محتجون في جنوبي الجزائر يمنعون حفلا غنائيا ويطالبون بمشاريع التنمية

محتجون في جنوبي الجزائر يمنعون حفلا غنائيا ويطالبون بمشاريع التنمية

ألغت السلطات المحلية في ولاية ورقلة، جنوبي الجزائر، حفلا غنائيا كان مقررا يومي الخميس والجمعة إثر احتجاجات ضده طالبت بصرف المبالغ المدفوعة للمغنين على مشاريع التنمية والخدمات الاجتماعية.

وخرج مئات المحتجين في الولاية الصحراوية الغنية بالنفط استجابة لدعوة ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف منع إقامة الحفل.

ورفعوا لافتات كتبت عليها شعارات “سكان ورقلة يطالبون بخفض فواتير الكهرباء، وتوفير المياه، وبناء المستشفيات، بدل صرف الأموال في حفلات الغناء”، و”السيد الوالي، ورقلة بحاجة للطرق وليس للسهرات”.

وتجمع المحتجون في مكان إقامة الحفل، واعتصموا إلى وقت متأخر ليلا، ثم أقاموا صلاة العشاء جماعة على مرأى من أفراد الأمن الذين كانوا يطوقون مكان الاحتجاج.

واعتقلت الشرطة عددا من المحتجين، لكن سرعان ما أفرجت عنهم بعدما كثرت أعدادهم، ولم تسجل أي اشتباكات أو صدامات بين المحتجين وأفراد الأمن.

آراء متباينة

تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر مع احتجاجات ورقلة الأخيرة بشكل واسع.

وكتب شافو رضوان أن هذه الاحتجاجات “سلوك حضاري سلمي فيها رسلة للحكومة الجزائرية”، مضيفا أنه “لا يمكننا أن نرقص ونحن بحاجة ماسة إلى تنمية محلية حقيقة شاملة وعادلة”.

وتقول مغردة على توتير تُدعى “جينان”: “نعم رفضنا الرقص على أنين مرضانا في طريقهم إلى العاصمة”، في إشارة إلى اضطرار بعض المرضى إلى الانتقال من ورقلة إلى الجزائر العاصمة لمسافة 900 كيلومتر من أجل تلقي العلاج.

أما عبدو سمار، وهو صحفي وناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، فعبر عن مساندته لمطالب شباب ورقلة، ولكنه استهجن إقامة الصلاة في موقع الاحتجاج، ووصف هذه العمل بأنه أمر “يدعو للقلق، وأنه استغلال ديني لمطلب اجتماعي”.

وهناك مَن عبر عن مخاوفه إزاء الاحتجاجات، ومن بينهم مديرة صحيفة الفجر الجزائرية، حدة حزام، التي حذرت في مقال افتتاحي من “الخطر الآتي من ورقلة”.

وقالت إن “التظاهرة الغريبة التي واجه بها سكان ورقلة حفلات الغناء المبرمجة هناك، عندما أقاموا صلاة العشاء في الشارع، لم يعرقلوا فقط الحركة بل الرسالة كانت واضحة للسلطات وهي أنكم همشتم الجنوب وتركتموه فريسة للسلفية التي ستتحول عما قريب إلى سلفية جهادية مثلما عشناها سنوات الدم”.

ويوضح المشرف على صفحة “ورقلة اليوم” على موقع فيسبوك، وهي صفحة مستقلة، تعنى بأخبار الولاية وانشغالات سكانها، أن خروج المحتجين لم يكن مدفوعا بأي خلفية سياسية.

ويقول إن الاحتجاجات اكتسبت زخما بمرور الوقت وجلبت أعداد كبيرة من سكان المدينة الذين كان لهم اعتراض على إقامة الحفلات الغنائية بدل الاهتمام بالخدمات الاجتماعية.

وأشار إلى أن أحزابا سياسية وبرلمانيين في الولاية تجاهلوا الدعوة إلى الاحتجاج في البداية، ومنهم من كان ضدها، ولكن موقفهم بعد نجاحها تغير، على حد تعبيره.

احتجاجات على الغاز الصخري

تعرف ورقلة في الجزائر بأنها ولاية النفط، لأنها تضم أهم حقول النفط الجزائرية وهو حاسي مسعود. وتبعد عن العاصمة الجزائر بنحو 900 كيلومتر جنوبا في الصحراء.

وقد شهدت موجة احتجاجات في السنوات الأخيرة على قرار الحكومة باستغلال الغاز الصخري.

كما يطالب سكان ورقلة بمشاريع تنمية تحسن من مستوى المعيشة والخدمات الصحية الاجتماعية وخفض تسعيرة الكهرباء التي تثقل كالهم في الحر الشديد، وبفرص عمل أكبر في شركات النفط

———————-

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.

إلغاء حفل غنائي في ولاية ورقلة، جنوبي الجزائر، بعد احتجاج السكان على إقامته، ومطالبتهم بتخصيص الأموال المدفوعة للمغنين لمشاريع التنمية والخدمات الاجتماعية.

http://www.bbc.com/arabic/middleeast-44992587

You may also like...

Sorry - Comments are closed

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram