أحاول التسلل؟!

أيام وساعات معجونة بالرتابة..

أنغمس فى ذكرياتى لعلها تعيد لى ديباجة الأيام الخوالى الجميلة والمرة، فلا فرق لأنها ديباجة فيها الكثير من كسر

انظر خلف الباب وامتع نظرتى بالنوافذ علها تأخذنى إلى حلمك، إلى تلك التواريخ.. تزيل وحشتى وتزيد أنستى إن

موسيقى حضورك تكسر الروتين اليومي الممل، لكن في ذلك الصباح حتى العصافير أصابها البكم، ولم تعد تنظر

كل الأشياء من حولى رتيبة، وكل الناس من حولى بدت رتيبة، ولا شىء يؤنس الوحشة من الوحشة التى تمر

الروتين.

كانت موجودة.

وتقفز عبر الشرفات، وقفت هناك على الأغصان تتأمل السماء وفي فمها ماء.

أمامي.

أيام معجونة بالرتابة والشرفات خاوية على عروشها، فلا حبيب ننتظر ولا قادم نتلهف للقائه.

حتى السماء بدأت تودع أخر قطراتها على جناح الغيم بسكون وراحة وهدوء.

أيام لا بد أن تمر كل عام وفى مواقيت مختلفة، لكنها لا تخلف الميعاد، ننتظر خروجها من حياتنا بفارغ الصبر،

أيام لا بد أن تأتي بأخبار ما عاد القلب يحتملها، لكنها تتعثر بشريان القلوب وتصل وتغادر.. نعم لا بد أن تغادر قبل أن

أشرب قهوتى الروتينية وأراقب كل الوجوه من حولي فاراها روتينية في تلك الأيام، فلا جديد لديها سوى تقلب أوراق

ونودعها بفرح غامر، ولا نبحث عن بقاياها فى قادم الأيام.

تودع.. بجلطة.

الروزنامة وتواريخها.

هى أيام اعتدنا عليها، وعلى مايبدو أنها اعتادت علينا.

نسأل الله أن لا يطول مكوثها بيننا.

فى تلك الأيام أحاول التسلل إلى ذكرياتى.. إلى يومياتى.. إلى سنين خلت، أسلي نفسي وأقطع الوقت، وأعيد الحلم

مع أنه تحقق، لكن لتمضى الأيام وأحس بتجدد الحلم وأنه مازال.. هناك حلم لا بد أن يتحقق.