الإمارات تثمّن المبادرة التاريخية للسعودية بالدعوة إلى القمة العربية الإسلامية الأميركية

ثمّنت دولة الإمارات العربية المتحدة المبادرة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بالدعوة إلى القمة العربية الإسلامية الأميركية.

وأعربت دولة الإمارات، في بيانها الرسمي، في القمة التي عقدت، أمس، في الرياض، عن عظيم تقديرها وكامل دعمها وغاية امتنانها لاستضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة لهذه القمة الاستثنائية.

وأكدت أن «هذه الدعوة الكريمة لحضور هذه القمة الرائدة والمشاركة فيها، تبشر بأننا أمام حقبة استثنائية نحو حوار حقيقي بين الحضارات، وتفاعل صادق بين الثقافات، ورؤية جادة لعالم يسوده السلم والسلام وينعم بالأمن والأمان، ويحظى بالاستقرار والنماء لنا جميعا وبلا استثناء».

كما أشادت الإمارات بالجهود المباركة للملك سلمان في دعم الوسطية ونبذ التطرف، والعمل على تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، ونشر ثقافة التسامح و الاعتدال.

وتوجهت دولة الإمارات بالشكر والترحيب للرئيس، دونالد ترامب، الصديق والشريك الأميركي بقرار المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية التاريخية، وأشادت بعمق الرؤية الاستثنائية التي يحملها نحو شراكة حقيقية بين الحضارات، والتواصل الإيجابي بين الثقافات. وأعربت دولة الإمارات عن بالغ سعادتها بالوجود بين أشقائها من الدول الإسلامية كافة، التي حضرت هذه القمة بروح من التفاؤل والهمة العالية والمسؤولية التاريخية، حيث تسود قيم التسامح والسلام والعيش المشترك.

وجاء في البيان أن دولة الإمارات لتؤكد أن التطرف والإرهاب لا يرتبطان بثقافة أو دين أو مجتمع أو دولة وإنما هما الخطر الذي يواجهنا جميعاً وبلا استثناء. كما تؤكد أنه ليس بمقدور أي دولة وحدها، أو جماعة بعينها، أو منظمات وأفراد، أن يواجهوا هذا الخطر الداهم على نحو منفرد أو بمعزل عن الآخرين. وقالت إن الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى إلى أن نمضي قدماً للعمل الجماعي، والتعاون الدولي، وتدشين الشراكات والتحالفات، في سبيل دحر خطر التطرف والإرهاب.

وقالت إنه لا ينبغي لنا أن نسمح لشرذمة صغيرة متطرفة باختطاف الدين الإسلامي الحنيف، لنشر خطاب التطرف والكراهية والعنف في مجتمعاتنا، حيث إن هذه الشرذمة الصغيرة المتطرفة لا تمثل الإسلام أو الأغلبية من المسلمين من ذوي التوجه الخير والمحب للآخرين.

وأشادت الإمارات في بيانها بمواقف وجهود المؤسسات الإسلامية الكبرى، مثل رابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وكذلك المبادرات الخلاقة من الدول العربية والإسلامية في سبيل نقد الخطاب المتطرف ونشر خطاب الوسطية والاعتدال.

وجاء في البيان أن دولة الإمارات اعتمدت رؤية شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب بالمعنى الواسع والمعمق من خلال تبني استراتيجية وطنية متعددة الأبعاد تقوم على اعتماد تصورات طويلة الأمد، وخطط تنفيذية تضمن اجتثاث جذور التطرف والإرهاب من المجتمع الإماراتي والمحافظة على روح الولاء والانتماء للدولة من خلال تبني «المنهج الوقائي» و«المعالجة الاستباقية».

وقد مارست دولة الإمارات العربية المتحدة تجربتها في إطار استراتيجية «متعددة الأبعاد» من خلال المؤسسات الأسرية، باعتبار «الأسرة» المؤسسة النموذجية الرئيسة واللبنة الحقيقية في النسيج الاجتماعي، والمؤسسات الشبابية والرياضية والثقافية، باعتبارها الروافد الرئيسة لتحصين الشباب من أفكار التعصب والكراهية، التي قد تؤدي إلى حافة هاوية التطرف والعنف، والمؤسسات التربوية والتعليمية باعتبارها الحواضن الفكرية للمناعة الذهنية ضد أفكار وسلوكيات التعصب والكراهية، والمؤسسات والهيئات الدينية والوعظية باعتبارها جهات معتبرة في التأصيل الديني والحماية الأخلاقية وتنمية قيم الفضيلة والوسطية والاعتدال ونبذ التعصب والكراهية، وأيضاً مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ذات النشاطات الاجتماعية والتوعية والتطوعية.

كما قامت بتدشين جملة من المبادرات العملية وفي إطار التعاون الدولي، التي تشمل استضافة مركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف والعنف بمشاركة 12 دولة، كما استضافت مركز صواب بشراكة إماراتية – أميركية في إطار التحالف الدولي ضد «داعش»، كما قامت بتدشين مجلس الحكماء المسلمين الذي يضم في عضويته كوكبة من العلماء المسلمين.

ومن آخر مبادرات الدولة في هذا الصدد استضافة ورعاية المؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني، الذي يسعى لاعتماد اتفاقية دولية ملزمة تحظر الإرهاب الإلكتروني بكل أشكاله، بما في ذلك محاولات التجنيد، والتحريض على الإرهاب والدعوة إليه، والإشادة به، وتمويله، وعدم التبليغ عنه؛ بالإضافة إلى الدعوة إلى العنف، والكراهية، والتمييز العرقي والديني، والإساءة إلى الآخرين وإلى الأديان.

وجاء في البيان الرسمي لدولة الإمارات أن الجماعات المصدّرة للفكر المتطرف، وعلى رأسها «الإخوان»، تلعب دوراً مشبوهاً لأهداف سياسية، وتبرر استخدام العنف ضد الأبرياء.

وقال البيان إن دولة الإمارات تود الإشادة بالتحالف الإسلامي بقيادة السعودية، الذي يعتبر نموذجاً رائداً في التعاون المشترك والتحالف الدولي في سبيل مواجهة خطر التطرف والإرهاب.

وقال «في هذه المرحلة الصعبة والقلقة من تاريخ المنطقة التي تعاني فيها من خطر التطرف والإرهاب؛ نرى أن الدور الإيراني السلبي يمثل تحدياً خطيراً من خلال السياسات التدخلية التي تذكي الطائفية والتطرف وتسعى إلى تحقيق أهداف سياسية عبر هذه السياسات التي تفرق ولا تجمع».

وإنه من خلال هذه القمة التي تجمع العرب والمسلمين مع الولايات المتحدة الأميركية الشريكة، ندعو إيران إلى مراجعة سياساتها، واحترام سيادة جيرانها، والتواصل على أساس من حسن الجوار وعدم التدخل، بما يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

You may also like...

0 thoughts on “الإمارات تثمّن المبادرة التاريخية للسعودية بالدعوة إلى القمة العربية الإسلامية الأميركية”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram