أبوظبي قصة حب .. عمرها 40 عاما

المنارة :أبوظبي _شفيق الأسدي

أبوظبي قصة حب وعشق بدأت قبل 40 عاما . كانت الولادة لهذه القصة مصادفة حملتني الاقدار اليها بحثاعن عمل وجدته فيها فاستطاعت أن تجذبني اليها بفعل قوة لم أكن أدركها في حينها .فهي مدينة في بداية عهدها قياسا مع النمو والمدن التي من حولها والتي سبقتها الى اكتساب الانتساب الى العالم والشهرة والتطور . ولكنها استطاعت أن تجذب بفعل قوة كامنة فيها الكثير أبنائها الذين كانو بعيدن عنها وغيرهم من أبناء الدول الأخرى لينخرطوا معا في حب وعطاء .

العنصر الجامع بين من عاش فيها طوال 40 عاما وبينها هو الحب المشترك والعطاء الدائم في مسيرة مشتركة كبرت فيها المدينة وكبر معها من أحبها . وشتان بين كبرها وكبر من رافقها هذه السنين .

هي ازدادت توسعا وجمالا وهو ازداد كبرا اذ تركت السنون الأربعين خطوطها في وجهه ليقابلها بجمال آخر مستمد من جمالها وعطائها . فهو أعطاها طوال هذه السنين وأعطته بدورها الكثير الكثير من حبها واحتضانها لتتشكل بذلك قصة حب وعطاء كل يرسمها ويقصها بتفاصيل تختص بتجربة العشق لها .

كبرت أبوظبي ويرى الكثيرون كبرها وجمالها في عمرانها وحدائقها وسهلها وبرها وبحرها الذي يلفها من كل جانب . لاشك أن كل هذه العوامل ساهمت في رسم صورتها الحديثة التي تتجدد كل يوم . ولكن هذا التجدد الذي تمارسه أبوظبي تتشارك فيه مع الكثير من المدن وعواصم العالم ومدن جديدة محدثة هنا وهناك .

غير ان أبوظبي تنفرد عن مثيلاتها من المدن بقصص الحب والعشق التي تولدت مع من أحبها وعشقها . فمع كبر المدينة تكبر حكايات العطاء من المدينة لأبنائها ويكبر حب العاشقين لها الذين يسكنون في أحشائها . دون أن ينقطع ” حبل الحياة ” الذي يجمع بينهما رغم السنوات الطوال التي جمعت بينهما .

وعلى ذلك تستطيع أبوظبي أن تقول للعالم القريب والبعيد من حولها أن قصص الحب والعشق التي تعيش بين جنباتها تزداد فصولها كل يوم ولايوجد ما يحدها رغم عوامل السنين خصوصا وأن السنوات الأخيرة حملت أسماء السعادة والخير كما سيحمل العام القادم ” اسم زايد ” تمنيا بمرور عام على مولده وهو الذي وضع هذه المدينة كما وضع الامارات وأبناءها وقاطنيها على دروب النمو والتطور والازدهار والحياة الكريمة لتستمر الحياة فيها وفق نهج أراده زايد وحافظت عليه ورعته قيادة الامارات من بعده .

فمن بقي فيها سيبقى يرشف من رحيقها وعذوبتها ورقتها وجمالها واستقرارها وأمنها وعطائها . ومن غادرها أو سيرحل عنها بعد سنوات طوال سيحمل معه منها أجمل وأعذب الذكريات وربما الكثير من أدوات المستقبل لتبقى أبوظبي حاضرة في عقله وذاكرته يجدد معها قصص الحب والعشق التي باتت جزءا من شخصيته وعقله وقلبه

فهذه المدينة وهي عاصمة الآمارت كما جميع مدن هذه الدولة الفتية تحمل في كنفاتها قوة جذب متولدة عن العشق المتبادل بينها وبين محبيها وليس القوة المادية التي حباها الله بها فقط . فالقوة المادية موجودة في كثير من بقاع العالم حديثه وقديمه .

غير أن القوة الفعلية تولدت من سمات وشخصية قيادتها وأبنائها فمعهم وبهم فتحت أبوظبي قلبها قبل أبوابها للقادمين اليها لتتبادل معهم تجربة فريدة في العالم في الحب والعطاء باتت اليوم مثلا لاحتلالها الكثير من المراكز المتقدمة على المستوى العالمي في مقاييس الانسانية والتسامح والخير والعطاء قبل أن تحتل مثل هذه المراكز في مؤشرات التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية .

فكلما كبرت أبوظبي يكبر قلبها وتكبر خصائصها ومفرداتها وأحرفها لتكتب قصصا تحكي تجارب حب وعطاء وسعادة وخير قبل أن تسطر تجارب نمو وتطور مادي . قصصا تتشكل فيها دراما انسانية تروي للعالم حكايات وحكايات لاتنتهي عن مدينة لاتتوقف عن الحب والعطاء .

ومع كبر المدينة يكبر معها الانسان الذي رافقها هذه السنوات وساهمت في تشكيل وعيه وتجربته وانسانيته غير عابئ باللون الأبيض الذي غزاه وخطوط السنين التي ارتسمت على وجهه . فهو لديه من القدرة على هزيمة كل ذلك متسلحا بتجربة الحب التي عاشها مع أبوظبي والتي ستبقى تمده بأجمل وأعطر الذكريات مادامت الحياة وهو مطمئن الى مستقبل محبوبته والتي سينقل حبها الى أبنائه لتستمر قصة الحب بين أبوظبي والأجيال القادمة الذين سيكونون أكثر قدرة على حبها وعطائها

You may also like...

0 thoughts on “أبوظبي قصة حب .. عمرها 40 عاما”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram