“أم الإمارات”.. قيادة نحتفي بإنجازاتها……..بقلم محمد خليفة المبارك

مقال بقلم: سعادة محمد خليفة المبارك

رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة

عند الحديث عن الاحتفاء بالريادة والإنسانية، والإمعان في سرد قصص النجاحات والتمكين التي أسهمت في بناء منظومة مجتمعية أساسها المرأة الإماراتية، فإن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تكون حاضرة على الدوام في جميع الميادين.

إن هذه الشخصية التي استلهمت من بيئتها الإماراتية العربية الأصيلة معاني العطاء، والتكافل الاجتماعي، والبساطة في الحياة، نجحت في نقل قيمها ومفاهيمها إلى مجتمع بأكمله، عبر إطلاق العديد من المبادرات التي أسست لحركة نسائية قادرة على المساهمة بقوة في نهضة المجتمع، ليكون لها الدور الأبرز في دعم المرأة والأسرة، عبر تنفيذ خطط وبرامج استراتيجية لتمكين المرأة وتفعيل مشاركتها في مختلف مجالات التنمية، وذلك إيماناً من سموها بأن ابنة الإمارات تستحق أن تعيش حياة كريمة عزيزة.

قد لا يختلف اثنين على أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، قد أدرك مبكراً أهمية المرأة باعتبارها جزءاً فاعلاً في بناء المجتمع، ما حدا به إلى إسناد مهمة تعزيز مكانة المرأة إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، وهو ما وصفه “طيب الله ثراه” في قوله “إن الشيخة فاطمة نجحت في استيعاب أهدافي وأفكاري، وحولت هذه الأفكار إلى تجارب ناجحة في كل الميادين”.

وما نشهده اليوم، دليل على حكمة هذه الرؤية السديدة التي بدأت قبل نحو نصف قرن، إذ تعيش دولة الإمارات اليوم مرحلة قطف الثمار، فقد أصبحت المرأة عنصراً فاعلاً في المجالات كافة، بل وأثبتت جدارتها في شغل مناصب قيادية مختلفة، يحفزها في ذلك إيمان قيادة الدولة بقدرة المرأة على العطاء، ودعم “أم الإمارات” المتواصل الذي يمكننا الاستدلال عليه من خلال ارتفاع نسبة النساء الإماراتيات، وإقبالهن على الانخراط في سوق العمل منذ أكثر من 30 عاماً، لتشغل المرأة أكثر من نصف من الوظائف الحكومية.

لم يتوقف الأمر على الوظائف، بل وصل إلى مراكز القيادة الوطنية، ممثلة بارتفاع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في عضوية المجلس الوطني الاتحادي لتصل إلى 22.5% من إجمالي أعضاء المجلس، وما لا يمكن تجاهله أيضاً هو تولي الدكتورة أمل القبيسي رئاسة المجلس الوطني الاتحادي باعتبارها أول سيدة في الوطن العربي يتم انتخابها لرئاسة البرلمان، ليس ذلك وحسب، بل إن تمثيل المرأة في مجلس الوزراء بتشكيلته الحالية بلغت 27.5%، لتصبح دولة الإمارات بذلك نموذجا في تعزيز مكانة المرأة وتمكينها من القيادة إلى الريادة، فهي الوزيرة والسفيرة، والبرلمانية، والشرطية والعسكرية والأم المعطاءة والعاملة المنتجة.

وفي خضم هذا السرد الذي لا يوفي “أم الإمارات” حقها، تواصل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وللعام الثاني على التوالي تنظيم “مهرجان أم الإمارات” الذي سيقام على كورنيش أبوظبي خلال الفترة من 26 مارس إلى 4 أبريل، لنجدد احتفاءنا برؤية وعطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والذي تتمحور مختلف مناطقه وأنشطته حول ترسيخ معاني الحكمة والريادة وغيرها من الموضوعات القيّمة، ولنعرب على طريقتنا عن امتناننا للدور الهام الذي لطالما رسخته “أم الإمارات” في غرس قيم المسؤولية والعطاء والوفاء، والتأكيد على أهمية الحوار والتقارب مع العالم.

هذا المهرجان الذي نجح العام الماضي باستقطاب أكثر من 133 ألف زائر سيقدم رسالة مؤثرة حول تنمية المجتمع والتعاون بين أفراده، من خلال مناطق المهرجان التي تعبر عن الإرث الإنساني الذي زرعته فينا “أم الإمارات”.

ما ذكرته آنفاً، لا يعبر في الواقع عن ما قدمته “أم الإمارات” في مسيرتها لأبناء وطنها وبناء حاضرها، وما نحن بصدده اليوم، بادرة وطنية تسعى إلى توثيق هذه الإنجازات وهذه المسيرة الوطنية الواعدة والمشرفة في مساحة إبداعية ومبتكرة نستقي من خلالها الإلهام والرؤى والقيم التي أرستها فينا سمو الشيخة فاطمة وتحفزنا على مواصلة العمل وتبني أفكارها من خلال متابعة المراحل التاريخية لمساهماتها في بناء الدولة وتطورها.

 

You may also like...

0 thoughts on ““أم الإمارات”.. قيادة نحتفي بإنجازاتها……..بقلم محمد خليفة المبارك”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram