عيـــون مريم……… صورنا مقلوبة في مرأة الوجوم

مريم شقير أبو جودة

صورتنا مقلوبة في مرآة الوجوم؟!..
كلما اقتربتُ منكَ افتقدتكَ أكثر..
وكلما ابتعدتُ عنكَ افتقدتني أكثر..
كأننا توازي الوصول.. منحنى اللقاء..
كأننا احتمال الفجيعةِ قبل وقوعها.. وارتحال الابتسامة قبل تشكلّها في قوس الشفاه.
كأننا آخر كأس لعنب الدهشة،.. وماء الاشتياق..
كأننا أنا وأنت، نقفُ على حدّي النقيض..
نرى صورتنا مقلوبة في مرآة الوجوم..
نلمس وجه الفرح بأنامل استطالت
أظافرها تحفرُ أخاديدها وشماً قاتماً على فم الساقية، وصوت العندليب.
كأننا طرفا النهاية، أفلتنا خيط البدايات ليضيع في العاصفة.
كأننا آخر المحبين وأولهم، وكأننا لم نكن سوى طلاء الوهم، ورداء الأكذوبة..
حين نهضنا إلى اللقاء انكسرنا حتى التلاشي..
وحين وقفنا أمام بوابات الوعد، سقطت على رؤوسنا القناديل المطفأة بالرمل.
هل كنا حقاً معاً.. أم أنه الوهم الذي صور لنا أحجية المعنى واضحة المعالم.. فاقتربنا لنلمس جدار الطلسم.
وابتعدنا لنرسم آفاقاً جديدة لمعنى في القلب؟..
كلما اقتربتُ منك افتقدتك، لأنك غائب في حضوري.
وكلما ابتعدتُ عنكَ افتقدتني لأنني حاضرة في غيابك.. وفي غيابي.
كأنما نتشكّل في المعنى أكثر مما تشكلنا الأبجدية..
وكأنما نتوضّح في الضباب أكثر من الصحو.. نظهرُ في الالتباس أكثر من الوضوح.. كأنما عالقان نحن في خليج بلا منارة..
والزمنُ عتمةٌ ورياح..
هل أُبيح لكَ اعتقالي في صداك..
هل تبيح لي نفوري منكَ إليك..
كلانا يدرك أن لا ضفاف، ونبحر دائماً بغية الوصول..
كلانا يدرك معنى الخسران ونراهن دائماً على جياد تنتظر طلقة الرحمة.

You may also like...

0 thoughts on “عيـــون مريم……… صورنا مقلوبة في مرأة الوجوم”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram