مسؤولون من طالبان “اجتمعوا سرا مع دبلوماسية أمريكية بارزة” في قطر

قالت مصادر في حركة طالبان لبي بي سي إن مسؤولين في الحركة اجتمعوا سراً مع دبلوماسية أمريكية رفيعة المستوى في قطر الأسبوع الماضي.

ووصف مسؤول بطالبان المحادثات المباشرة التي عقدت في الدوحة مع أليس نيلز، نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي، بأنها “مهمة للغاية”.

ويأتي هذا الاجتماع بعد توجيهات من إدارة ترامب للدبلوماسيين الأمريكيين بإجراء محادثات مباشرة مع جماعة طالبان الأفغانية.

ولطالما قالت حركة طالبان إنها مستعدة لإجراء محادثات لمناقشة السلام مع الولايات المتحدة فقط دون غيرها.

وتشكل المحادثات المباشرة مع طالبان، دون حضور رسمي أفغاني، تحولا كبيرا في سياسة واشنطن يندرج في إطار سعيها لإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا.

ويأتي ذلك بعد وقف لإطلاق النار لثلاثة أيام خلال فترة عيد الفطر في يونيو/ حزيران الماضي، والذي التزم به كلا الطرفان بشكل كامل.

لكن بعد ذلك عادت الهجمات، بما في ذلك الهجوم على نقاط تفتيش تابعة للجيش.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أول من كشف عن الاجتماع. وقد أكدت مصادر رفيعة المستوى من حركة طالبان، عقد الاجتماع لمراسل بي بي سي في كابول محفوظ زبيد.

وقالت المصادر إن الاجتماع ضم وفدا من ستة أعضاء من طالبان بقيادة عباس ستانيكزاي، رئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن ويلز، كانت في قطر الأسبوع الماضي للالتقاء بمسؤولين حكوميين ولمناقشة عملية السلام في أفغانستان، لكنها لم تؤكد أو تنفي اجتماعها بطالبان.

ووصف أحد مسؤولي طالبان المحادثات بأنها “مباحثات أولية” لإنشاء قناة بين المجموعة وكبار المسؤولين الأمريكيين قبل عقد اجتماعات أخرى.

وقال مسؤول آخر لوكالة رويترز للأنباء “اتفقنا على الاجتماع مرة أخرى قريبا لحل الصراع الأفغاني من خلال الحوار”.

وأفادت تقارير إعلامية أن حركة طالبان أصرت على عدم حضور أي مسؤول أفغاني رسمي في الاجتماع مع ويلز، على الرغم من إصرار الولايات المتحدة في السابق على أن يكون المسؤولون الأفغان جزءا من محادثات السلام.

وقامت الولايات المتحدة بغزو أفغانستان عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، وأطاحت بحكم حركة طالبان وتحول بعدها المشهد في البلاد إلى صراع متسمر منذ 17 عاما.

وأعاد الرئيس دونالد ترامب التزام الولايات المتحدة بالحرب الأفغانية واضعا استراتيجية جديدة العام الماضي، وكثف الضربات الجوية ضد الجماعة المسلحة في محاولة لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وكانت محاولات سابقة لإجراء محادثات مباشرة في الدوحة في عام 2013 قد باءت بالفشل، بسبب غضب الرئيس الأفغاني حينها، حامد كرزاي، جراء رفع طالبان علما خارج مكتبها في قطر يحمل اسم إمارة أفغانستان الإسلامية، وهو اسم الدولة التي أسستها طالبان عندما وصلت إلى السلطة في تسعينيات القرن الماضي.

————————————

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.

http://www.bbc.com/arabic/world-45009529