“بنت الملاح” بين خريبكة وستوكهولهم وباريس

كتبت للمنارة: غادة عصفور

استطاع المستوى المتميز للفيلم الوثائقي المغربي “رجاء بنت الملاح” أن يكون سببا في إدراجه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان ستوكهولم الدولي بالسويد الذي تنطلق فعالياته من التاسع عشر وحتى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر المقبل، ويستعد عبد الإله الجوهري مخرج الفيلم وأحد أبرز السينمائيين المغاربة للمشاركة بفيلمه في مهرجانين في آن واحد ، حيث يتزامن وجود الفيلم في ستوكهولم مع مشاركته أيضا في فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة من التاسع عشر وحتى الثاني والعشرين من ديسمبر القادم ليكون واحدا من بين ثلاثة أفلام مغربية تشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان خريبكة.
الاحتفاء ب “رجاء بنت الملاح” لا يقتصر فقط على المشاركة في المهرجانات العربية والدولية وإنما يمتد إلى باريس حيث تعتزم شركة “مغرب فيلم” وهي شركة رائدة في توزيع الأفلام العربية بفرنسا إقامة عرضا خاصا لهذا الفيلم الوثائقي في الثلاثين من نوفمبر الجاري بالعاصمة الفرنسية باريس.
كانت آخر الجوائز التي حصل عليها فيلم “رجاء بنت الملاح”
جائزة الإخراج في الدورة الرابعة لمهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي بطنجة في أكتوبر الماضي،  وسبقها جائزة لجنة التحكيم في الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان الإسكندرية لسينما البحر الأبيض المتوسط شهر سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى التي حصدها الفيلم ومخرجه عبد الإله الجوهري من مهرجانات سينمائية عديدة حول العالم.
ويتناول هذا العمل السينمائي الوثائقي تجسيد لحياة امرأة شابة هي نجاة بنسالم المراكشية ، شاركت في فيلم «رجاء» سنة 2003 للمخرج الفرنسي جاك دوايون وفازت بجائزة أحسن ممثلة أمل في مهرجان البندقية، ثم جائزة أحسن ممثلة بمهرجان مراكش في نفس السنة ، ويرصد الفيلم معاناة هذه الفنانة التي كانت تعتقد أنها ستصبح نجمة بعدما دخلت عالم الفن من أوسع أبوابه، لكن غياب فرصة عمل جديدة جعل حياتها تنقلب رأسا على عقب، حيث كتب لها أن تعيش تحت الأضواء لمدة قصيرة.
وانتقلت نجاة من الشهرة إلى الحضيض والهامش، فهي تعيش منذ 2004 تحت وطأة الفقر والظروف القاسية، حيث تضطر للنوم في الشارع لمدة طويلة، بعدما تبرأت منها أسرتها بسبب الإشاعات التي تم الترويج لها في محيطها، حولها ظهورها في مشاهد جنسية بفيلم “رجاء”.
وحاول الجوهري من خلال الفيلم الغوص في كواليس عالم الفن، والشهرة التي تتحول أحيانا من حلم إلى كابوس كما كان الحال في حياة نجاة التي أصبحت مشهورة في مراكش بإسم “رجاء بنت الملاح”، لأنها تعيش اليوم بمفردها في سكن متواضع بالملاح.

fb_img_1479899790981-1 fb_img_1479900426016 fb_img_1479899631764-1

You may also like...

0 thoughts on ““بنت الملاح” بين خريبكة وستوكهولهم وباريس”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram