القاهرة – مصطفى محمد

نجمة سورية حققت الكثير من النجاحات خلال سنوات عملها بمجال الفن، ورغم أن حضورها السينمائي مُنعدم إلا أنها تؤكد أن هذا لا يُشكك في موهبتها بل لغياب السينما السورية في الوقت الحالي، ورغم ذلك فلقد وصفت سلاف فواخرجي وميسون أبو أسعد ونجمات السينما بأنهن متميزات.. هي الفنانة جيني أسبر التي تتحدث لـ (المنارة) عن توجهها للكوميديا خلال الفترة الأخيرة بأكثر من عمل، وعن مسلسل (هواجس عابرة) وتلاحم الدور بأدوار أخرى قدمتها من قبل، وقرارها بتقليل عدد مشاركاتها الدرامية بسبب الخوف من الحسد، وعن الكثير من التفاصيل في حياتها الفنية والخاصة، وما يخص ابنتها (ساندي) وهل الطفلة سعيدة معها، وكان هذا نص اللقاء التالي:

• في البداية.. كيف تُشاركين بمسلسل (حريم الشاويش) من رشحك للعمل؟.
•• بالفعل أُشارك بالعمل وهو مسلسل بيئة شامية مع مواقف كوميدية، وأقدم دور بنت الباشا فارسة وتحب ابن الحلاق مع العلم أنها وحيدة والدها، وتقع في صراع ما بين حبها لابن الحلاق ووالدها، كما أن الجهة المنتجة للعمل هي من رشحتني للمشاركة في هذا المسلسل وكذلك مخرج العمل أسعد عيد والذي تعاونت معه في أعمال سابقة.
• العمل ينتمي للكوميديا ولاحظنا توجهك بعض الشيء حيال هذه النوعية.. فما السبب؟.
•• لا أعتبر هذا اتجاها للكوميديا بشكل موجه، ولكن الأمر من قبيل الصدفة وليس أكثر، وخاصة أن أغلب الأعمال في المجمل خلال العامين السابقين كانت تنتمي للكوميديا.
• وهل تعتبرين نفسك فنانة متلونة تُقدمين الدراما والكوميديا وكافة الألوان؟.
•• اعتبر نفسي كذلك وخاصة أنني كُنت أحاول التواجد في عدة أعمال من أجل الظهور بعدة شخصيات مختلفة كي يراني الجمهور بأكثر من شكل ليُقيم موهبتي، ولكن في الوقت الحالي أصبحت أعيش مرحلة جديدة من حياتي الفنية لذا فيستوجب علي وضع معايير أخرى في الاعتبار للحفاظ على ما وصلت له.
• وماذا عن تأجيل مسلسل (هواجس عابرة)؟. ما الأسباب؟.
•• حقيقة.. لا اعرف أسباب تأجيل هذا العمل، ولكنني أتمنى أن يتم عرضه قريبا وخاصة انه عمل مميز وأتوقع أن يُحقق النجاح مع الجمهور.
• تقدمين خلال أحداث (هواجس عابرة) دور حلاقة ومن صفاتها الثرثرة والكذب.. كيف حضرت للشخصية؟.
•• قرأت السيناريو وقمت بدوري وفق تعليمات المخرج، ولكن دوري في هذا العمل أعتبره صعبا وخاصة أن هناك تداخلات كثيرة بالشخصية نفسها مع تفاصيل أخرى قدمتها بأدوار سابقة، لذا كل مشهد أصوره كُنت أخاف أن أظهر قريبة من شخصية أخرى مما سبق وقدمتها، ولكنني خلقت للدور شخصية مختلفة عن كل ما سبق وقدمته، وحينما يُعرض العمل سأنتظر تقييم الجمهور.
• وما هي هواجسك في الحياة؟.
•• الكثير من الهواجس تُطاردني فمن بينها ما يخص عملي وابنتي والمستقبل وخاصة أننا نعيش في مجتمع لا تعرف فيه التخطيط للمستقبل، فكثيرا ما أجلس وأسأل نفسي.. هل بكرة سيكون أحلى أو أسوأ؟!.
• في كل مواسم الدراما تظهرين بكم كبير من الأعمال، ألا تخافين الحسد؟.
•• أخاف كثيرا من الحسد لأن نجمي خفيف وكل عام أنطرق عين، فالعام الماضي تعرضت لحادث سير ولم أستطيع التصوير ببعض الأعمال، والموضوع بالنسبة لي يكون حسب العروض التي تأتيني، ولكن بشكل عام أعمل بسياسة مختلفة وهي أن الجودة أولا على عكس من قبل كُنت أحاول أبحث عن التنوع والاختلاف فقط كي يراني الجمهور بعدة أعمال بشكل مختلف، سواء كوميديا أو دراما أو بيئة شامية، وحاليا قررت أن أُقدم عملا واحدا أو اثنين ويمكن هذا يكون أفضل بسبب الحسد.
• ولكن البعض يعتبر كثرة المشاركات في الموسم الواحد تواجدا وانتشارا وليس بطولة؟.
•• حسب الأدوار نفسها، فأنا لا يهمني الأدوار صغيرة المساحة بل الجودة فيما يخص أدواري والعمل بشكل عام، ولا أعتبر الأمر انتشارا بل إثبات لقدرة الممثل في مقدرته على التلون لأداء كل الأدوار، وهذا الأمر ليس سهلا فهناك نجوم نمطيون لا يستطيعون الخروج من حالة واحدة وهي التي يستطيعون أداءها فقط.
• ولماذا يكثر تواجدك على صعيد الدراما وتغيبين عن السينما؟.
•• صناعة السينما في سوريا ضعيفة للغاية، وهذا السؤال أعتقد لا يصح توجيهه للمثل، فطالما أننا ليس لدينا سينما فكيف لي أن أعمل بها، فتقديم عمل واحد أو اثنين في العام الواحد هذا لن يتسع لجميع الممثلين كي يشاركوا به.
• السينما السورية متواجدة في مهرجانات عديدة ومن أبرزهم سلاف فواخرجي وميسون أبو أسعد، فهل جاءت مشاركتهن في السينما لأنهن الأفضل؟.
•• بالتأكيد هؤلاء النجمات مميزات وأفتخر بهن ولقد قمن ببصمة في السينما مثلما فعلن بالتليفزيون، وهذا ليس شرطا لفكرة البطولة بل هي وجهات نظر للمخرجين، كما أننا ليس لدينا ثقافة سينما كي يكون لدينا صناعة سينما.
• وهل ترين أن موهبتك ناقصة لعدم وجود مشاركات سينمائية كثيرة لكِ؟.
•• موهبتي كبيرة وليس للأمر علاقة إذا كنت بالسينما أو الدراما أو المسرح لأن الفنان الموهوب أين ما كان يُبرز، ولا أتصور أن فنان السينما اليوم مختلف عن التليفزيون، والصناعة صارت قريبة من بعضها البعض، والإنسان الموهوب لا يتجزأ.
• برأيك هل اختيار المخرجين للنجمات في الأفلام السينمائية قائم على مبدأ الشللية والصداقة؟.
•• أنا بعيدة عن الوسط السينمائي ولا أستطيع أن أجيبك على هذا السؤال لأنني لا اعرف كيف يتم اختيار النجوم المشاركين بالسينما، لذا فأعتقد أن صُناع الأفلام هم من يتم توجيه السؤال لهم.
• وهل تعتبرين جيني أسبر خرجت من عباءة النجمة السورية وأصبحت عربية؟.
•• لا أحب أن أتحدث عن نفسي، ولكن طالما أنك سألت فالحمد لله اسمي معروف ولي مكانتي التي لا تُشبه أحدا، وأرى أن اسمي صار من زمن معروفا عربيا وليس اليوم أو الأمس.
• ومن تعجبك خطواتها من فنانات الوطن العربي؟.
•• الكثير من الفنانات تُعجبني خطواتهن، فمن مصر أحب ياسمين صبري للغاية، وفي لبنان أحب سيرين عبدالنور ونادين نسيب نجيم، وفي سوريا هناك الكثير من النجمات لا أستطيع حصرهن ولكن محبوبتي هي الفنانة منى واصف فهي الفنانة التي نقتدي بها، فهي مازالت تعمل إلى الآن ومنذ سنوات طويلة ولم ينطفئ نجمها إلى الآن بل تزيد نجومية بكل عمل تُشارك به، وبالنسبة لي هي الفنانة التي يجب أن أقتدي بها بمجال الفن.
• وما هي أبرز صفاتك في جمل قصيرة؟.
•• أول شيء طيبة القلب، وفي نفس الوقت لم يأكلني الغرور والتكبر بل أنني جيني الطفلة الصغيرة والتي كانت ببدايتها منطلقة للحياة ومتفائلة، وأحب الناس وأحب التواضع الموجود بقلبي، فمحبة الناس قريبة لقلبي للغاية، وهذه الأشياء من بداياتي لليوم، حتى أن الناس الذين لم يرونني منذ سنوات يقولون لي أنني لم أتغير، وهذا الشيء لا أحد يعرفه سوى الناس القريبين مني والذين يعرفونني منذ سنوات طويلة.
• هل اضطررت للكذب يوما ما؟.
•• بالتأكيد.. فلا أتصور أن هناك شخصا على وجه العالم لم يكذب من قبل.
• كل إنسان يُخطئ في الحياة، فما الخطأ الذي مقترفتيه وندمت عليه؟.
•• الخطأ الوحيد الذي اقترفته هو أنني عاملت أشخاصا كثيرين بطيبة قلب ولم يستحقوا ذلك.
• وهل عاقبت نفسك على ذلك؟.
•• لم أعاقب نفسي ولكنني أصبحت انتقائية للغاية فيمن أتعامل معهم من أشخاص.
• كيف أصبحت (ساندي) اليوم، ما الذي تغير بها؟.
•• ساندي ماشا الله صارت صبية وشيئا أجدها تفعل مثله.
• وفي النهاية.. ما هو مقدار سعادتها بوجودها معكِ؟.
•• سعادتها كبيرة للغاية، فهي أقرب شخص بالنسبة لي وأراها سعيدة بوجودي إلى جانبها وهذا يجعل حبي لها بمقدار الكون.