في عيد الحب ماذا عن الورود البيضاء

دبي _ المنارة _ مقال لبنى العيسى

 مقصية هي الحياة في طور التغيير , مستدرجة على درج ملون تشوبه غبارٌ لا تشبه غبار الربيع بل بصائص الظلام العتيقة , ليالي صقيع مزعومة من قلب الوجع  مستدرجةً تعصف فوق رؤوس الأحلام لتخطفها وتدفنها في قبورٍ حية  مع شاهدةٍ بيضاء كتب عليها باللون الأبيض ومن ثم تحييها وتلدها مرة ثانية أوهام مع شهادة ميلادٍ حمراء .

لما  كل هذا ؟ فجميعنا جياع للنقاء , مرهونين بتلك الألوان الخبيثة التي حرَضت بقايانا على البحث عن تلك الشاهدة الفارغة  , شاهدة عنوانها النقاء الذي لم يكن له نصيب من درج الحياة الملون وعندما لم نعثر على تلك الشاهدة قررنا الإختباء .وغطينا أرواحنا بغبارٍ أسود هرب من عتمة القلوب المظلمة , عتمة القلوب التي نصبت خيامها وخيمت على عقولنا لتصنعنا عبيداً رافضين فجراً أبيض.

في يوم عيد الحب أرى جميع الألون تتمشى ضاحكة على رصيفه  الأسود عدا اللون الأبيض الذي بيع في مزادات الكره عنوةً, لن يحل  اللون الأحمر يوماُ مكان الأبيض , لطالما  كان الأحمر مرتبطاً بالربيع الذي يفتح أبوابه لشقائق النعمان العاشقة و الورود الجورية التي حلمت  بالسلام أما الآن فما  عادت حية تلك الشقائق ولم تعد الورود  تطمح بأكثر من قطرة صمت معطرة برائحة سلام   .

الجميع اليوم يرفعون نعش البياض ضاحكين , يتمشون في جنازة السلام الأبدي ,يتهادون الورود الحمراء ضاحكين تلك الضحكات المزعومة وأنا لم أكتفِ  من  البحث عن ضحكة بيضاء واحدة ..

طالما كرهت اللون الأحمر ولم أقبله تحت أي مسمى وأنا أرفض أن يكون هو رمز الحب , كيف له أن يكون رمزاً للحب وهو يغطي شورعاً تزعم الحب وفي مكان آخر يغطي شوارعاً مات فيها الحب .

Tags

You may also like...

0 thoughts on “في عيد الحب ماذا عن الورود البيضاء”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram