محمد الأحمد أيقونة الفن السوري الحديث

حتى في أدوار الشر هو محبوب

بيروت – إلهام أبو جودة

أسر النجم السوري محمد الأحمد قلوب المشاهدين خلال شهر رمضان الفائت، حين لعب دور البطولة في مسلسل (غرابيب سود)، ورغم أنه تقمص دور الشرير، إلا أن الدور لم يمنعنا مع التعاطف مع ممثل تماهى في دوره وتوحد فيه، وأظهر جوانب إنسانية لم تستطع العدسة محوها.. كما حل حين قدم دور جابر في مسلسل (دومينو)، لشاب شرير، ونال التعاطف الجماهيري معه.

محمد الأحمد، سبق وقدم أدوار البطولة في أعمال تلفزيونية وسينمائية، وهو لعب أدوارا مركبة برع في جميعها، وترك في فضاءات المتابعين بصمة لا تشبه سواه، ليصبح بجديته والتزامه من النجوم الأوائل في سورية وخارجها.
قبل دخوله معهد الفنون، كان شغوفا بالموسيقى، وبالشعر، ودرس الأدب العربي، وعمل حلاقا نسائيا، وختام أعماله كلها أنه جمع كل مواهبه لتتشكل شخصيته محبوبة وفريدة ومؤثرة.
في مهرجان الإسكندرية مؤخرا عرض فيلم (رجل وثلاثة أيام)، والذي حصد عن دوره فيه جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل، وكان محمد الأحمد في البطولة إلى جانبه ربا الحلبي، ولمى الحكيم، وعبد المنعم العمايري وآخرون، والفيلم كتابة وإخراج جود سعيد، الذي سبق وأعطى بطولة أعماله للأحمد، ثقة منه أن هذا الفنان خير من يجسد أفكاره ويمشهدها بوضوح ومصداقية، كما في (مطر حمص)، ومسلسل (أحمر)، وغيرها.
(رجل وثلاثة أيام)، تناول الأزمة السورية من منظور إنساني من خلال شخصية مجد (محمد الأحمد) وهو مخرج يدعي الشهرة، وتتسم شخصيته بالأنانية، إلا أن شخصية مجد تحولت للنقيض بعد استشهاد ابن خاله الضابط في الجيش السوري، حيث يتصل به خاله ليحضر جثة (بيرم) للضيعة التي يعيش فيها، وعلى مدار ثلاثة أيام تفشل محاولات مجد لنقل الجثمان من دمشق للضيعة بسبب صعوبة الاجراءات، فيضطر إلى أن تبقى الجثة معه، وخلال هذه الأيام يتغير فكر وشخصية مجد للنقيض، حيث يعرض الفيلم فلسفة كيف يستطيع ميت أن يعيد الحياة لمن ماتوا وهم علي قيد الحياة.
دور قوي، ويحتاج لكثير من التقلبات في الشخصية، ومن التماهي بهذه العلاقة بين الموت والحياة، لكن الأحمد لعب الشخصية، وسحر المشاهدين بما يمتلك من مخزون داخلي وعمق آسر في شخصيته.
في فيلم (مطر حمص)، والحكاية خيالية فيها واقع الحرب على سورية، تحكي أحداثا دارت في حمص القديمة وفق مستويات متعددة تحتفي بالأمل والحياة والحب. ويتحدث الفيلم عن شخصيات حوصرت من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص القديمة، جمعتها قساوة الظروف لتجعل منها عائلة واحدة تتحدى الألم والمعاناة وتتطلع للأمل.
محمد الأحمد يلعب دور يوسف الشاب المحاصر داخل المدينة وأحد الشخصيات المحورية في الفيلم، يكون وحيدا ولا صديق له سوى عوده، وهنا يلمع الأحمد أمام موهبته الكبيرة في الموسيقى، ويبدع في التعبير عن صداقته لهذه الآلة التي جعل منها روحا إنسانية تشاركه الحصار.
(مطر حمص) رسالة حب جديدة لمدينة حمص القديمة بعد الدمار الذي حل فيها على أمل ان يعود الناس إليها محملين بالحب والأمل بالرغم مما حصل.
تنتصر الحياة على الحرب، وينجو يوسف وعوده، وهدى ومجموعة من الأطفال، منتصرين على الحرب الوحشية وما تركت من دمار.
محمد الأحمد، أيقونة هو الآن في الفن السوري، شراكته الفنية مع المخرج جود سعيد، تنتج الكثير من البهاء والألق، وثمة أفلام كثيرة تنتظر دورها لتشعل الشاشة الكبيرة بالنشيد

You may also like...

0 thoughts on “محمد الأحمد أيقونة الفن السوري الحديث”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram