سفيرة النوايا الحسنة تهامة بيرقدار: حملاتي الإنسانية جابت العديد من الدول وقريباً في الداخل السوري

المنارة دبي: حوار عبدالله شعبان

الإعلامية والمنتجة تهامة بيرقدار بعد تنقلها بين أهم وأبرز محطات التلفزة العربية، وشغلها مناصب عدة من أهمها مستشارة في الإتيكيت والبروتكول من عام 2007 – وحتى عام 2012، حصلت على منصب سفيرة النوايا الحسنة من منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فرع (ساند).التقتها المنارة وكان الحوار التالي:

@ في البداية كيف تفضل تهامة أن يوجه لها الحديث كإعلامية أم كسفيرة أم مدربة إتيكيت؟.
@@ أنا أفضل تهامة الإنسانة ولا أحب الألقاب والرتب إلا إذا كان ذلك ضروريا في المناسبات.
@ بعد حصولك على لقب السفيرة، كيف تجد تهامة نفسها بين تلك المنظمات والعدد الهائل من السفراء من الشخصيات الإعلامية والعامة (بحيث أصبح لقب السفير يشترى ويباع على صفحات التواصل الاجتماعي).


@@ أنا بعيدة جدا عن موضوع المنظمات والسفراء والترتيب للقب، ولقد نصبت سفيرة بعد مساهماتي الشخصية والفردية في عدة مجالات، فكان اللقب والتنصيب كتكريم لما قمت به من خلال حملات شخصية ومبادرات فردية، والفرق بيني وبين السفراء الأخرين أنني لست على رأس عمل كموظفة في المنظمة، أو أتلقى الدعوات لتغطية أعمال إنسانية في مخيمات معينة، فعملي بعيد كل البعد عن هذا الموضوع ولست مرتبطة بأية عمل تنظيمي لأي منظمة ولا أجمع الأموال ولا أتلقى الدعم من أي جهة، فكل مبادراتي شخصية وعلى نطاق ضيق جدا لا يتجاوز المساهمات العائلية، حتى عملي مع منظمة الأمم المتحدة فهو عبارة عن مبادرات شخصية تضاف لمبادرات المنظمة فقط لا غير، وكان تكريمي من المنظمة كسفيرة لجهودي الخاصة التي أضافت للعمل الإنساني التي تقوم به المنظمة، ولست موظفة كغيري في الأمم المتحدة ولا أطالب بجمع المساعدات أو التبرعات أبدا.
@ كم تبلغ قيمة التبرعات الشخصية التي قدمتها تهامة للعمل الإنساني إلى الأن؟.
@@ أنا لا أقدر المبالغ المالية بالأرقام، بل المساعدات المعنوية أهم بكثير خلال عملي على مدة أربع سنوات في هذا المجال، أؤكد لكم أن المساعدات المعنوية أهم بكثير من التبرعات والأمور المادية، وهذا الموضوع تستطيعون فهمه على الأرض مع المحتاجين للدعم المعنوي فهو يعني لهم الكثير.
وأستطيع القول أن كل مساهماتي المادية كانت على نطاق صغير شخصي وعائلي في عديد من المناطق، وبالتحديد الأردن وذلك بسبب التسهيلات الموجودة في الأردن.
@ مؤخرا كانت لك حملتان في لبنان وقد تم تصويرها على مواقع التواصل؟.
@@ نعم بالفعل، جميع المبادرات التي سبقت حملة لبنان لم تصور كما قلت لك كانت مساهمات شخصية وعلى نطاق ضيق وحسب الإمكانيات الشخصية، وقررنا أنا وفريق العمل لدي أن ننقل المبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك ليس لجمع تبرعات أو زيادة في تنظيم المساعدات، ولكن كان الهدف هو مشاركة الكل في إظهار قيمة الدعم المعنوي لللاجئين ولبث روح المساعدة لدى الجميع، وتعريف الناس بالاحتياجات الحقيقية لهؤلاء اللاجئين، وكانت النتيجة عظيمة.


@ ما الفرق بين حملاتك الشخصية قبل اللقب وبعد لقب السفيرة؟.
@@ كوني إعلامية فأنا أملك العدد الهائل من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، فكان. الفرق واضحا جدا، فبعد تصويري لعدة حملات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعية وتنصيبي كسفيرة انهالت علي طلبات المساعدة خصوصا من المجتمع الخليجي، ودائما كان الرد أن من يستطيع أن يساعد يوجد مكاتب كثيرة لتجميع المساعدات.
@ على شبكات التواصل لديك حملات عدة، ولكن لفتنا حملة الحديقة، هل لنا أن تكلمينا عن هذه التجربة ؟,
@@ نعم لقد كانت الحملة الفريدة من نوعها في العالم لعدة أسباب: أولها المخيم التي قامت به المبادرة هو مخيم عشوائي وغير مدرج تحت اسم لمخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فكانت رائعة، وهي عبارة عن إنشاء حديقة كانت حلم لأحد اللاجئين وتحقق الحلم وأنشئت الحديقة في المخيم وأصبحنا نزور الحديقة كل سنة على الدوام.
وكانت هذه الحديقة عبارة عن حديقة ألعاب مع العلم أن المنطقة صخرية واضطررنا الى تمهيد الأرض بالكامل، وقمنا بتزويد المخيم بالكامل بالأدوات الكهربائية وجميع المستلزمات وبمساعدة كبيرة من المسولين في مدينة عكار اللبنانية، وكانت النتائج إيجابية جدا للجميع، وقمنا بدعوة منظمة أطباء بلا حدود الى المخيم مما ساهم في إرسال الأدوية وجميع مستلزمات اللقاحات، وكانت الفكرة الأساسية هي الحديقة التي لفتت الانتباه إلى المخيم المنسي.
@ كيف يتم اختيار التوقيت والمكان للحملات التي تقومين بها؟.
@@ أنا أختار المكان والتوقيت والفكرة لسبب مهم وهو وجودي في السابق بتلك المناطق، فحملاتي دورية وتراتبية ومنتظمة لإتمام الأمور، وعندما أختار عنوان ومكان الحملة نقوم أنا وفريق العمل بوضع الخطة المناسبة، ويقوم الفريق بالتواجد في المخيم المختار لإتمام المهمة على أكمل وجه.
@ هل سبق لك أن قمت بأي حملة في الداخل السوري؟.
@@ في الداخل السوري الاتصالات جارية بالتعاون مع السفارة السورية في أبوظبي، ويتم الاتفاق على أكثر من حملة إن شاء الله بالتعاون مع المنظمات الداخلية، وقريبا سوف تكون الحملة على نطاق واسع إن شاء الله، وسف تكون موجهة للنواحي التربوية والتعليمية والصحية وأنا بانتظار الترتيبات.
@ حسب مشاهداتنا لما قمت به من حملات ومساعدات، هل لك أن تصفي لنا بعض المواقف التي أثرت بك خلال قيامك بهذا العمل؟.
@@ الموافق كثيرة والمعاناة كبيرة، ولكن هناك ما يخفف علينا الأمور ألا وهو الجانب المعنوي، ففي أحد المخيمات المهملة والتي كان الوصول اليها صعبا جدا، وبعد عناء طويل في الطريق بسبب التضاريس، وعند وصولنا للمخيم كانت المساعدات على شكل طرد غذائي بسيط، وقد ذكرت لك بالسابق أن المساعدات شخصية وبسيطة، أوقفتني طفلة عمرها تسع سنوات وأثناء التصوير بكت الطفلة وقالت: نحن لا نريد فقط مستلزمات الأكل والشرب واللبس، ولكن نحن نريد أن نتعلم،.. والحمد لله خلال ستة شهور تم تأمين المناهج والمدرسين للمخيم وأقمنا المدرسة، وأصبحت لدينا زيارات دورية لهذه المدرسة، وهنا كان ثمرة الجهد المبذول، وأصبحنا على علم أكثر بمتطلبات اللاجئين المنسية تماما، وكان هذا الموقف كنقلة نوعية في داخلي لمفهوم العمل الإنساني الحقيقي.
@ كيف لتهامة أن تستمر بهذا العمل بعدم وجود الفريق الكامل والمتكامل؟.
@@ كما قلت لك بعد عدة زيارات للمخيمات تنشأ علاقة كبيرة بينك وبين الناس المحتاجة للمساعدة، ولا تستطيع أن تتركهم لوحدهم أبدا، والحمد لله نقوم بالزيارات الدورية لجميع المخيمات التي قمنا بمساعدتها.
@ لماذا تعتمد تهامة تصوير الحملات في الفترة الأخيرة؟.
@@ المسؤولية الكبيرة حتمت علي أن أصور الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن الهدف هو لقب السفير بل بالعكس تماما كان الهدف الأساسي هو توصيل الصورة الحقيقية لمعاناة اللاجئين واحتياجاتهم، وتشجيع الجميع على فعل الخير، وبالمناسبة أنا لم أبحث عن اللقب أبدا بل أتاني بمحض الصدفة، والعمل الإنساني بدأت به من نابع إنساني وسوف أستمر به بنفس الدافع، وكانت جميع حملاتي التي قمت بها من تمويل شخصي وعائلي، وبالتصوير كان لدي دافع ثان وهو توصيل الصورة لهذه الحملة وكانت دائما ردود الفعل رائعة جدا، وبعد حصولي على اللقب أصبح لدي منبر لتوصيل صوت هذه الفئة من الناس.
@ هل قامت منظمة الأمم المتحدة بالتسهيلات المناسبة لمتابعة عملك الإنساني؟.
@@ في الوقت الراهن لم تقدم المنظمة شيئا، فكل الحملات شخصية مني ومن عائلتي، ولكن في القريب العاجل تم الاتفاق على بعض الخطوات الرائعة وسوف نعلن عنها قريبا.
@ كيف تجد تهامة العمل الإنساني في دولة الإمارات؟.
@@ أكيد أنا شهادتي مجروحة بالعمل الإنساني بالنسبة لدولة الإمارات، وخصوصا هذا العام الذي اعتمد كمبادرة لصاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة رعاه الله، وهي مبادرة عام الخير، والإمارات العربية سباقة بمثل هذه المبادرات وبفعل الخير في جميع بقاع الأرض، ولقد شاركت بعدة حملات في دولة الإمارات في هذا الخصوص.
@ ماهي المناطق التي كانت ساحة لحملاتك الإنسانية؟.
@@ كان لنا تواجد كبير في الأردن ولبنان وتركيا وقريبا الداخل السوري، والحلم الكبير دخول المناطق الحدودية مع العراق إن شاء الله.
@ ما هي مشاريع تهامة الإعلامية الجديدة؟.


@@ الحمد لله لدي مشروع إعلامي جديد سوف يظهر للجميع قريبا يحمل الجوانب الاجتماعية والتوعوية ويناسب الأسرة العربية.
@ لدى تهامة شهادات بالبروتوكول، هل لك أن تحدثينا عن هذا الجانب لديك؟.
@@ البروتوكول والإتيكيت هو بالنسبة لي هواية، وهو علم واسع، أحببت هذا المجال ودرسته جامعيا وهو جدا قريب من شخصيتي، وبعد الدراسة أصبحت أدرسها في بعض المحطات العربية للمهتمين بها، وأصبحت أدخل البعض منها الى الإعلام عن طريق المحاضرة بإتيكيت الإعلام وهو منهج كامل وأصبحت مطلوبة جدا، والوسط الإعلامي حاليا بحاجة الى الإتيكيت الإعلامي وخصوصا في ساحات السوشيل ميديا، فكل الإعلامين الأن لديهم عشرات ألاف المتابعين، والجمهور لا يستهان به فيجب احترام هذا الجيل الكامل من المتابعين بمعايير حضارية وتوجيهية صحيحة، وللأسف ساحات السوشيل ميديا الآن مليئة بالأخطاء الكبيرة والمشاكل العقيمة يجب منهجتها بطريقة أفضل.
@ ممكن تقوم تهامة بتقديم النصائح البروتوكولية على السوشيل ميديا؟.
@@ السوشيل ميديا الأن لا يوجد بها هذه الرقابة وكل شيء متاح، وهذه هي الحاجة الكبرى للبرتوكول، ولقد قمت ببعض المحاضرات في شرح البرتوكول واستخدام السوشيل ميديا، والمهمة صعبة وكبيرة جدا ونحن في طريق المحاولة، ولذلك اعتمدت الرسالة الإنسانية لتكون الرسالة أقوى وأسمى.
@ كيف يستطيع الشخص الطبيعي أن تصل اليه مبادرات العمل الإنساني؟.
@@ الشخص الطبيعي يستطيع أن يلاحظ الفرق بين الحملات الدعائية وبين الحملات الإنسانية الحقيقية التي توجد فيها الاستمرارية والوصول إلى النتيجة المرضية لتغير حالة المعاناة كاملة، كما ذكرت سابقا أنا لا أذهب للمخيم مرة واحدة لموضوع معين، بل بالعكس هناك أمور يجب متابعتها متابعة يومية.

You may also like...

0 thoughts on “سفيرة النوايا الحسنة تهامة بيرقدار: حملاتي الإنسانية جابت العديد من الدول وقريباً في الداخل السوري”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram