مجلس محمد بن زايد يضع الامارات أمام معادلة .. ” العزيمة الصادقة : الإلهام الحقيقي في علم النجاح “

أبوظبي شفيق الأسدي

النظام التعليمي في الامارات هو اليوم أكثر تقدما منه في الولايات المتحدة الأمريكية ” كونه يقوم على الوحدة ” بمعنى أنه موحد في كل الامارات فيما تنفرد كل خمس مدارس في أية ولاية من الولايات الأمريكية بمنهاج خاص بها .

هذا الكلام لم يقله وزير التربية والتعليم الاماراتي في محاضرة تربوية متخصصة ، وانما جاء في المجلس الرمضاني لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصره في أبوظبي وعلى لسان الدكتورة أنجيلا داكورث الحائزة على جائزة ماك آرثر للعبقرية في العام 2013 وأحد مؤسسي مختبر الشخصية.. وصاحبة كتاب ” العزيمة .. قوة الشغف والمثابرة “الذي صنفته نيويوك تايمز أحد أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية .

واللافت

أن هذه المحاضرة وهي الثانية في الموسم الرمضاني الحالي بعد المحاضرة الأولى التي قدمها الشيخ عمر الدرعي مدير ادارة الافتاء في الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والأوقاف بعنوان ” اختطاف الدين وسبل استعادته ” .

فالمجلس الرمضاني للشيخ محمد بن زايد وهو في موسمه العاشر يؤسس لنهج جديد في المحاضرات والندوات الرمضانية التي كانت سائدة في كثير من الدول العربية ومنها الامارات ذاتها والتي كانت تنحصر في تقديم موضوعات لمشايخ دين متنورين حول أهمية الصوم والعبادات والشؤون الدنية الأخرى التي تتصل بقضايا المجتمع .

فجاء هذا المجلس الرمضاني ليحدث تحولا في شكله ومحاضريه وجمهوره والقضايا التي تثار فيه ومثالها المحاضرتان الأولى والثانية اللتين قدمتا في هذا المجلس خلال دورته الحالية . وذلك على غرار المجالس السابقة التي استضافت أهم كبار علماء الدين والعلوم الحديثة والتي شملت قطاعات الاقتصاد والفضاء والبحار والطاقة وعلم النفس لمحاضرين في كبريات الجامعات والمعاهد العالمية ومنها وكالة ناسا الأمريكية .

وبالعودة الى الموسم الحالي للمجلس الرمضاني للشيخ محمد بن زايد ومن خلال محاضرته الثانية ” العزيمة الصادقة : الإلهام الحقيقي في علم النجاح ” للدكتورة داكورث نجد أن هذا المجلس ينفرد الى جانب محاضريه وموضوعاته بسمة اساسية وهي

حرص صاحب المجلس الشيخ محمد بن زايد على حضور معظم الندوات وينصت خلال المحاضرة ويشارك فيها موجها الكثير من الأسئلة الى المحاضر ليكون أكثر تفاعلا معه والموضوع الذي يقدمه ، بصفته المسؤول الأول الذي سيكون منوطا به في الدرجة الأولى تنفيذ الأفكار التي تحملها كل محاضرة قدمت في مجلسه وهو ما تحقق في محاضرة داكورث .

وبمصداقية العالم أشادت داكورث بالفرص والإمكانات المتاحة لتطوير منظومة التعليم في الإمارات.. مشيرة إلى أن المظلة الموحدة للمناهج والأنظمة التعليمية في الدولة يمكن أن تشكل عاملاً حاسماً في تسريع وتيرة تطوير التعليم وتعميم التجارب الإيجابية.. مؤكدة أن مثل هذا النظام لا يتوافر في العديد من الدول حيث يعاني القائمون

على المنظومات التعليمية في العديد من دول العالم صعوبة نفاذ التعليمات والأنظمة والقرارات الجديدة بالنظر إلى الاستقلالية المبالغ فيها لكل مؤسسة تعليمية وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى إبطاء عمليات التطوير المرحلية والطويلة المدى.

وشددت على أن دولة الإمارات قادرة على التعامل مع المفاهيم العلمية الحديثة خصوصاً تلك المرتبطة بتداخل الاختصاصات والجمع بينها.. مشيرة إلى أن ذلك يبدو قريباً من النمط الذي يدار به القطاع في الإمارات.. وقالت : ” من المهم المواصلة في تبني هذا الفكر .. فهو مستقبل العالم “.

وحددت المحاضرة 4 معايير اعتبرتها مفاتيح النجاح.. وهي الشغف وتحديد الأهداف والمثابرة ثم النمو الفعلي

والعقلي.. معتبرة أن تلك المفاهيم مشتركة بين الإناث والذكور وفي المجتمعات الفقيرة والغنية على حد سواء .

وأكدت داكورث أن هناك طلب هائل بين المعلمين على الاستفادة من البحوث العلمية حول الشخصية بشكل عملي في الفصول الدراسية اليومية.. لذا فهي تعمل مع العلماء والخبراء التربويين لاكتشاف طرق أكثر فاعلية لغرس السمات الشخصية من خلال الملاحظات التي تعطى للطلبة وتأليف كتب إرشادية تترجم الأبحاث العلمية حول تنمية الشخصية إلى ممارسة عملية في الفصول الدراسية اليومية.

ونوهت إلى مساعيها لتسهيل التبادل الرقمي للبحوث العلمية حول تطوير الشخصية.. حيث يتوقع أن تسهم

الكتب الإرشادية ومنصة التبادل الرقمي في توفير الوقت وتكاليف إجراء البحوث على الشخصية في المدارس بما لا يقل عن 10 أضعاف .

إن مجلسا بهذا المستوى تتبناه قيادة سياسية في شهر رمضان ويحظى بمحاضرين من كبار العلماء في العالم بتخصصاتهم المختلفة وحضوره من قبل قيادات المجتمع لابد أن يسهم الى جانب كل المبادرات التحديثية والعلمية التي تشهدها الامارات في احداث تطور كبير في المجتمع الذي يستضيف هكذا مجلس . ويؤكد أن الامارات عرفت طريقها نحو ” العزيمة الصادقة : الإلهام الحقيقي في علم النجاح ”

You may also like...

0 thoughts on “مجلس محمد بن زايد يضع الامارات أمام معادلة .. ” العزيمة الصادقة : الإلهام الحقيقي في علم النجاح “”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram