شرفتي ………. ما بين الإعلام الورقي والإلكتروني

بقلم  رئيس التحرير الدكتور : وليد السعدي

بعد تجربة زادت عن الربع قرن من الزمن في بلاط صاحبة الجلالة الورقية، وجدت ووجد الكثيرون ممكن يعنيهم الأمر أن الثقة بوسائل الإعلام التقليدية أكبر وأكثر صدقاً وأكثر واقعية، ومع ازدياد الهجمة على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي للمعلومات اليومية، فإن أغلب المستخدمين يشككون بمصداقية تلك المعلومات وتلك المواقع حسب دراسات أميريكية وبريطانية، ووجدت تلك الدراسات بأن هناك مخاوف لدى المستخدمين من تلك المعلومات وصدقيتها، وخاصة إذا لم يجد المستخدمون سوى موقع واحد لاهتمامهم أو لأسئلتهم، ويكونون بذلك صورة مشوهه أو منقوصة عن ما يريدون، ويعزو البعض الآخر لعدم إلمام الكثيرين بمواقع ومحركات البحث للوصول لهدفهم وكيفية للاستعانة بها، لذلك تبقى معلوماتهم ضئيلة مقارنة بالمراجع العلمية والأدبية والثقافية والسياسية الورقية على امتداد السنين، وما ينقص تلك الورقية هي مواكبتها اليومية للأحداث والتطورات، وهذا ما يتفوق فيه الالكتروني بالطبع، وما يؤكد صحة الكلام عن المواقع الالكترونية والتشكيك بمصداقيتها هو التشويش من قبل المواقع على بعضها البعض أحياناً، والأمر الثاني هو المصالح لكل جهة والمندسين هنا وهناك، وهذا الأمر بالتأكيد لا يمكننا التعميم فيه والتأكيد عليه، لأنه لا يشكل هاجساً كبيراً أو مرجعاً مؤكداً لنأخذ به، لكنه موجود، وكأن آخر ضربات المواقع الإلكترونية الكاذبة أو البعيدة عن الحقائق هي نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة، والتي كانت تؤكد للساعات الأخيرة فوز المرشحة هيلاري كلينتون على منافسها دونالد ترامب، حتى ظهرت الحقيقة بفوز دونالد ترامب رئيساً لأمريكا، الأمر الذي قلب الطاولة على كل المواقع الإلكترونية في العالم، وبدأ الناس في كل مناحي الحياة يأخذون حذرهم من أي استطلاع أو أي خبر ليس فيه الكثير من المصداقية أو المرجعية.
ونعود لحديثنا حول مصداقية الصحافة الورقية، فهي أكبر بكثير وبلا أدنى شك، أولاً أن القارئ شخصيا يمسك بالورقة التي يعتبرها دليلاً على صحة ما يقرأ أو صحة كلام الكاتب، وكذلك فإن فيها الكثير من التأني والمراجعة والمحاسبة والأدلة قبل النشر، بينما المواقع الإلكترونية فالناشر والكاتب والمدقق واحد في أغلب الأحيان، كذلك فإن الصحافة التقليدية الورقية كانت تهتم بالشؤون الإنسانية والبحثية أكثر بكثير مما هي عليه الإلكترونية، الامر الذي أكسبها شعبية لا بأس بها مقارنة بالشعبية الإلكترونية الكاسحة، نظراً لسهولة الوصول وسهولة القراءة في كل مكان بعد أن طغت على أجهزة الهاتف الذكي، الأمر الذي سيصبح فيه الكمبيوتر شيئاً من الماضي وليس الورقي فحسب.
نحن نؤمن بأن العالم تغير وعلينا أن نرفع علم التغيير وليس الاستسلام، بل علينا السعي جاهدين بكل ما أوتينا من مبادئ وأخلاق وقيم وآداب المهنة أن نضعها تحت تصرف المستقبل الإلكتروني لا أن نجري وراء السراب في كل ما هو مبهر وشائع وأخاذ، علينا أن نكتب ونهتم بالحقائق وأن نماشي العصر الإلكتروني الأمر الذي سيعتبر إنجازاً قديماً جديداً وليس اعلاماً متردياً إلكترونياً كما هو موجود اليوم في الكثير من حياتنا

You may also like...

0 thoughts on “شرفتي ………. ما بين الإعلام الورقي والإلكتروني”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram