رائدا الفضاء التوأمان كيلي: الإماراتيون أفضل من يشاركون «ناسا» في رحلة المريخ

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عصر أمس، خامسة محاضرات مجلس سموّه في شهر رمضان المبارك، ألقاها الضابطان المتقاعدان في القوات البحرية الأميركية، رائدا الفضاء بالإدارة الوطنية للملاحة الجوية «ناسا»، التوأمان مارك وسكوت كيلي. وخلص المحاضران في المحاضرة التي حملت عنوان «لا حدود للفضاء: دروس قيّمة من تجربة رائدي الفضاء التوأمين كيلي»، إلى أن الهدف الذي تعمل «ناسا» على تحقيقه، وهو الوصول إلى المريخ، يحتاج إلى التعاون بين أكثر من دولة، واتفقا على أن أفضل من يمكن أن يشاركوا الوكالة الأميركية في

رحلة المريخ هم الإماراتيون.

وأكدا أنهما زارا قبل المحاضرة وكالة الإمارات للفضاء واطلعا على برنامج الفضاء الإماراتي، مشددين على أنه سيكون المحفز للأطفال والشباب لكي يذهبوا إلى العلوم والتكنولوجيا في مجال الفضاء.

وشهد المحاضرة بجانب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كل من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ورئيسة المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وعدد كبير من الشيوخ والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار الشخصيات.

وتضمنت المحاضرة ستة محاور رئيسة، هي التعريف بدراسة لـ«ناسا» أجريت على التوأمين، في الفضاء، وما هي التغييرات التي طرأت على التعبير الجيني للتوأمين، وهل هناك حد أقصى للمدة التي يمكن للإنسان أن يمكثها في الفضاء من الناحيتين البدنية والنفسية، وما تأثير الدراسة التي أجريت على التوأمين في بعثة السنوات الثلاث إلى المريخ، وأخيراً التجارب والدروس المستفادة من العمل الجماعي، والتأقلم مع قضاء عام في الفضاء.

وقال سكوت كيلي: «في الفترة ما بين عامي 2015 و2016 أجرت وكالة ناسا تجربة فريدة من نوعها عليّ وشقيقي مارك، حين أرسلتني إلى الفضاء فيما بقي توأمي على الأرض، بهدف معرفة كيفية تأثير رحلات الفضاء الطويلة الأجل في الجسم البشري، ومقارنة الفروق الوراثية بيننا، وبعد أن أمضيت سنة كاملة على متن محطة الفضاء الدولية، وعدت إلى الأرض، كانت النتائج الأولية صادمة بالنسبة للعلماء».

وأضاف: «على الرغم من كوني لم أحطم الرقم القياسي في قضاء أطول مدة في الفضاء، إلا أنني أول أميركي يقضي تلك المدة في الفضاء، وكان يرافقني في هذه الرحلة رائد الفضاء الروسي ميخائيل كورنينكو، وخلال فترة مكوثي في الفضاء كنت قادراً على رؤية أوقات شروق الشمس وغروبها في أنحاء متفرقة من العالم، وحين عدت إلى الأرض شعرت بأنني كنت في الفضاء أطول بشكل ملاحظ، فقد زاد طولي نحو أربعة سنتيمترات، وذلك لحدوث تمدد في العمود الفقري نتيجة انعدام الجاذبية، لكن سرعان ما عدت إلى طولي الطبيعي بعد هبوطي على سطح الأرض، كما أنني عدت أصغر سناً بـ 0.01 ثانية، وذلك بسبب زيادة الوقت».

وبدوره قال توأمه مارك كيلي: «الحياة في الفضاء مختلفة عن الأرض لملايين الأسباب، وعلى الرغم من أن الخضوع لتلك التجربة أمر مذهل وبديع، إلا أن هناك آثاراً جانبية بدنية ونفسية لابد أن نمر بها نتيجة ذلك، منها الإصابة بتمزق عضلي والشعور بالتعب والإحساس باحتراق الجلد، وذلك بسبب ظروف انخفاض الجاذبية في الفضاء، وكذلك فقدان الكالسيوم من العظام وانخفاض كثافتها».

وتحدث سكوت عن الدراسة التي أجرتها «ناسا» عليه وتوأمه، قائلاً: «على الرغم من إرسال رواد الفضاء بشكل دائم إلى الفضاء على مدى العقود الماضية، مازالت التغيرات الجسدية والعقلية غير واضحة حتى الآن، وقد تكون نتائج هذه الدراسة حاسمة بالنسبة للبعثات طويلة الأجل، مثل رحلات المريخ المستقبلية، إذ وجد الباحثون أن أحد مكونات الحمض النووي (التيلومير)، لديّ نما بصورة أطول قياساً بتوأمي مارك الذي ظل على الأرض مدة سنة كاملة، وهو ما شكل مفاجأة صادمة لهم».

وأضاف: «رصدت الدراسة وجود تغيرات في الحمض النووي لدينا نحن الاثنين، خصوصاً عندي، حيث أضيفت جزيئات تسمى مجموعات الميثيل إلى الحمض النووي، ولكن هذا الاكتشاف كان أقل دهشة بالنسبة للعلماء من ذاك المتعلق بنمو الحمض النووي، ما يعني أن من يقضون فترة معينة خارج الغلاف الجوي الأرضي، قد تتأخر الشيخوخة لديهم على اعتبار أن ضياع المعلومات الجينية هو الذي يجلب عدداً من أعراض التقدم في العمر، مثل التجاعيد وضعف الذاكرة». وتحدث سكوت كيلي عن قصة بناء المحطة الفضائية الدولية خارج كوكب الأرض، قائلاً: «خلال 20 سنة كانت هناك 100 رحلة للفضاء من أجل تأسيس برنامج فضائي، فيما احتاج بناء المحطة الدولية للفضاء نحو 210 رحلات تكلفت 150 مليار دولار لكي تصبح المحطة مختبراً علمياً شاملاً، وحينما صعدنا إلى المحطة لم نجد أموالاً، ولكننا وجدنا علوماً ننهل منها». فيما تحدث مارك كيلي عن الأسباب التي تدفعهم في «ناسا» إلى الذهاب للمريخ قائلاً: «التاريخ بين أن المجتمعات التي تتوقف عن النمو تتوقف كذلك عن البناء، والمريخ كان يشبه الأرض كثيراً في فترة سابقة واليوم بات فيه 95% من ثاني أكسيد الكربون، أي أن الأكسجين بات قليلاً جداً بعد أن كانت الأجواء في الكوكب الأحمر تشبه إلى حد كبير الأجواء في الأرض، وبما أننا نعتقد أن تاريخ المريخ هو مستقبل الأرض نسعى جاهدين للوصول إلى المريخ والمكوث فيه ما لا يقل عن سنة لدراسة أوضاعه، وهي رحلة قد نقطع خلالها 29 مليون ميل في ستة أشهر». وأضاف: «أعتقد أن أول شخص سيسير على سطح المريخ هو موجود في عالمنا، وأكثر الأمور صعوبة لتحقيق هدف الوصول إلى المريخ، لكننا نعمل الآن على تحويل هذا الإطار إلى واقع قابل للتنفيذ وهذا يحتاج إلى التعاون بين أكثر من دولة، وأرى أن أفضل من يمكن أن نشركهم في رحلتنا إلى المريخ هم الإماراتيون».

You may also like...

0 thoughts on “رائدا الفضاء التوأمان كيلي: الإماراتيون أفضل من يشاركون «ناسا» في رحلة المريخ”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram