المدهشة سابين للمنارة: أنتقي ما يحبه الناس وما يجعلني أنا

أنعم الله عليها بموهبة الغناء والتمثيل والاستعراض
حاورتها – إلهام أبو جودة

الذي يميزها، إلى جانب أنها مغنية رائعة، وممثلة أصيلة وحقيقية، أنها إنسانة بامتياز، شفافة وصادقة، ومتصالحة مع نفسها. سابين، النجمة التي سطعت بسرعة، تحفر موقعها عميقا في القلوب، من خلال أغانيها، ومن خلال أدوارها الدرامية المتميزة، والتي تدفع المشاهد إلى التعاطف معها وعشقها.. بسيطة وفي منتهى العفوية في حضورها على منصات البريق، وفي حضورها بالحياة أيضا..

رصيدها أغنيات رائعة، ورصيدها: كريستينا، ونور، وأدوار قادمة ستكون أشد تحليقا ومصداقية.
مثقفة، وكثيرة الوعي رغم صغر سنها، وحضورها كما الفراشة الرائعة الجمال، أينما تكون يتحول المكان إلى حديقة، وتبدأ الحورية الأجمل البوح..
@ تحققين الشهرة والنجاح بكل ثقة، كيف تفعلين ذلك، وكيف أصبحت خلال مرحلة قصيرة رقما لا يستهان به على صعيد الغناء والدراما؟.
@@ أنعم الله علي بموهبة الغناء والتمثيل، وأنا درست المسرح والغناء الشرقي، ولأنني أعشق هذا المجال، مجال الفن بكل تفرعاته وأقسامه، لهذا أقدم كل ما اختاره من كل قلبي، دائما أنتقي ما يحبه الناس، وأنتقي ما يجعلني أكون أنا، لعل الشهرة التي تتحدثين عنها، تأتي من هذا الصدق مع الذات .
على صعيد الغناء، أعطيت الكثير من الوقت والجهد، كنت آخذ كل الوقت لاختيار الأغنية، لكي تكون شبيهة بي، أحبها أولاً لكي يحبها الناس، وكنت قبل تصوير أي كليب، أفكر كثيرا بالنتائج، وأسعى لكي يكون الكليب قريبا من الجمهور، يحبه ويقدر حضوري فيه، وفي حفلاتي، لم أكن استهين بالجمهور، أفكر فيه وبما سيرضيه، لهذا أتعب على اختيار أغنياتي واستعراضاتي، ودائما دائما أعتبر أن الآخر أكثر أهمية مني، حين أصل إليه أستحق محبته وشكره.
أما بالنسبة للتمثيل فأنا لم أسع إليه، ولم أدق بابه، هو جاء إلي، المهتمون بالإنتاج والدراما شاهدوني في الكليبات وكيف أقدم دوري بلباقة ونجاح، وأحبوا صوتي، وأعترف أن شكلي ساعد أيضا في هذا المجال، أتصل بي أولا المنتج مروان حداد واقترح علي دورا في مسلسل أحمد وكريستينا، في البداية كنت سأرفض، فأنا لا أريد التمثيل، لكن حين قرأت السيناريو أعجبتني القصة، فوافقت، لإدراكي أنني أمتلك موهبة التمثيل، ومثلت، ونجح العمل وأحبه الناس، ثم شاركت في عمل ثان هو (فخامة الشك) عمل كبير في 60 حلقة، وأحبني الناس من خلال دور نور، والذي يختلف تماما عن كريستينا، أعطيت كل اهتمامي وقلبي للدور، فوصلت الشخصية إلى الناس وأحبوها.
@ هل تكفي الموهبة ؟.. أم يحتاج الفنان الذكاء، ويحتاج كذلك أشخاصا يثق بهم يرافقونه داعمين مسيرته؟.
@@ الموهبة وحدها لا تكفي، وعلى أي فنان أن يكون ذكيا ولماحا، وقادرا على فهم نفسه وفنه، لكي يصل للناس ويفهمونه.. وعلى أي فنان معرفة حدوده ومدى مقدرته على الأداء، أنا منحني الله موهبة الغناء والتمثيل والاستعراض، ومنحني الذكاء الذي يجعلني أوظف هذه الموهبة بطريقة صحيحة.
الذكاء عند لفنان ضروري جدا ليكون قادرا على منحه المقدرة على أن يقول لا، وقت تكون الحاجة إلى قولها ملحة وجديرة بالإصغاء، لو قبلت بكل ما يعرض علي، أكون غير ذكية، وسهلة الانفلات والضياع، الذكاء كما هو في القبول يكمن في الرفض.
أيضا لاقيت الدعم من المنتجين حين يختارونني لأدوار البطولة، هذا لأنهم يثقون بموهبتي وحسن تعاملي، كذلك ألاقي الدعم من الملحنين والشعراء، حين أجلس معهم ويعرضون علي القصائد والألحان التي تتناسب مع صوتي وحضوري.
@ لو توقفنا عند البدايات والغناء، أنت بدأت باكرا، وكانت خطواتك مدروسة، هل كنت تبحثين عن انتشار سريع، أم عن ترسيخ لصوتك وحضورك في وسط فني مشتعل وملتبس؟.
@@ بدأت في عمر صغير، كنت في السادسة عشرة من عمري حين بدأت مع الرحابنة، وعملنا معا على تقديم ألبوم غنائي مميز، كانت انطلاقة مميزة جدا بالنسبة لي، وحين أتحدث عن غسان الرحباني فأنا أقول أنه سبب كبير لوصولي بسرعة إلى الناس من أول أغنية، لكنني كنت أسعى لتقديم موهبتي أكثر، وإظهار ما يمكنني تقديمه للناس.
ربما خدمني الحظ في البدايات، فأنا طرقت باب الرحابنة، وفتحوه لي، وقدموا لي أول أغنية كانت سببا في انتشاري السريع، لكنني بعدها بدأت أدرس كل خطوة أقوم بها، لأنني كما انتشرت سريعا نضجت بشكل أسرع.
@ إلى أين تعود مرجعياتك في الغناء، إلى طرب الزمن الأصيل، أم للزمن المعاصر، وأين تجدين الصوت الذي أنت صداه؟.
@@ أكيد إنني أعشق الطرب، ومنه تعلمت كيف أغني بشكل صحيح، والطرب سيبقى اليوم وغدا وللأبد، لكننا اليوم في 2017 وتغيرت الموسيقى، وتغير الكلام، وتغير الغناء أيضا، والناس تغيرت أيضا وباتت تحب سماع أغنيات تشبه إيقاع العصر، أنا أحب القديم، لكن ليس صحيحا أن نبقى نستعيده ولا نتطور، نقول عن الماضي وفنه أنه الزمن الجميل، أنا أقول واليوم أيضا زمن جميل، لأن الفن في كل زمان ومكان يصنع الجمال.
نحن لم نعد كما قبل، تطور كل شيء، وسائل التواصل الاجتماعي تطورت، الناس تطورت، الموسيقى والحياة بأكملها تطورت، لكن المهم أن نسمع القديم لكي نتثقف ونتعلم الأصول، لأن أي تطوير لا يستند للأصول يبقى منقوصا.
ربما أنا أشبه قليلا نجوم زمان، بأنني أمثل وأغني، الصبوحة، والعندليب وشادية واسمهان وفيروز وكثيرين وكثيرات جمعوا الغناء إلى جانب التمثيل، وهذا بحد ذاته انتماء للقديم والعصر في الوقت ذاته.
@ بدأت مع الرحابنة، ومررت بمروان خوري، واقتربت كثيرا من ملحم بركات، مدارس كلها أصالة واحترافية، إلى أين ستتوجهين بعد؟.
@@ صحيح، أنا بدأت مع الرحابنة، وأعطاني الفنان مروان خوري أغنية جميلة هي آخر همك، وفزت بأغنيتين من الراحل الكبير ملحم بركات، وأنا تقصدت أن أتعاون في البومي مع أهم الملحنين، ألبومي ضم 14 أغنية بكل اللهجات وتعاونت فيه مع أبرز الشعراء والملحنين في العالم العربي، وهناك من بينهم من سمعت ألحانهم ولم أغنها لأنها ليست لي ولا تشبهني.
@ أي ملحن من الذين تعاونت معهم فهم صوتك أكثر وتسلل لأعماقك ليستخرج ما فيها من قوة وسلطنة وإحساس؟.
@@ كل ملحن تعاونت معه فهم صوتي، أنعم الله علي بصوت كبير قادر على أداء كل الأنواع والطبقات، كنت أقول للملحن أسمعني ما لديك وما تراه مناسبا لي، وكنت أسمع، الذي كان يعجبني آخذه، والذي لا يعجبني أعتذر عن قبوله، مع احترامي للجميع دون استثناء.
لهذا ليس لدي أغنية تشبه أغنية في الألبوم، قدمت ما أحببته أنا.
@ ما بين أحمد وكريستينا، وفخامة الشك، فترة زمنية قصيرة، لكنها وضعتك في مواقع البطولة، والأكيد أن حضورك فيه اختلاف عن الأخريات، صوتك وملامحك ومقدرتك على لعب أدوار مركبة لا تشبهك في الحياة، من أين اكتسبت هذه الخصوصية، من دراسة المسرح والإخراج، أم من موقع آخر؟.
@@ أنا درست التمثيل والإخراج والمسرح، قلت للأستاذ مروان حداد أنني لن أمثل يوم عرض علي أحمد وكريستينا، فقال لي اقرئي القصة، وقرأتها، وحين قرأت النص وكذلك نص فخامة الشك، قرأت بشكل مختلف، أنا أضع نفسي دائما في موقع الشخصية، افهمهما وأتقمصها، أنا من النوع الذي يراقب الناس كثيرا، وأنا، أقولها بصدق، إنسانة حساسة جدا، لم أعش تجارب كثيرة على الصعيد الشخصي، لهذا أشعر بالأشياء وأحسها بكل عفوية وبساطة، أغضب واحب وأرضى وأنفعل، لهذا كنت أقرأ الشخصية وأدخل في ماضيها ونفسيتها لأعيشها كما هي، هذا ما فعلته مع كريستينا ومع نور، كنت أزيد على الدور من إحساسي، وأحيانا كنت اقرأ في النص شيئا لا أقبله، فاستبدله لأنني أساسا فهمت الشخصية وكنتها كما هي فعلا.
@ تتقنين إلى جانب التمثيل والغناء الرقص والاستعراض، ألا تطمحين لعمل استعراضي كبير في المسرح، أو التلفزيون.. إلى استعادة زمن الفوازير مثلا؟.
@@ أكيد أكيد، أحب أن أقدم عملا استعراضيا، وهذا حلم لكل فنانة تمتلك موهبة التنوع بين الغناء والتمثيل والرقص والاستعراض، نلت جائزة أفضل فنانة استعراضية، وحين يعرض علي عمل استعراضي حقيقي لن أرفضه.
@ من هم أصدقاؤك في الوسط الفني، وهل تؤمنين بصداقات الوسط، أم هي مجرد منصات لمشاكل وعداوات قادمة؟.
@@ عندي صداقات في الوسط الفني، وهناك احترام كبير وأعتبره أهم من الصداقات، ليس لدي أي مشكلة مع أحد، نلتقي في مهرجانات وحفلات، نتبادل الاحترام، وأحبهم ويحبوني، وأنا لن أسرق شيئا من درب سواي، وأنا متصالحة مع ذاتي، لهذا أنا صديقة الجميع,
@ نجاحك السريع لا شك سيعرضك للغيرة من كثيرات، ماذا تحضرين للمواجهة؟.
@@ أكيد هناك غيرة، وهي موجودة وطبيعية، لكن في النهاية ليس لي أي ذنب فيها، وحين تغار مني أحداهن، لا أزعل عليها، أنا وجدت بهذا الوسط واخترته ولا مشكلة لي مع أي فنانة أو فنان، وإذا شعر أحد بالغيرة فهذه مشكلته، واثق أنه حين يتعرف علي عن قرب سيبتعد عن الغيرة، لأنني طبيعية جدا ومحبة للجميع بلا استثناء.
@ كيف تقيمين الدراما اللبنانية اليوم؟.
@@ الدراما اللبنانية اليوم باتت مهمة، الإخراج أفضل والنصوص والممثلون أفضل، والإنتاج أيضا صار أهم، وأنا مع الخلط في الدراما بين الممثلين والحكايات، لأننا في النهاية وهذا هدفنا نسعى لتقديم دراما عربية أفضل.
@ ماذا عن حياتك الشخصية، عن الحب والزواج، ولو تعارضت العائلة مع الفن من تختارين؟.
@@ إنا إنسانة تعشق الاستقرار، الحياة الزوجية المتكافئة والناجحة، وأحب الأطفال، ولو تعارضت العائلة والفن، أكيد سأختار العائلة.. العائلة هي الشيء الحقيقي الوحيد في حياتنا.

You may also like...

0 thoughts on “المدهشة سابين للمنارة: أنتقي ما يحبه الناس وما يجعلني أنا”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram