سالم بن ابراهيم السامان – دفتر العمر

مسيرة مكللة بالغار لصاحب السمو رئيس الدولة

مبادرات إنسانية دورية ومنتظمة عمت الوطن والعالم

أعود معكم اليوم بسلسلة حلقات جديدة، بإطار ومواضيع مختلفة، لا تقل أهمية وشأناً عن سابقتها، حلقات عشت جزءاً من تاريخها بالكلمة والصورة.. عشت مع شخوصها الذين بنوا هذه الدولة، وكذلك من ساعد في بناء الوطن.. الحلقات القادمة هي عبارة عن الاهتمام الرسمي والشعبي ببناء الوطن، ومفردات البناء، ومقارنة بين الماضي والحاضر.. الماضي بكل معاناته وجماله، أيضاً ورجالاته الذين لا يتكررون، والحاضر الذي نعيش نعمته اليوم، بكل ما فيه من ترف وازدهار وتحضر ومدنية، وشبابه الواعد والذي عليه تعقد الآمال، وعلى القارئ أن يميز ويقارن بين الفترتين ويعيش معهما، كل ذلك جاء أيضاً والمنارة تدخل عامها العاشر بألق جديدة يواكب روح العصر مع الحفاظ على تقاليدنا وعاداتنا.

سيرة ومسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، لا تنتهي.. وكيف تنتهي والسيرة العطرة مليئة بالأرجاء داخل الدولة وخارجها، بل في كل مدينة وكل بيت من أقصاها إلى أقصاها، فالأيادي البيضاء لصاحب السمو رئيس الدولة رحلة مع العطاء لا تنتهي.. رحلة مع المساندة والتكاتف ومد يد العون لا تنضب، من كف ألفت العطاء والسخاء، من كف تربت على الخير على يدي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس وباني نهضة الإمارات، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

أتابع معكم في هذا العدد جانباً مضيئاً من تلك المسيرة المكللة بالغار والفخار، مسيرة الأيادي البيضاء لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، والتي لا يمكن لصفحات ولا لكتاب أن يحيط بها أو أن يلم بمحتوياتها.

لكننا نحاول ولنا شرف تلك المحاولة والله الموفق.

على الصعيد الوطني

أطلقت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، في شهر سبتمبر 2011 وللعام الرابع على التوالي، مشروعها الإنساني الرائد بعنوان (المساعدات العينية للطلبة للعام الدراسي 2011/2012)، والذي يستفيد منه 27 ألفاً و215 طالباً وطالبة يدرسون في 650 مدرسة في كافة أنحاء الدولة.

ويرمي هذا المشروع إلى إطلاق مبادرات إنسانية دورية ومنتظمة لدعم التعليم داخل الدولة وخارجها، ومساعدة الطلاب على تذليل العوائق المادية التي تحول أحياناً كثيرة دون تمكنهم من مواصلة تحصيلهم العلمي.. وشمل المشروع أبناء الوافدين بالدولة الذين بلغ عدد من استفادوا من هذه المبادرة 8 آلاف طالب وطالبة على مستوى الدولة، إضافة إلى طلاب في عدد من الدول في العالم.

وفاز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، لعطائه الإنساني وأياديه البيضاء الممدودة دوماً لعمل الخير في 11 مايو 2011 بجائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية للعام (2010/2011) بعد أن رشّحت، المنظمات والمدن الإنسانية والخيرية في العالمين العربي والإسلامي والعديد من المنظمات والمؤسسات الدولية، سموه لهذه الجائزة، ورأت في سموه نموذجاً عالمياً يحتذى في الخير والعطاء للإنسانية جمعاء، دونما تمييز أو محاباة بين لون ودنس أو عرق ودين.

دعم الأبحاث العلمية للمتميزين

وفي مطلع العام 2011 قدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مبادرة عالمية متميزة، يعود نفعها وخيرها على البشرية جمعاء.

وشهد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ورئيس المؤسسة في 18 يناير 2011 بأبوظبي، مراسم توقيع اتفاقية تُقدِّم المؤسسة بموجبها لجامعة (تكساس) بالولايات المتحدة الأمريكية منحة مالية قدرها 150 مليون دولار أمريكي لدعم أبحاث وتشخيص علاج الأمراض السرطانية، من خلال نتائج التحليل الجيني.

ووقع الاتفاقية عن المؤسسة معالي أحمد جمعة الزعابي، نائب وزير شؤون الرئاسة نائب رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وعن جامعة (تكساس) جون مندلسون رئيس مركز (إم دي أندرسون) لأمراض السرطان في جامعة تكساس.

وتمول المنحة إنشاء مبنى الشيخ زايد بن سلطان لعلاج السرطان الملحق في مستشفى الجامعة على مساحة 600 ألف قدم مربعة، الذي يضم معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للعلاج التخصصي التشخصي لأمراض السرطان، ومركز أحمد بن زايد آل نهيان لعلاج أمراض سرطان البنكرياس، فيما تمول المنحة إنشاء صندوق وقفي لتمويل ثلاثة كراسي أستاذية تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يخصص الكرسي الأول لعلم الأورام الطبية، والكرسي الثاني صندوق جامعة الشيخ خليفة بن زايد للمعرفة المتخصصة في مجالات السرطان، والكرسي الثالث باسم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمعرفة العلمية والطبية المتخصصة في أبحاث السرطان، إضافة إلى تمويل المنحة عددا من الزمالات التخصصية سنوياً.

من ناحيته ثمّن فرنسيسكو ج. سيجاروا رئيس جامعة تكساس، عقب توقيع الاتفاقية، مكرمة مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، مشيراً إلى أنها تجسيد لأعمال الخير التي أصبحت سمة مقترنة باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال: إن العمل البحثي سيستفيد إلى أقصى حد من هذه المنحة المتميزة بما يعود بالخير على البشرية.

وأكد جون مندلسون رئيس مركز (إم دي أندرسون) لأمراض السرطان في جامعة تكساس أن المنحة تعتبر أكبر منحة تقدم للمركز والأكبر بالنسبة للجامعة.. موجهاً عظيم الشكر والامتنان إلى المؤسسة المانحة، وذلك نيابة عن مرضى السرطان والقائمين على رعايتهم في جميع أنحاء العالم على هذه المنحة الكريمة التي ستكرس لدعم الجهود المبذولة لتطبيق علاجات جديدة أكثر فاعلية.

وأعلن مندلسون بهذه المناسبة تنحيه عن منصبه ليتفرغ لإدارة معهد خليفة بن زايد آل نهيان لعلاج أمراض السرطان، مشيراً إلى أن نخبة من الأطباء والعلماء والباحثين سينضمون إلى أسرة المركز ليشاركوا بجهدهم في الأبحاث الخاصة بدراسة وتحديد أسباب الخلل الجيني والجزيئي المسببة للسرطان لكل مريض على حدة بجانب تطوير خيارات علاجية ورعاية طبية لكل حالة.

وأضاف: إن المنحة الكريمة تدعم جهود المركز بما يمكنه من زيادة البرامج المخصصة لتطوير علم الأمراض الجزئية وصولاً إلى تشخيص الإصابة السرطانية لكل مريض على حدة بتحديد دقيق لمواطن الخلل الجيني وما يتطلبه من علاج.

يذكر أن المركز حصل خلال العام 2010 على المرتبة الأولى في العناية بمرضى السرطان ضمن 40 مركزاً متخصصاً تعمل تحت مظلة معهد السرطان الوطني.

إطلاق الطاقات البشرية المواطنة

   20

شغل الإنسان في الإمارات فكر وهموم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، منذ توليه قيادة المسيرة الاتحادية.

وأكد سموه في أكثر من حديث أن الإنسان هو الثروة الحقيقية وهدف أي تنمية وأي تطوير، وله الأولوية في كل ما يوضع من برامج وخطط، من أجل سعادته ورخائه وتأمين العيش الكريم له.

وعبّر سموه بجلاء عن ذلك في خطابه في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009 بعد مرور خمس سنوات من توليه رئاسة الدولة بقوله: إن إطلاق الاستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات -على أولويتها وأهميتها وضرورتها- ليست غاية في حد ذاتها ولا هي مقصداً في نفسها، فالغاية هي بناء القدرة الوطنية والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع والمنافسة.

وأضاف سموه: وفي ظل الواقع السكاني الذي ندرك أبعاده والانفتاح الثقافي الذي نعيش آثاره، فإن إطلاق الطاقة البشرية المواطنة هو رهان وجود وشرط بقاء ومقصد قوة وضرورة أمن، وهو أولوية تتطلب منا العمل على عدة جبهات أكثرها إلحاحاً في الوقت الراهن الحاجة إلى تعميق مفهوم الأسرة وإعادة إحياء دورها المحوري في التنشئة والتوعية والضبط والرقابة.. فالأسرة السوية هي أساس المجتمع القويم فيها يتعلم النشء التراحم والتلاحم وحب الوطن، ومنها يتشربون الأخلاق والقيم، وعبرها يتمثلون عادات المجتمع وتقاليده نهجاً وسلوكاً، فيحترمون نظمه ويلتزمون قوانينه، وبذلك يكون الفرد المسؤول المنتمي والمجتمع الآمن المستقر.

ودعا سموه إلى طرح المزيد من المبادرات لتعبئة الطاقات الوطنية الشابة والارتقاء بقدراتها وحمايتها من الهدر وتحصينها ضد تيارات الغزو الثقافي، مبادرات تستنهض فيهم قيم العمل ومبادئ الاعتدال والوسطية، وتضع الشباب في صلب العملية التنموية والتنمية الاجتماعية التي ننشدها.

كما دعا سموه في هذا الصدد أبناءه المواطنين إلى تقديس العلم، مؤكداً سموه أن العمل هو المعيار الحقيقي للمواطنة، وهو دليل الإخلاص والولاء، وبه يتمايز الناس.. (فبالإرادة القوية والقدرة العالية والإنجاز الفائق، نتشارك جميعاً مسؤولية بناء هذا الوطن، تعزيزاً لسيادته وصوناً لمكتسباته، وبناءً لمستقبله).

ووجه سموه المؤسسات السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني إلى أن تتحمل مسؤولياتها في غرس قيم العمل داخل المجتمع، وتغيير النظرة السلبية المرتبطة بالعمل المهني واليدوي، والتأكيد على مفهوم العمل باعتباره مسؤولية وقيمة إنسانية حضارية ودينية.

وأكد سموه في خطابه في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2010 أن تقديس العمل وإتقان أدائه مطلب أمن وضرورة حياة وهو مشروع نهضة واستنهاض به نستكمل ما بدأه الرواد الآباء المؤسسين، ومن خلاله نطور قوة عمل وطنية كفؤة ماهرة ونعيد هيكلة اقتصادنا الوطني بما يحرك مكامن القوة الوطنية فيه، وبهذا نصحح اختلالات سوق العمل ونهيئ لمجتمع متوازن في تركيبته متلاحم قوي في بنيته متماسك نابض بالحياة.

3-2013-08-25

وقال سموه: إن إتقان العمل مسؤولية وأمانة، به يتحقق التميز ونواجه التحديات، ونتصدى للمشكلات، ونحدث التغيير، وندرك المستقبل، فالأمم لا تعيش فوضى، والحضارات لا تبنى صدفة، وإنما بتقديس العمل وبناء القدرات الوطنية وتعزيزها في مجالات البحث والتطوير وإنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها.

وشدد سموه على أن (تكريس ثقافة العمل وأخلاقياته والحض على إجادته وإتقانه لن تكون دون تعميق قيم المواطنة والانتماء للوطن، والإعلاء من شأن الأسرة وتمكينها والحفاظ على كيانها وصون ثقافتها، فهي نواة المجتمع وأساس الدولة ومصدر الأخلاق، بها تبنى القيم الفاضلة، وينشأ المواطن الصالح، ولن تتحقق إلا بتقويم أمين لسياسات التعليم واستراتيجياته ومناهجه بناءً لنظام قائم على إنتاج المعرفة ومعايير التميز والإبداع، هدفه تنمية رأس المال البشري بجعله أكثر انسجاماً واستجابة للتحديات مرجعيته خصوصية المجتمع وثقافته ولغته وهويته الوطنية. إن العمل المتقن هو الطريق نحو بناء القدرات البشرية القادرة على تحقيق التنمية المستدامة بما يمكننا من البقاء والاستمرار والمنافسة).

  DSC 0011 2

You may also like...

0 thoughts on “سالم بن ابراهيم السامان – دفتر العمر”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram