بقلم رئيس التحرير الدكتور وليد السعدي

وإن تأخرت قليلاً.. خير من أن لا أكتب..
لن يكون مصير قرار اليونسكو الأخير حول عدم وجود علاقة بين يهود مدينة القدس ومقدساتها هو الأخير، بل سبقه عشرات القرارات الأممية الأخرى التي ظلت ضمن الأدراج في مكاتب المنظمات الدولية ووزارات تلك الدول، فيما تواصل إسرائيل سياساتها وإجراءاتها التهويدية في سبيل إخراج القدس من كل المعادلات العربية والإسلامية والمسيحية والعروبية، ولضمها فيما بعد لشقيقاتها يافا وحيفا وعكا وصفد وغيرها، بل وصل الحد بالاستهتار بتلك القيم الإسلامية والمسيحية إلى اتخاذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي قراراً يقضي بإجبار كل شاب إسرائيلي على المشاركة في الحفريات أسفل المسجد الأقصى، وتعهد رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن يشارك شخصياً بذلك بمثابة إعلان إسرائيلي رسمي لسرقة التراث والتاريخ الإسلامي في القدس المحتلة.
وأعود للقرار الأممي، ورغم أنه انضم إلى عشرات القرارات الأممية التي بقيت ورقاً وحبراً دون تنفيذ ودون معالجة، لكن هذا القرار مهم بلا شك ولا يلغي الفائدة منه لناحية تأكيد الحق الفلسطيني الإسلامي في القدس من جهة، ومن جهة أخرى لتفنيد الرواية الإسرائيلية المضللة والمعتمدة على منطق الاحتلال.
ولا شك أن سلطات الاحتلال تستغل حالة الانشغال العربي وحروبه في كل اتجاه وكذلك العالم الإسلامي، يتوجهما الصمت الدولي والانشراخ الفلسطيني، استغلت إسرائيل الدولة المزعومة كل ذلك وأمعنت في غطرستها وتحقيق مآربها ضد المسجد الأقصى المبارك، وتسهيلات اقتحام المستوطنين، وحفرالأنفاق أسفل المسجد بحثاً عن تاريخ وهمي مزعوم، رغم قرار اليونسكو الأخير الذي يؤكد إسلامية المسجد الأقصى المبارك وأنه للمسلمين وحدهم.. غير أن العالم الإسلامي لم يستغل هذه القرارات، ولم يجيش لها المنظمات العالمية والعربية والإسلامية كما ينبغي، ليخلق رأي عام هو حق لنا ويدفع عنا الظلم والعدوان ويرجح لنا الحق المعنوي والمادي في إسلامية المسجد الأقصى المبارك، ورغم أن قرار اليونسكو غير ملزم وليس له قوة كافية للتنفيذ، لكن علينا استغلاله وعلينا المضي فيه قدماً حتى نؤكد أهمية رسالتنا وأهمية مقدساتنا.