تمشي في شوارع دبي الأنيقة وأحيائها الخضراء وحدائقها المدهشة، تلتقي العالم بأجمعه في هذه المدينة التي لا تقبل إلا بالمركز الأول مكانة لها، فجاءت القيم الموروثة التي جعلت من الإماراتي نموذجاً للمضيف الراقي الذي يستقبل أكثر من 200 جنسية من حول العالم، يرحب بهم في وطنه مقيمين وضيوفاً وعابرين، ناشراً السعادة بينهم والتي جاءت كنتيجة لرؤية القيادة الرشيدة، والعمل المتواصل والجهد الكبير للإماراتي الذي وضع يده في يد الجميع تسامحاً ومحبة ورحمة، فساهموا جميعاً يداً بيدٍ في عمليتي البناء والتنمية، انطلاقاً من الموروث الجميل وصولاً إلى المفاهيم الحديثة التي تتجسد في وضع الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، وتعزيز موقع الدولة في مؤشر التنمية البشرية.

“أسعد شعب”، حصد المرتبة الأول عربياً والمرتبة 28 عالمياً في خامس مسح أجرته الأمم المتحدة عام 2016 على مستوى دول العالم، لقياس مدى الرضا والسعادة وصولاً للرفاهية الاجتماعية، الأهداف الجوهرية للسياسة العامة في الإمارات. وتوالت التكريمات لهذا الشعب الراقي، فاحتل المركز الأول إقليمياً والثالث عالمياً في مؤشر التسامح المدرج ضمن منهجية تقرير الكتاب السنوي العالمي لعام 2016، الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا، وتلك كانت ثمار فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتكاتف جهود المؤسسات في القطاعين العام والخاص لتحقيق رؤيته الحكيمة.

وجاءت قيمة “التسامح” المتأصلة في الشخصية الإماراتية لتصبح على مدى السنوات الماضية جزءاً لا يتجزأ من الهوية الإماراتية التي تفردت بها بين المجتمعات العربية وتربعت من خلالها على قمة المجتمعات العالمية في التعايش مع الآخر، ليكون المبادر في إعلانها سياسة عامة للدولة، المعلم الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، موجهاً من قلبه الكريم رسالة فريدة إلى العالم القاطن على أرض الإمارات، مؤكداً لهم جميعاً الإمارات تفاخر الناس والعالم بتسامحها كدولة يعيش فيها جميع البشر بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي، وأن الجميع يعيش ويعمل في الإمارات لبناء مستقبل أبنائهم من دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق”.

وبالتزامن مع احتفالية اليوم العالمي للتسامح، نظمت “جائزة محمد بن راشد للتسامح” مسيرة في نوفمبر 2016 بحديقة البرج تحت شعار “التسامح يجمعنا” الذي رفعه المشاركون من مختلف الجنسيات، تتقدمهم الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة التسامح.

وشارك في المسيرة الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للتسامح، أحمد المنصوري، والأمين العام لمجلس دبي الرياضي، سعيد حارب، والمدير التنفيذي لقطاع الترخيص والرقابة في هيئة تنمية المجتمع، الدكتور عمر المثنى، وسفيرة جائزة محمد بن راشد للتسامح، الإعلامية لجين عمران، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الدينية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، ووصل عدد الجنسيات المشاركة إلى أكثر من 126 جنسية.

“الهدف من المسيرة الاحتفال بيوم التسامح العالمي، وتكريس قيمة التسامح في الدولة عبر مشاركة كل الأديان والجنسيات معاً”، كان ذلك حديث الشيخة لبنى القاسمي في كلمة لها قبل البدء بالمسيرة ، مشيرة إلى أن “رسالة التسامح التي ترسلها الإمارات لا تستثني أحداً، فهي موجهة للجميع، للمواطنين والمقيمين، في الدولة، بهدف تأصيل قيم التسامح والتعايش واحترام التعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً، وهو ما يغرس في عمق المجتمع الإماراتي من تعاليم الإسلام والدستور الإماراتي وإرث زايد والأخلاق الإماراتية”.

وكان سعادة أحمد المنصوري، قد أعلن سابقاعن إطلاق إشارة التسامح خلال مؤتمر صحفي في فندق أرماني بدبي، مؤكداً أن “الإمارات موطن التسامح وعاصمته العالمية دبي، وذلك بفضل السياسات الحكيمة والمبادرات البناءة التي تقدمها وتنفذها الدولة قيادة وحكومة وشعبا، وسعي اليد الواحدة لتجسيد قيم التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان التي تشكل النسيج المجتمعي للإمارات”. وشهد المؤتمر كذلك إعلان الاعلامية لجين عمران سفيرة للجائزة، مطلقة إشارة التسامح بالتزامن مع تراقص نافورة برج خليفة على أنغام السلام الوطني، كما تم اطلاق حمام السلام ليحمل معه رسالة دبي المتسامحة إلى العالم.

يذكر أن المشاهدات التي حققتها تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من رسالة التسامح على حساب سموه الشخصي على موقع «تويتر»، قد حققت أكثر من مليوني مشاهدة، فيما تلقت تغريداته أكثر من 100 ألف تفاعل من متابعيه، وعلى حساب سموه في «فيس بوك» حصدت الرسالة أكثر من 800 ألف مشاهدة، إلى جانب أكثر من 25 ألف مشاركة وتعليق، وعلى الـ«لينكد إن» قرأ الرسالة وتفاعل معها أكثر من 165 ألف شخص.