لأول مرة في القرية العالمية جناح الجزائر ينقل ضيوفه في رحلة بين آلاف السنين من الثقافات والحضارات

: تتجلى موروثات الثقافة الجزائرية في أبهى صورها في القرية العالمية، الوجهة العائلية الأولى للثقافة والترفيه والتسوق في المنطقة، حيث يعكس جناح الجزائر الذي يشارك لأول مرة هذا الموسم تاريخاً عريقاً من الحضارة الجزائرية قادمة من دولة تتميز بالعديد من الثروات الثقافية والحضارات المتعاقبة التي من شأنها أن تأسر ضيوف القرية العالمية وتأخذهم إلى عصور قديمة تروي قصة الجزائر عبر التاريخ.
ويتألف الجناح من 20 منفذ بيع يعرض كل منهم منتجات متنوعة تشمل أشهر المأكولات مثل التمور والكسكس الجزائري المطبوخ بطريقة خاصة والحلويات المحلية، بالإضافة إلى عدد من الحرف اليدوية المتقنة والتي تضم تشكيلة واسعة من اللوحات المبدعة والسيراميك المصنوع يدوياً والصواني النحاسية والمجوهرات الفضية بتصاميم متفردة والبسط ذات النقشة الجزائرية المميزة، إلى جانب تقديم “نغاوس” وهي نوع من أنواع المرطبات الغازية الجزائرية والتي تتضمن نكهات متنوعة ليشعر الضيوف بأنهم انتقلوا في رحلة عبر الزمن وكأنهم في أسواق الجزائر الشعبية.
كما ويعد المتحف من أهم معالم الجناح، فهو بمثابة معرض مفتوح يعرض صوراً للتحف والآثار القديمة المستمدة من المعروضات الأصلية في المتاحف الجزائرية، علاوة على تجسيد التاريخ الموسيقي الجزائري المتنوع عبر استضافة فرق الفلكلور بصورة منتظمة، حيث يمثل أداء الفرق لوحات فنية ساحرة لمختلف أصقاع البلاد.
وتصدح أركان جناح الجزائر حالياً بأهازيج قبائل الطوارق القادمة من الصحراء الكبرى، حيث ترسم الفرقة الشعبية ملامح الصحراء عبر أداء رقصات تمثل طقوس جنوب الجزائر، وتقدم استعراض متفرد يحرك فيه الراقصون رؤوسهم وأكتافهم في تناغم بديع أثناء جلوسهم. وتعد الموسيقى في الثقافة الطارقية هي الطريق إلى تواصل العقل مع الجسد، إذ تحمل وزناً دلالياً وحضارياً كبيراً في ثقافة هذا القبائل التي تستوطن الصحراء، ويتغنون فيها بتاريخهم العريق باستخدام لغة ندر استخدامها في الجزائر حديثاً، كما تعد رقصات الطوارق إرثاً تتوارثه الأجيال، حيث يحرص الآباء على تدريب أطفالهم منذ الصغر لضمان عدم اندثار هذه التقاليد.
ويتفرد الجناح بما يقدمه من مقتنيات فنية نادرة تعد أبرزها اللوحات التي يعرضها الجزائري الشاب محمد أمين العمري الذي يمتلك موهبة فذّة، فهو يقوم بتشكيل لوحات ثلاثية الأبعاد عبر استخدام خامات الطبيعة المحيطة مثل الجلد بالإضافة إلى مهارته في فن الرسم على الرمل، وقد أشار العمري إلى أنه قدم خصيصاً من الجزائر للمشاركة في القرية العالمية خلال هذا الموسم لينقل معه أحد الفنون المعاصرة في بلاده وليعرف الضيوف على أحد الفنون التي تبرز جمال حضارة الجزائر.
وفي أحد محلات الجناح، يجلس سيد بوقرّة، ذو ال 82 عاماً، مستعرضاً أمام الضيوف أعماله الحرفية في حياكة السجاد الجزائري الأصيل والتي احترفها منذ صغره بعد أن تلقن تعليمه على يد أجداده ووالده. ويروي بوقرّة حكاياته عن تاريخه العريق في حياكة السجاد الجزائري والذي احترفه بالتوارث في عائلته إضافةً إلى دراسته وحصوله على شهادات من معاهد الفنون العالية في الجزائر في فترة الخمسينيات، التي يعتبرها مصدر فخر يحملها معه في جميع أسفاره. وأهم ما يميز سجاد بوقرّة كونه مصنوع يدوياً، وهو الأمر الذي تعمل عليه حالياً زوجته وبناته الأربعة في الجزائر والذي يستغرق مدة أقلها الشهر والنصف ويمتد إلى ستة أشهر من العمل بحسب حجم السجادة وتفاصيلها. ويزخر تاريخ بوقرّة بالعديد من الجوائز والميداليات التي تلقاها من الحكومة الجزائرية والحكومة الفرنسية إضافةً إلى استقطاب أعماله في معارض دولية أهمها مشاركته في معرض الفنون الثقافية في ولاية نيويورك الأمريكية الذي أقيم في فترة الخمسينيات وتمثيله حالياً لهذه المهنة المميزة في جناح الجزائر في القرية العالمية.
وكون الأزياء التقليدية هوية وطنية، فإن الجناح يعرض أنواعاً متعددة من أشهر الملابس التقليدية الجزائرية التي تختلف في كل منطقة في الدولة نظراً لكبر مساحتها. وتندرج الأزياء الجزائرية تحت ثلاث فئات تمثّل ثلاث مناطق مختلفة في الدولة. فهناك زي يميز المناطق الشمالية وآخر للجنوبية وزي ثالث للمنطقة الوسطى. وتعد الثياب التقليدية الجزائرية بمثابة تحف أسطورية يتألف بعضها من قطعة واحدة أو عدة قطع وتطرز على العديد من الأقمشة التي تظهر أناقة اللباس وتفرّده، كما تعتمد بعضها طابعاً أكثر حداثة كونها شهدت بعض التطور على صعيد التصميم والخياطة بما يجعلها أكثر جاذبية لفئة الشباب.
كما سيعيش ضيوف الجناح الجزائري أجواءاً مميزة يستكشفون فيها ملامح الزفاف الجزائري في المتحف عبر استعراض تصاميم متنوعة من فستان العرس التقليدي من ولاية تلمسان، ويعد زي الزفاف الذي يطلق عليه “الشدة” وما يرافقه من حلي أحد أجمل معالم التراث الذي يعزز المكاسب الثقافية والسياحية للجزائر، وهو مصنف كلباس إنساني وإرث عالمي غير مادي من قبل منظمة اليونسكو.
ومن جانبها أعربت ضحى العبيد مديرة الجناح عن أهمية هذا المشاركة وما تهيئه من فرص واسعة لاستعراض التنوع الثقافي والحضاري الذي تتمتع به دولة الجزائر وصرّحت: “إنّ هدفنا الأساسي من المشاركة في الأجنحة الدولية هو إبراز ثراء التاريخ الجزائري العريق، فالقرية العالمية توفر لنا المنصة المثالية بما تقدمه من بيئة تحتضن كافة ثقافات العالم، وهي بلا منازع تعتبر من أهم الوجهات السياحية على مستوى المنطقة حيث تستقطب أعداداً كبيرة من الضيوف من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية، ونحن نتطلع قدماً إلى استعراض العادات والتقاليد العربية الجزائرية على ضيوف الجناح ، ونعدهم بتقديم تجارب مختلفة في كل زيارة، إلى جانب تقديم توليفة متنوعة وجديدة من المنتجات تجعل ضيوف جناح الجزائر يعودون لزيارته مرة أخرى.”
ويعد جناح الجزائر أحد أجنحة الدول العربية التي تحتضنها الوجهة والتي يبلغ عددها الإجمالي 30 جناح خلال هذا الموسم ممثلة أكثر من 75 دولة وحضارة عالمية. ويعتبر جناح الجزائر من الوجهات التي تتوجب زيارتها لما يقدمه من تجارب ثقافية تحفل بما تزخر به البلاد من موروث تراثي عريق.
تتألق القرية العالمية في الموسم الحادي والعشرين بأجمل حلة وتقدم لضيوفها تجارب جديدة كل يوم حتى 8 أبريل 2017، وتفتتح أبوابها يومياً من الساعة 4 عصراً حتى منتصف الليل من السبت إلى الأربعاء ومن الساعة 4 عصراً حتى 1 بعد منتصف الليل في أيام الخميس والجمعة والعطل الرسمية. وتخصص القرية العالمية أيام الإثنين لدخول العائلات والسيدات فقط. c48v9966 c48v9985 c48v9956 c48v0077 c48v0025

You may also like...

0 thoughts on “لأول مرة في القرية العالمية جناح الجزائر ينقل ضيوفه في رحلة بين آلاف السنين من الثقافات والحضارات”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram