كتبت للمنارة: غادة عصفور

على مايبدو أن عام 2016 هو عام المهازل الفنية في المهرجانات السينمائية بجدارة، فبعد المشاكل التي خرجت من كواليس أيام قرطاج السينمائية خلال الفترة الماضية وعروض التراشق بالألفاظ بين الفنانات التونسيات بسبب سيلفي مع النجم عادل إمام ، ناهيك عن مأساة السجادة الحمراء التي كانت بمثابة فخ للنجوم للإيقاع بهم ورصد صور كوميدية لزلات أقدامهم لا تليق بسمعة مهرجان كان يحتفل بخمسينيته وهو المهرجان السينمائي الأقدم في القارة الإفريقية، ثم الممثل المغمور الذي سخر من الحديث عن تاريخ مصر السينمائي ، كل ذلك لم يكن نهاية لفضائح كواليس المهرجانات.. ليأتي مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحالية وكأنه يتنافس مع نظيره التونسي في تقديم ما هو أكثر تدني داخل الكواليس والتي كان أبطالها هذه المرة من الصحافة المصرية.
وربما سوء حظ المعتدي هذه المرة أوقعه أمام صحفيين مصريين في رواية سخيفة قد لا تمر مرور الكرام ، وأقول انه سوء حظ للمعتدي لأنالصحفين  المصريين في هذه المواقف يتكاتفون ويتحدثون بلسان وقلب واحد حتى يحصلون على رد الاعتبار المُرضي لمن تعرض منهم لأي إساءة حتى وإن كان ما يزال صحفيا تحت التدريب.
آخر مهازل المهرجانات السينمائية العربية وربما ليست الأخيرة تعود إلى مساء أمس السبت عقب انتهاء عرض فيلم “البر التاني” أحد الأفلام المشاركة بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثامنة والثلاثين ، ففي أثناء خروج الصحفيين من قاعة العرض السينمائي تعرضت الزميلة الصحفية علا الشافعي رئيس قسم الفن بجريدة اليوم السابع لمضايقات من قبل أحد أفراد الأمن المتواجدين عند البوابة والتابعين لصناع الفيلم ، وحينما أظهرت استياءها من الأمر قام بتوجيه وابل من السباب والألفاظ البذيئة إليها ، فيما حاول الصحفي والناقد رامي المتولي وإيمان كمال رئيس قسم الفن بجريدة الفجر التصدي للأمر وإنهاء الموقف إلا أن فرد الأمن تعدى على “المتولي” وواصل سيل السباب والشتائم للزميلتين علا وإيمان ثم تطاول على الناقد الفني محمود عبد الشكور الذي كان برفقتهم أثناء حدوث الواقعة ووجه للجميع تهديدات علنية وصريحة وسط صمت تام ورفض للتدخل من قبل أفراد أمن دار الأوبرا المصرية حيث تقام العروض السينمائية لمهرجان القاهرة.
وعبر عدد من الصحفيين المصريين عن غضبهم من هذه الواقعة وأعلنوا تضامنهم الكامل مع الزملاء المعتدى عليهم ، معتزمين تحرير محضر رسمي بقسم الشرطة ضد إدارة المهرجان وصناع الفيلم وشركة التأمين التي تعاقدوا معها لتأمين أبطال العمل.
وكان أفراد الأمن الذين لا ترقى سلوكياتهم لكلمة “أمن” قد أظهروا تعاملا سيئا وهمجيا وغير حضاريا تجاه جموع الصحفيين وجمهور الفيلم عامة لدرجة أن قاموا بمنع المغادرين من قاعة العرض من السير بشكل طبيعى فى اتجاة الباب الرئيسي للخروج الذي يجب استخدامه وإجبار الحضور على استبداله ببوابة أخرى تحتاج إلى السير لمسافات أطول.
وليست هذه الواقعة هي الأولى لتعدي أفراد أمن على صحفيين ، فقد شهدت فعاليات مهرجان القنوات الفضائية الذي أقيم في مصر أواخر شهر اكتوبر الماضي واقعة مماثلة بعد قيام أحد أفراد أمن المهرجان بالتعدي على الصحفية المصورة آيات حافظ بمؤسسة دار الهلال ثم طردها ومحاولة العبث بالكاميرا الخاصة بها بعد مشادة كلامية وقعت بين الطرفين