عيــون مريم………… يصدمني نبأ رحيلك يا نهاد..

مريم شقير أبو جودة

أثق أن برج إيفل لحظة انحنيت انحنى

تزداد برحيلك شجرة الفن العربي الأصيل يباساً، يمعن الجفافُ أكثر في حدائقها، تنفر طيورها إلى الرحيل، وأنت تغمض عينيك، وتترك قلبك ملوحا على شرفات العاشقين..
كم أتذكرني معك يا نهاد، كم أتذكر أندريه شقيقتك صديقتي وزميلتي، كم تلح اللحظة علي أيامنا في صوفر، وكان الصبا، وكان الشباب، وكانت الحياة أجمل، وصوتك يصدح (بدنا نتجوز عالعيد) وكل شباب العرب تهفو قلوبهم لعيدك، ليعلنوا رغبتهم بالزواج والفرح..
كم أتذكرك وأنت تحمل في شفتيك صوت فريد الأطرش، وتفرشه مدى واسعا للشجن، كم أحبّكَ الكبار، فريد وعبد الوهاب، وكثيرون رأوا فيك الأصالة والأمل بحمل راية الفن النبيل..
يصدمني نبأ رحيلك يا نهاد، أثق أن برج إيفل لحظة انحنيت انحنى، ولحظة أسلمت روحك الطيبة حلقتْ حمائم باريس في كل مكان..
لم تكن مغنيا وموسيقيا وحسب، كنت شاعرا ابن شاعر وأديبا ابن أديب، كم تمتعت وأنا أقرأ قصيدة أبيك المعلقة، وكم أخبرتك أنها سحرتني بـ 400 بيت من الشعر الجميل ..
وحين غنيت من شعر والدك، والله يجمعنا والصبر جميل، أذهلتنا بهذا الانصهار الشفاف والمبدع..
كنت إنسانا غاية في الرقة، أحبك كل من عرفك، وصادقك والتف حولك الجميع، لأنك كنت تحمل على كفيك قلبا من ضوء وعطر..
أبكيك اليوم يا نهاد، أبكي غيابك وأنت ملأت حياة الآخرين بالشذى والمحبة..
وأعرف أنك الليلة وصلت إلى أقاصي الصفاء.. قلبك الفضاءات وصوتك القنديل.

 

You may also like...

0 thoughts on “عيــون مريم………… يصدمني نبأ رحيلك يا نهاد..”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram