شرفتي …………….. الأمهات

المنارة_أبوظبي

بقلم _رئيس التحرير:الدكتور وليد السعدي
الأمهات.. من يساعدننا على الوقوف بعد أن نسقط المرة الأولى والثانية والثالثة.
الأمهات.. من لا ينسحبن في منتصف الطريق ويتركننا لأقدارنا نصارع الحياة بمفردنا.
الأمهات.. من يجدن صنع الحكايات وحبكها ولو كانت تلفيقاً وكذباً ليسعدننا في منامنا.
الأمهات.. من لا يغيرن من قيمهن عند أي منعطف يواجهنه، ولا يبدلن أفكارهن في حين الآخرين قد ابتكروا حياتهم لتتغير وتتبدل وتتذبذب مع كل شخص ومع كل موقف.
الأمهات.. هن فارسات الحياة، ويكفي أن نقول فارسة لتتمتع بما تتمتع به النساء في حياتهن وبعد مماتهن من سيرة عطرة.
الأمهات.. لا يجدن التمثيل على مسرح الحياة بينما الآخرون يتغنون باللعب والرقص والهزل على مسرح الحياة.
الأمهات.. أشجار واقفة كالصخر لا تقتلها الرياح مهما اشتدت، وإن انحنت قليلاً فهي لتمر العاصفة بسلام.
الأمهات.. من لا يثرثرن بعد كل جلسة ويغتبن من كان جالساً بأبشع الكلمات وأتفهها.
الأمهات.. من يختمن أيامنا بأرق العبارات وأرق التفاصيل، ويبدأن نهاراتنا بأجمل الكلام.
الأمهات.. من نرن أنفسهن لأجلنا والوحيدين دون مقابل.
الأمهات من لا يخلقن الأعذار لمواقف كاذبة وليبررن ما ليس فيهن.. هن كذلك الحق والحقيقة.
الأمهات.. من يضئن قلبهن وأياديهن وحياتهن في سبيل أبنائهن، ويفتشن عن شيء آخر يضيء حياتنا أكثر وأكثر.
الأمهات.. من بذكرهن بعد الله تطمئن القلوب وتخشع وتصفو النفوس وتطيب.
الأمهات.. من يبلسمن جراحنا دون أدوات ولا شهادات طبية ولا عقاقير ولا مطهرات.
الامهات.. بهن تحلو الحياة، ومن بعدهن تبقى الذكرى نعيش عليها، ننام ونصحى بها، ولأجلها كنا ذات يوم سعداء.
الأمهات.. من لا يفارقن القلب مهما تبدلت الحياة وتغلبت الأهواء وتغيرت الموازين وغلبت العواصف على سنين العمر.
الأمهات.. من يحاربن من أجل البقاء.. بقاء الأبناء أحياء.. وسعيدين.
الأمهات.. من لا ينتظرن مردوداً من أحد.. وأحياناً عندما يكن طامعات تكفيهن ابتسامة طفل وحنو أب ولمسة ابن وصوت ابن غائب.
الأمهات.. الوحيدات اللاتي لا نعرف قيمتهن الحقيقية إلا بعد الفقد والوجع والحرمان.
الأمهات.. ملاذنا الأول حين انطلقت بنا الحياة، ولاذنا الأخير حين يضمنا التراب، فالتراب أم والأرض أم والوطن أم.
إلى كل الأمهات.. أطال الله بعمركن ولتبقين سنداً لأبنائكن وأسركن.. وإلى اللاتي رحلن عن عالمنا ومنهن أمي في ذكراها الثالثة أقول: رحمكن الله بواسع رحمته وأسكنكن فسيح جناته، وإن كنت واثقاً من ذلك لكن الدعاء واجب.. كل عام وأنتن بألف خير.

You may also like...

0 thoughts on “شرفتي …………….. الأمهات”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram