بقلم رئيس التحرير: الدكتور وليد السعدي

كم يعطينا هذا المفهوم دفعا إلى الأمام بأن نكون من أصحاب الهمم؟ وكم يشرفنا أن نكون من أصدقاء أصحاب الهمم؟ وكم أثلجت صدري الدعوة الكريمة التي جاءتني من مركز راشد لأصحاب الهمم بدبي، وفي يوم كريم من أيام شهر رمضان الكريم، وفي يوم زايد الخير، وتكريمنا أيضا بصفتنا من أصدقاء أصحاب الهمم، والدعوة من سعادة مريم عثمان مديرة مركز راشد لأصحاب الهمم، وكانت بصدق من أجمل الدعوات التي وجهت لي خلال الشهر الفضيل رغم كثرتها، وذلك بعد أن أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال عرض نظمته وزارة تنمية المجتمع، السياسة الوطنية لتمكين ذوي الإعاقة، وأعلن سموّه عن إطلاق اسم أصحاب الهمم بدلاً من ذوي الإعاقة، وأمر بتحديد مسؤول في جميع المؤسسات والجهات الخدمية، يُعنى بالنظر بخدمات مخصصة لذوي الإعاقة، والعمل على تسهيلها واعتمادها، ويكون بمسمى (مسؤول خدمات أصحاب الهمم).
كما أعلن سموّه، عن تأسيس المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم، ويضم في عضويته أفراداً معنيين بتقديم المشورة والرأي لتحقيق أهداف السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم.
وكم هي جميلة كلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عنهم حين قال: (إعاقة الإنسان هي عدم تقدمه، وبقاؤه في مكانه وعجزه عن تحقيق الإنجازات، وما حققه أصحاب الهمم في مختلف المجالات، وعلى مدى السنوات الماضية من إنجازات، دليل على أن العزيمة والإرادة تصنعان المستحيل، وتدفعان الإنسان إلى مواجهة كل الظروف والتحديـات بثبــات، للوصـول إلى الأهـداف والغـايات).
وكل ما نرجوه من مؤسساتنا اليوم، الاهتمام الكبير والراسخ بهذه الفئة، وأن يُحدّد مسؤول خاص لتسهيل خدمات أصحاب الهمم، والعمل على تطوير نظام تعليمي دامج في التعليم العام والمهني والعالي، مع وجود مسار تعليمي واضح لكل أنواع الإعاقات بكل مراحلها، وإعادة تصميم المناهج التعليمية وتكييفها، لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة، كذلك توفير معلمين ومختصين ذوي كفاءة عالية في تعليم ذوي الإعاقة، في مختلف الإعاقات والمراحل، وافتتاح تخصصات فرعية لتعليمهم في الجامعات والمعاهد، مثل تخصصات تعليم وتوفير برامج تأهيل مهني تناسبهم، من مختلف الإعاقات ومستويات الشدة، عبر تطوير برامج التأهيل المهني، بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، وإطلاق برامج الشهادات المهنية لهم، ومركز راشد لاصحاب الهمم كان قد سبق كل التحديات واطلق برامجه لهذه الفئة المجتمعية الهامة وكان من أوائل المراكز المتخصصة في دبي والإمارات بمتابعة حثيثة من قبل إدارة المركز، وعلى راسها سعادة مريم عثمان مديرة المركز وطاقم العمل الكبير والرائع الذي يسهر ويكد ويعمل بجد ونشاط دون كلل أو ملل ودون امتعاض، وخاصة أنهم يتعاملون من أجل ومع فئة مجتمعية لها احتياجاتها ولها خصوصياتها، وما أسهل التنظير في هذا المجال لكن الأمر في الميدان مختلف تماما، ولا يستطيع الولوج اليه والتعاطي معه إلا من كان بالفعل من أصحاب الهمم.. شكرا لهممكم جميعا وإلى الأمام.