لـنـا كـلمـة ……. المكتبات وثقافة الكتب

محمد خليفة

المكتبات وثقافة الكتب
منذ أن اكتشف الإنسان الكتابة قبل آلاف السنين بدأ في تدوين ما يكتب، واستعمل ورق البردي وألواح الطين المحروق وجلود الحيوانات في كتابة ما يريد تدوينه وحفظه، ومع اكتشاف المطبعة الحديثة في أوروبا مطلع القرن التاسع عشر، انفتحت أمام العلم آفاقاً واسعة، حيث ظهرت الكتب المطبوعة بطرق فنية متطورة. مما ساهم في انتشار الفكر على نطاق واسع وتعممت النهضة الحضارية في مختلف بقاع العالم.
وقد تأخر ظهور المطابع في منطقة الخليج حتى القرن العشرين، وكان السبب في ذلك هو أن هذه المنطقة كانت خاضعة للاستعمار اابريطاني، وكانت تدار من قبل حكومة بومباي البريطانية، وبالتالي أصبحت بومباي بمثابة عاصمة للإقليم، وكانت مطابعها تطبع الكتب العربية، وقد طبع فيها بعض تجار الإمارات كتب اللآلئ وبعض المؤلفات الأدبية والإسلامية، وقد تأخر ظهور المطابع في الإمارات حتى سنة 1958 عندما تم تأسيس مطبعة الرضوان ومكتبتها في دبي من قبل السيد محمد عبدالله الرضوان وقريبه السيد رضوان محمد رضوان، وتم تجهيزها بعدد من آلات الطباعة اليدوية والميكانيكية، وبعد ذلك جلب المرحوم محمد الرضوان ماكينة كهربائية لتشغيل آلات المطبعة وإنارة المبنى الخاص بها، حيث لم تكن الكهرباء في ذلك الوقت متوافرة، وكانت مطبعة الرضوان أول من طبع الجريدة الرسمية لإمارة دبي، كما صدر منها بعض المطبوعات الدورية، إضافة إلى الأوراق والمستندات الخاصة بالحكومة والبنوك والأعمال التجارية في ذلك الوقت، وغطت المطبعة احتياجات كافة الإمارات وبعض الدول المجاورة، وفي فترة لاحقة، ألحقت بالمطبعة أول مؤسسة لبيع القرطاسيات والأدوات المكتبية.
وعندما تمت ولادة اتحاد الإمارات، تسارعت خطوات النهوض والتحديث وسرعان ما ازداد ظهور المطابع والمكتبات حتى أصبحت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في هذا الشأن، وقد انتشرت المكتبات في مختلف إمارات الدولة وبشكل كبير، لكن ما يمكن قوله، هو أن جمهور القراء مازال متواضعاً ويمكن تلمس ذلك من خلال زيارة المكتبات العامة، حيث يندر وجود قراء رغم اتساع المكان في كل منها لعشرات، بل ولمئات الأشخاص.
إن السبب الأساسي في نهوض الغرب هو نشر الثقافة على نطاق واسع في المجتمعات الغربية، وحتى اليوم فإن أكبر نسبة قراء في العالم هي في تلك المجتمعات، فمجرد أن يطبع كتاب جديد حتى ينفد من الأسواق، ولاشك أن الحكومة الرشيدة كانت ولاتزال تتبنى خططاً لنشر الثقافة في المجتمع، لعل أهمها إقامة معارض الكتب كل سنة في العاصمة أبوظبي ومعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعقد في شهر نوفمبر من كل عام، كما أن هناك مكتبات عامة ضخمة فيها عشرات الألوف من الكتب وفي مختلف التخصصات، وهي متاحة للجمهور في كل ساعات النهار، ولاشك أن هناك كتباً غيرت مجرى التاريخ منها كتاب، الأمير لميكيافيللي، وكتاب المبادئ لإسحاق نيوتن، وكتاب ثروة الأمم لآدم سميث، وكتاب رأس المال لكارل ماركس، وكتاب أصل الأنواع لتشارلز داروين، وسواها من الكتب الأخرى، كما أن هناك كتباً قدمت حقائق غائبة عن الأمم مثل كتاب تحقيق ما للهند من مقولة للبيروني، وكتاب تحفة النظار لابن بطوطة.
إن نشر ثقافة المكتبات هي أمر مطلوب في مجتمعنا من أجل رفع مستوى الثقافة والفكر وديمومة التقدم في وطننا الغالي.

 

You may also like...

0 thoughts on “لـنـا كـلمـة ……. المكتبات وثقافة الكتب”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram