لنا كلمة … العلم يزيل العقبات أمام الأزواج

 

محمد خليفة

يتمثل الهدف الأساسي للزواج في بناء أسرة وإنجاب أطفال، لكن الطريق للوصول إلى هذه الغاية قد تعترضه عقبات كثيرة، فقد يكون الزوجان أو أحدهما عقيماً أو مصاباً بمرض يمنعه من الإنجاب، وقد تغلب العلم على الكثير من حالات العقم، لكن حالات أخرى تبدو مستعصية ومنها حالة المريضة التي لا تستطيع الحمل والولادة وإذا حملت فإنها ستنجب طفلاً مريضاً مثلها. ومؤخراً ابتكر الأطباء طريقة ثورية لمثل هذه الحالة تتمثل في الاستعانة بامرأة متبرعة، حيث تؤخذ البويضة الملقحة من رحم المرأة ومن ثم تنزع منها النواة وتوضع في بويضة المرأة المتبرعة، وهذه التقنية تعتبر من وجهة نظر الأطباء المتخصصين في علم الجينات الحل المثالي لتفادي نقل الأمراض الوراثية الخطيرة والتي تنتقل من الأم إلى الجنين، وتتيح هذه التقنية للمولود أن يرث الحمض النووي من ثلاثة آباء بيولوجيين هم الأب والأم والمرأة المتبرعة، وقد أكد العلماء أن أقل 0.1% من جينات الطفل ستأتي من المتبرع في شكل حمض نووي متقدري وجميع الشفرة الوراثية لصفات مثل الشعر ولون العين من الأم والأب، وقد وافقت هيئة التخصيب وعلوم الأجنة البريطانية على قرار إنجاب أطفال من سيدتين ورجل، بهدف منع ولادة أطفال يحملون أمراضا وراثية تفتك بهم.

وقد طور أطباء في نيوكاسل، شكلا متقدما للتلقيح الصناعي، وقد ناشدوا بالفعل كل من ترغب في التبرع ببويضات، من أجل البدء بإنتاج بدلائل جاهزة لكل حالة مرضية، لقد قال المثل (لا تتزوج المريضة) لكن الكثير من الشباب لا يراعون ذلك ويقدمون على الزواج بفتيات مريضات يؤثر مرضهن على الإنجاب، مما يؤدي في النهاية إلى حياة رتيبة خالية من بهجة الأطفال ومتعتهم، وقد يكون العلم قد وضع حلولاً مبتكرة لكل حالة عقم أو مرض على حدة، لأن ما أصعب على الزوجين اللذين يعانيان من العقم أو أحدهما أن يقبلاً بتقنية طفل الأنبوب للحصول على مولود تعذر عليهما إنجابه بالطريقة الطبيعية، وما أصعب على الزوجين أن يقبلا بأن يشاركهما في إنجاب طفلهما شخص ثالث لا بد من وجوده لإنجاح العملية، إن العلم بالقدر الذي يذلل العقبات ويبتكر الحلول، فإنه يخلق المشاكل في الحياة، وهذه المشاكل لها أوجه متعددة أخلاقية وقانونية واجتماعية، لقد كانت الحياة في الماضي بسيطة، خالية من التعقيد، فإذا تزوج اثنان ولم ينجبا فإنهما يسلمان أمرهما إلى الله تعالى وينتظران عفوه وقبوله، لكن اليوم وبعد أشهر قليلة من الزواج تذهب الزوجة إلى طبيب النسائية ليكشف على حالتها، فإذا كان لديها مشكلة تبدأ رحلة علاجها حتى تضع مولوداً وإذا كانت حالتها مستعصية يعمل لها طفل أنبوب، أو تستعار بويضة من امرأة أخرى لإنجاح عملية حملها، وكل هذه الخطوات مكلفة مالياً، لكنها تحقق حلم الزوجة بإنجاب طفل، غير أن يد الطبيب لا تتوقف عند إتمام الحمل حيث تمتد حتى عملية الولادة التي لم تعد تجري على يد القابلة المعروفة، بل تتم على يد الطبيب المختص وتحت إشرافه.

الواقع هناك أناس قد يدفعون كل ثرواتهم من أجل الحصول على طفل، بينما هناك بشر واقعيون يسلمون أمرهم إلى الله تعالى ويرون أن الطفل رزق يرزق به الإنسان وإذا منع منه هذا الرزق بالوسائل الطبيعية فلا يجوز الاعتراض على حكم الله، وعليه أن يسلم بقدره ولا يجوز له أن يلجأ إلى اجتراح المستحيل وبالوسائل العلمية المتقدمة للحصول على طفل قد لا يكون سوياً بصورة كاملة.

 

 

You may also like...

0 thoughts on “لنا كلمة … العلم يزيل العقبات أمام الأزواج”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram