نظمت مؤسسة دبي للمرأة بالتعاون مع “كلوي للاستشارات” الدورة الخامسة من البرنامج التدريبي المُطور “مهارات القيادة من منظور الفروسية”، وذلك في فندق ومنتجع «ديزرت بالم» في دبي خلال شهر يناير الجاري، والذي جاء بهدف تعريف المشاركات بمستويات متقدمة من مفهوم القيادة الفاعلة التي يتم التركيز من خلالها على أهمية التطور الشخصي والاستعداد لـمواجهة العوامل العاطفية والبيئية التي يمكن أن يواجهنها استناداً إلى منهجية القيادة المستلهمة من الفروسية.

وانعقد البرنامج الذي يتبع منهجاً مبتكرا ًتكون فيه الخيول طرفاً حيادياً بمشاركة موظفات من القطاعين الحكومي والخاص في بيئة مختلفة عن مجال اختصاص المشاركات، مما يتيح لهن اكتشاف أنفسهن وقدراتهن من زاويا مختلفة، ويوفر لهن فرصة فريدة للكشف عن مواهبهن في القيادة.

وتتلخص أهداف البرنامج الأساسية في بناء قدرات التميز القيادي الفعال، تعزيز الثقة بالنفس، التطور الإنساني، الأساليب الإبداعية في مواجهة التحديات، التأقلم السريع مع التغيّرات التي تشمل نقاط الكفاءة والقوة، فهم السلوك البشري وديناماكية فريق العمل، التنمية البشرية، واكتساب الخبرات التي تدعم إنتاجية العمل، بالإضافة إلى التعرف على طبيعة القادة والفروق الجوهرية بين الإدارة والقيادة.

وأكدت سعادة شمسة صالح، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة، على حرص المؤسسة ودعمها المتواصل للمرأة العاملة من خلال تدريبها وتعزيز إمكانياتها ومواهبها القيادية، وتعريفها بالبرامج التي تنتهج أساليب علمية حديثة تُسهم في تعزيز القدرات والطموح المهني لدى المشاركات، وأضافت: “يعتمد البرنامج على أدوات متقدمة تساعد المشاركات على تطوير مهاراتهن القيادية وإحراز تقدم ملحوظ على المستويين الشخصي والمهني، والذي يمكنهن من مواكبة التغيّرات، والتعامل معها بشكل أكثر إيجابية، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الكفاءة الإنتاجية التي تصب في مصلحة العمل”.

وأشارت صالح إلى ردود الفعل الإيجابية حول هذا البرنامج المبتكر في النسخ السابقة منه، مما شجع المؤسسة على إتاحة الفرصة أمام المزيد من المشاركات للانضمام إليه والاستفادة من مزاياه في تطوير مهاراتهن القيادية.

ويأتي البرنامج في إطار التزام مؤسسة دبي للمرأة بإطلاق وتنفيذ برامج نوعية في القيادة، والتي من شأنها أن تساهم في تعزيز الدور القيادي للمرأة الإماراتية في المسارات المهنية المختلفة، وذلك من خلال برامج وورش عمل هادفة تدعمها وتساعدها في الاضطلاع بدورها في مسيرة التطور والتنمية عبر رعاية وتنمية القيادات النسائية، ووضعها في طليعة التمثيل الدولي للمرأة العربية.

وعبرت موزة المنصوري رئيس قسم الموارد البشرية بالأمانة العامة للجنة العليا للتشريعات، عن سعادتها بالبرنامج، واعتبرته من أفضل البرامج التدريبية التي تم تنظيمها لفئة النساء القياديات نظراً لأنه يركز على أسلوب القيادة في بيئة العمل وعلاقة الفروسية بها، والتعامل مع التحديات التي يواجهها الموظف القيادي في عمله، والأهم طرق التفكير في حل المشكلات والعوامل التي تحقق النجاح للموظف القيادي.

وفي سياق متصل، تحدثت هيفاء رشيد، رئيس قسم الأجهزة والشبكات في برنامج زايد للإسكان، عن مشاركتها في البرنامج، وقالت: “كانت تجربة جديدة بالنسبة لي من حيث الفكرة، صححت لدي العديد من المفاهيم من منطلق عملي مقارب لمفهوم القيادة، وقد استمتعت واستفدت كثيراً من التطبيق العملي”.

من جهتها، قالت يولاندا سينغ، مؤسس “كلوي للاستشارات”: “التعلم بمساعدة الخيول يقدم للمشاركات وسائل تواصل وأساليب للتأثير على الناس بطرق أكثر فعالية، حيث يمكنهن من استلهام الجوانب الانفعالية؛ كالحذر والشجاعة وتعزيز الثقة بالنفس” وأشارت إلى أن التعامل مع الخيول يلامس الجوانب النبيلة لدى الإنسان.

واختتمت سينغ بأن برنامج “مهارات القيادة من منظور الفروسية” يعتمد على النظريات وربطها بمواقف حياتية وعملية واقعية تساهم بشكل كبير في اكتشاف مواضيع مختلفة؛ كالتعامل مع التغيير وفض الخلافات وأهمية فهم لغة الجسد والذكاء العاطفي في قيادة فريق العمل.