الحكومة الإسبانية "تجرد حكومة إقليم كتالونيا من سلطاتها"

الحكومة الإسبانية "تجرد حكومة إقليم كتالونيا من سلطاتها"

كشف رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، عن خطط لتجريد قادة حكومة إقليم كتالونيا من سلطاتهم، لكن دون حل البرلمان المحلي للمنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وقال راخوي إن مجلس الوزراء قرر في اجتماعه الطارئ تنظيم انتخابات إقليمية في أقرب وقت ممكن.

ومن المقرر أن تحال هذه الإجراءات الآن إلى مجلس الشيوخ الإسباني للتصويت عليها.

وقال رئيس الوزراء الإسباني إنه لم يجرد اقليم كتالونيا من الحكم الذاتي ولكنه يعيد “الاقليم إلى سلطة القانون”.

وأضاف راخوي أن الحكومة لا خيار لها سوى فرض الحكم المباشر على كتالونيا، قائلا إن تصرفات الحكومة المحلية “تتعارض مع القانون وتسعى للمواجهة”.

وتأتي إجراءات الحكومة الإسبانية ردا على الاستفتاء التي أجرته السلطات في الاقليم للاستقلال عن إسبانيا.

واجتمع أعضاء الحكومة المركزية في مدريد السبت لبحث إجراءات فرض الحكم المباشر على إقليم كتالونيا الذي نظم قبل نحو ثلاث أسابيع استفتاء للاستقلال اعتبرته المحكمة الدستورية غير قانوني.

كيف حدث هذا؟

ووقع رئيس حكومة كتالونيا، كارلس بوجديمون، وقادة إقليميون آخرون إعلان الاستقلال، لكنهم علقوا مساعيهم لإفساح المجال لإجراء مباحثات مع حكومة مدريد.

وكان بوجديمون قد رفض التخلي عن نتائج الاستفتاء قائلا إنه “مفوض من قبل شعب كتالونيا”.

ويسكن في كتالونيا نحو 7.5 مليون شخص وتتمتع حاليا بحكم ذاتي موسع من حكومة مدريد بما في ذلك السيطرة على السياسات الخاصة بها، والتعليم، والعناية الصحية.

الحكومة الإسبانية بصدد تعليق الحكم الذاتي في اقليم كتالونيا

كتالونيا: قرن من النضال في سبيل الاستقلال

وستناقش هذه الإجراءات لجنة في مجلس الشيوخ الإسباني قبل التصويت النهائي عليها.

ويملك الحزب الشعبي المحافظ لراخوي أغلبية في مجلس الشيوخ، الأمر الذي يعني أنه من المرجح اعتماد هذه الإجراءات.

وقال ملك إسبانيا، فيليبي السادس، الجمعة إن كتالونيا “تحاول أن تسلك طريقا غير مقبول للانفصال عن إسبانيا” داعيا إلى حل هذه الأزمة من “خلال المؤسسات الشرعية الديمقراطية”.

وأضاف قائلا “لا نريد أن نتنازل عما بنيناه معا”.

كيف رد الكتالونيون؟

قال نائب رئيس إقليم كتالونيا أوريول جانكيراس إن راخوي لم يوقف فقط الحكم الذاتي “لكنه أوقف الديمقراطية”.

أما عمدة مدينة برشلونة عاصمة الإقليم أدا كولاو فقالت إن تصرف حكومة راخوي “هجوم خطير على حقوق وحرية الجميع سواء في كتالونيا أو خارجه” وطالبت كولاو بمظاهرات كبرى في كتالونيا للاحتجاج على قرارات راخوي وحكومته.

مدير نادي برشلونة جوزيب بارتوميو قال إن ناديه “يدعم بكل قوته المؤسسات الديمقراطية المنتخبة من المواطنين الكتالونيين”.

وطالب باتوميو أن يرد الجميع على قرارات راخوي بشكل متمدن وسلمي مشيرا إلى أن الحوار هو السبيل الوحيدة لحل هذه الأزمة.

أما إدواردو ريفاس ماتيو المتخحدث باسم الحزب الاشتراكي الكتالوني الذي يدعم الحكومة الإسبانية لكنه في الوقت ذالته يطالب بإصلاحات دستورية فأكد أن الحزب “لايقبل بتفعيل عنيف للمادة 155 من دستور البلاد”.

المادة 155 من الدستور الإسباني

وقررت حكومة مدريد في اجتماعها تفعيل المادة 155 من الدستور، ويعني ذلك فرض الحكم المباشر على كتالونيا في حالة اندلاع أزمة بين الحكومة المركزية في مدريد والحكومة المحلية وبالتالي إلغاء الاستقلال الذاتي الموسع الذي يتمتع به الإقليم حاليا.

وأضافت الحكومة أنه في حالة “تصرف حكومة إقليمية على نحو يشكل تهديدا جديا للمصالح العامة لإسبانيا. (يمكن لمدريد) أن تتخذ الإجراءات الضرورية لفرض التزام (كتالونيا) بالقوة” بالدستور الإسباني.

وتصر الحكومة المركزية في مدريد على التدخل في الإقليم من أجل فرض حكم القانون.

ويقول مراسل بي بي سي في مدينة ساراكوسا، توم بوريدج، إن “راخوي في موقف حساس إذ إن أي خطوة مثل السيطرة على قوة الشرطة في حكومة كتالونيا، وإجراءات ضد القناة العامة في كتالونيا أو استبدال مسؤولين كتالانيين بأشخاص موالين لمدريد من شأنها أن تأتي كما يبدو بنتائج عكسية”.

ونظمت كتالونيا استفتاء مثيرا للجدل للانفصال عن إسبانيا يوم الأحد يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول، وشارك فيه نحو 43 في المئة من الناخبين الكتالونيين.

ويذكر أن 90 في المئة صوتوا لصالح الاستقلال عن إسبانيا، لكن الكثير من معارضي الاستقلال عن إسبانيا قاطعوا الاستفتاء قائلين إنه غير قانوني وخطوة غير صالحة.

غاي هيدجيكو بي بي سي مدريد

استخدام ماريانو راخوي للمادة 155 كان امرا متوقعا على نطاق واسع ورغم ذلك عندما أعلن تفعيله لقي الأمر ردود فعل كبيرة.

لم يتم تفعيل هذه المادة من قبل منذ وضعها في الدستور الإسباني لذلك يسود كم كبير من الضبابية لما يصحب ذلك من إجراءات وكيفية تنفيذها.

رغم أن راخوي أكد أن حكومة كتالونيا لم تتعرض للوقف في حد ذاتها إلا أن الكثير من المراقبين لا يرون ذلك حيث ان إبعاد كارلس بوجديمون رئيس الإقليم ووزرائه من ممارسة مهام مناصبهم لإعطاء الفرصة لحكومة مدريد بالقيام بمهامهم سيؤدي فعليا لتقليص كبير لسلطات إدارة إقليم كتالونيا.

You may also like...

Sorry - Comments are closed

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram