أبوظبي للإعلام .. مبادرات ورسالة وطنية

لاقت المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، ليكون عام 2016 عام القراءة، استجابة واسعة من مختلف الشرائح المجتمعية الحكومية منها والخاصة، وجلبت العديد من المهتمين بهذا المجال، ووسعت آفاق ومدارك الباحثين عن المعرفة والعلم بالقراءة.
ما لفت نظري مؤخراً هو إطلاق (أبوظبي للإعلام) مجموعة واسعة من المبادرات المجتمعية والبرامج الإعلامية التابعة لها، والتي ركزت بمجملها على الفعاليات الوطنية الحكومية المرتبطة بالمبادرة منذ بداية العام وحتى الآن، وذلك عبر بث العديد من البرامج الثقافية التلفزيونية والإذاعية ذات النوعية العالية، وكذلك المبادرات المجتمعية كما ذكرنا، إضافة إلى توزيع آلاف الكتب.
وكما أكد سعادة محمد إبراهيم المحمود، رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام، العضو المنتدب، بأن هذه المبادرات تعبر بشكل مباشر عن القيم الاستراتيجية لأبوظبي للإعلام، وانسجاماً مع طبيعة مستهدفات الشركة القائمة على المعرفة، ما يعبر عن طبيعة رسالتها الوطنية الهادفة، لذلك حرصت أبوظبي للإعلام على تعزيز دورها الريادي في بناء المجتمعات ورفدها بالمحتوى الهادف الذي يترجم السياسة الحكيمة لدولة الإمارات في بناء مجتمع قارئ وواع، من خلال رصد الحراك الثقافي والمعرفي الذي تشهده إمارات الدولة كافة، ومن هذه المبادرات حافلات المعرفة، حيث قامت بتخصيص حافلات للقراءة تجوب مختلف المناطق، ومكتبة أبوظبي في مبنى صحيفة الاتحاد، وطباعتها لكتاب بصمات خالدة بآلاف النسخ الذي تعرض لشخصيات خالدة صنعت التاريخ وأخرى غيرت مستقبل أوطانها، والبرنامج التلفزيوني (أبوظبي تقرأ)، وإذاعة أبوظبي التي قامت بتغطيات عديدة لعام القراءة، ومنها أيضاً إذاعة (ستار أف أم) عبر برنامجها الصباحي (صباحو) وتخصيص العديد من المسابقات التشجيعية، والعديد العديد من المبادرات التي تستحق الثناء والإعجاب والتقدير.
والذي نأمله هنا أن لا يكون عام 2016 عام القراءة فقط، بل ليمتـد إلى أعـوام مديـدة وبمبـادرات تتفوق على نفسها، سواء المرئية منها أو المسموعة أو المقروءة، الأمر الذي سـيؤدي بلا أي شـك إلى خـلق جيل يتمتع بقوة الثقافة والمعرفة، السـلاح الأقـوى لمـواجهة المستقبل، وكلنـا أمـل أن تحذو الوزارات والشـركات والمؤسسـات العامة والخاصة في مختلف إمارات الدولة على النهوض بهذه المبـادرة، وإن كـان البعـض منـها قـد بـدأ بالفعل، لكـن نريد تشجيعاً أكبر ومبادرات أعمق ليعم الخير والعلم على الجميـع، وتنعـم إمــارات العـلم والثقـافة بمـزيد من المعرفة التي تليق بها، مع يقين أن الجميع حريص على هذا النهج المعرفي، لكننا علينا الإسراع، فالزمن لا ينتظر أحداً، والمراكب لا تتوقف كثيراً لنقل العابرين.
تحية لمن بادر، وتحية لمن وجه، وتحية لمن نفذ، والكل يصب في منهل العلم والثقافة والإبداع.