياً، وهو من بطولتي مع ميشال غانم، بالإضافة لفيلم سينمائي مع فادي أندراووس من كتابة طوني شمعون وسنبدأ به قريباً، وطبعاً مع العرض المستمر لـ(كوميدي نايت).
❊ إضافة إلى الفن والمسرح أنتِ زوجة وأم، كيف توفقين بين حياتك الخاصة وحياتك المهنية؟
❊❊ أنا لا أصور عملين بنفس الوقت حتى لا أشعر بأي تعب وضغط، يعني إذا عندي اليوم مسلسل من بطولتي في سوريا فعلى الأرجح سأرفضه لأني مضطرة للسفر ومغادرة لبنان لمدة شهر، وهذا لا يناسبني، خاصة أنني مرتبطة بالمسرح.
❊ إضافة إلى ذلك، تملكين محلاً تجارياً لبيع فساتين الأعراس، فهل وجد هذا المشروع اتقاءً لغدر الأيام أم ماذا؟
❊❊ هذا المشروع هو من ضمن هواياتي، لأني أحب الموضة والثياب، وسأعمل على افتتاح فرع ثان له، إذ إنني أملك مشروعاً آخر هو عبارة عن شاليهات مع مسبح ومطعم وناد رياضي، وسيكون هذا الفرع من ضمن هذا المشروع في (عينوت) في لبنان واسمه Le Caravel.
❊ كما يعرف الجميع -أو كما يقال- تاتيانا مرعب لا تتنافس بجمالها مع أحد، كونها ما زالت تلك المرأة الطبيعية التي لم تعرف أية جراحة تجميلية، فكيف تهتمين بشكلك الخارجي؟، وهل أنتِ ضد ثورة التجميل؟
❊❊ نعم أنا ضد هذه الثورة، ولا أحب أن تغير المرأة بشكلها، أما أنا فأهتم بشكلي بطريقة طبيعية بسيطة مثل أي امرأة، وبالعودة للتجميل أنا مع شد البشرة حتى نحارب تقدم العمر، لكني لست مع التبديل والتشكيل لنكون مع وجه مختلف.
وبالنهاية.. أشكر مجلة المنارة ورئيس تحريرها د. وليد السعدي، لأني للمرة الأولى أحل ضيفة على صفحاتها.